391
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

تقول: حبّذا امرأة، ولو كان بدلاً لقلت: حبّذة المرأة.۱(واهاً لهما).
قال الفيروزآبادي: «واهاً له - وبترك تنوينه - : كلمة تعجّب من كلّ شي‏ء، وكلمة تلهّف».۲
وقال الجزري:
فيه: من ابتلي [فصبر] واهاً واهاً. قيل: معنى هذه الكلمة التلهّف، وقد توضع موضع الإعجاب بالشي‏ء. يُقال: واهاً له. وقد ترِد بمعنى التوجّع، يُقال: فيه آهاً. ومنه إن يكن خيراً فواهاً واهاً، وإن يكن شرّاً فآهاً آهاً.۳(ولما يعملان له).
الموصول عبارة عن قرب الحقّ ومحبّته، والوصول إلى دار كرامته.
وفي كثير من النسخ المصحّحة: «لما يعمدان».
قال الجوهري:
عمدت للشي‏ء، أعمد عمداً: قصدت له، أي تعمّدت، وهو نقيض الخطء، وفعلت ذلك عمداً على عين وعمد عَين، أي بجدّ ويقين. وعمدت الشي‏ء فانعمد، أي أقمته بعماد يعتمد عليه.۴(فالكتاب وأهل الكتاب في ذلك الزمان في الناس) بحسب الشخص والجسم.
(وليسوا فيهم) بحسب القلب والعمل، والاتّصاف بالكمالات الروحانيّة. وقس عليه قوله عليه السلام:
(ومعهم وليسوا معهم)؛ فإنّ المعيّة من حيث الخلطة والمعاشرة الظاهرة، ونفيها من حيث الاُلفة القلبيّة والاُنسة الباطنة، والإثبات في الموضعين من جهة والسلب من جهة اُخرى.
ثمّ أشار عليه السلام إلى دليل السّلب فقط؛ لاستغناء الإثبات عنه لظهوره، فقال: (وذلك لأنّ الضلالة لا توافق الهدى) يعني في الواقع.
(وإن اجتمعا) على الوجه المذكور؛ لامتناع اجتماع الضدّين، وكذا المتّصف بأحدهما مع الاتّصاف بالآخر.

1.الصحاح، ج ۱، ص ۱۰۵ و ۱۰۶ (حبب) مع التلخيص.

2.. القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۹۶ (ووه).

3.النهاية، ج ۵، ص ۱۴۴ (واه) مع التلخيص.

4.الصحاح، ج ۲، ص ۵۱۱ (عمد) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
390

(في ذلك الزمان) المذكور.
(طريدان منفيّان).
الطرد: الإبعاد. والنفي: التنحية. ولعلّ المراد بالأوّل التنزّه عن المعاشرة، وبالثاني الانتفاء عن البلد، أو بالعكس. ويحتمل التأكيد، وقس عليه قوله: (وصاحبان مصطحبان)؛ فإنّ الثاني إمّا تأكيد للأوّل، أو هو المعاشرة، والثاني المرافقة أو المحافظة؛ لأنّ كلّاً منهما يحفظ الآخر عن الهلاك والضياع.
قال الفيروزآبادي:
صحبه - كسمعه - صحابة ويكسر، وصُحْبة: عاشره. وأصحبته الشي‏ء: جعلته له صاحباً. وفلاناً: حفظه، كاصطحبه، ومنعه. والرجل: صار ذا صاحب.۱(في طريق واحد) أي في طريق الحقّ، وهما على وتيرة واحدة في كونهما طريدين منفيّين.
(لا يأويهما مؤوٍ) أي لا ينزلهما أحد في منزله، أو لا يرقّ لهما ذو رقّة.
قال الجوهري: «آويته أنا إيواءاً: إذا أنزلته بك. وأويت لفلان، أي أرثى له وأرقّ».۲
وفي بعض النسخ: «لا يؤدّيهما مؤدّ».
وعلى التقديرين يكون كناية عن عدم الاهتمام بهما، وعدم الرجوع إليهما، وعدم المبالاة بتضييعهما.
(فحبّذا ذانك الصاحبان).
قال الجوهري:
ولقد حببت - بالكسر - أي صرت حبيباً الأصمعي قولهم: حبّ بفلان معناه: ما أحبّه إليّ. قال الفرّاء: معناه: حُبُبَ بضمّ الباء، ثمّ اُسكنت واُدغمت في الثانية. ومنه قولهم: حبّذا زيد فحبّ، فعل ماض لا يتصرّف، وأصله: حبب، على ما قال الفرّاء، وذا فاعله، وهو اسم مبهم من أسماء الإشارة، جعلا شيئاً واحداً فصارا بمنزلة اسم يرفع ما بعده، وموضعه رفع بالابتداء، وزيد خبره، فلا يجوز أن يكون بدلاً من ذا؛ لأنّك

1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۹۱ (صحب) مع التلخيص.

2.الصحاح، ج ۶، ص ۲۲۷۴ (أوا) مع التلخيص.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72294
صفحه از 568
پرینت  ارسال به