تقول: حبّذا امرأة، ولو كان بدلاً لقلت: حبّذة المرأة.۱(واهاً لهما).
قال الفيروزآبادي: «واهاً له - وبترك تنوينه - : كلمة تعجّب من كلّ شيء، وكلمة تلهّف».۲
وقال الجزري:
فيه: من ابتلي [فصبر] واهاً واهاً. قيل: معنى هذه الكلمة التلهّف، وقد توضع موضع الإعجاب بالشيء. يُقال: واهاً له. وقد ترِد بمعنى التوجّع، يُقال: فيه آهاً. ومنه إن يكن خيراً فواهاً واهاً، وإن يكن شرّاً فآهاً آهاً.۳(ولما يعملان له).
الموصول عبارة عن قرب الحقّ ومحبّته، والوصول إلى دار كرامته.
وفي كثير من النسخ المصحّحة: «لما يعمدان».
قال الجوهري:
عمدت للشيء، أعمد عمداً: قصدت له، أي تعمّدت، وهو نقيض الخطء، وفعلت ذلك عمداً على عين وعمد عَين، أي بجدّ ويقين. وعمدت الشيء فانعمد، أي أقمته بعماد يعتمد عليه.۴(فالكتاب وأهل الكتاب في ذلك الزمان في الناس) بحسب الشخص والجسم.
(وليسوا فيهم) بحسب القلب والعمل، والاتّصاف بالكمالات الروحانيّة. وقس عليه قوله عليه السلام:
(ومعهم وليسوا معهم)؛ فإنّ المعيّة من حيث الخلطة والمعاشرة الظاهرة، ونفيها من حيث الاُلفة القلبيّة والاُنسة الباطنة، والإثبات في الموضعين من جهة والسلب من جهة اُخرى.
ثمّ أشار عليه السلام إلى دليل السّلب فقط؛ لاستغناء الإثبات عنه لظهوره، فقال: (وذلك لأنّ الضلالة لا توافق الهدى) يعني في الواقع.
(وإن اجتمعا) على الوجه المذكور؛ لامتناع اجتماع الضدّين، وكذا المتّصف بأحدهما مع الاتّصاف بالآخر.
1.الصحاح، ج ۱، ص ۱۰۵ و ۱۰۶ (حبب) مع التلخيص.
2.. القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۹۶ (ووه).
3.النهاية، ج ۵، ص ۱۴۴ (واه) مع التلخيص.
4.الصحاح، ج ۲، ص ۵۱۱ (عمد) مع التلخيص.