(ولم يعرفوا من الكتاب إلّا خطّه وزبره) بسكون الباء، أو بضمّتين، جمع زبور.
قال الفيروزآبادي: «الخطّ: الكتب بالقلم وغيره».۱
وقال: «الزبر - بالفتح - : الكتابة. وبالكسر: المكتوب. والزبور: الكتاب بمعنى المزبور، الجمع: زبر»۲ .
(يدخل الداخل) يعني في الدِّين.
(لما يسمع) بتخفيف الميم وكسر اللّام، أو بتشديدها وفتح اللّام.
وقوله: (من حكم القرآن) بيان للموصول على الأوّل.
وكلمة «من» للتبعيض، أو زائدة على الثاني. ولعلّ المراد بحكم القرآن الداعي إلى الدخول فيه، ويحتمل الأعمّ.
(فلا يطمئن جالساً) أي لا يتمّ جلوسه بعد، وهذا كناية عن زمان الدخول.
(حتّى يخرج من الدِّين) فيكون دخوله فيه مقارناً لخروجه عنه؛ لما يرى من عدم عمل أهله به، وجورهم وبدعهم وإنكارهم لأعظم اُصوله.
(ينتقل من دين ملك إلى دين ملك).
فاعل «ينتقل» الداخل في الدِّين. وفيه إيماء إلى ما اشتهر من أنّ الناس على دين ملوكهم.
(فاستدرجهم اللَّه [تعالى] من حيث لا يعلمون).
يُقال: استدرجه، أي أدناه منه على التدريج، أي أدناهم اللَّه وقرّبهم من العذاب درجة درجة بالإمهال وإدامة الصحّة وازدياد النعمة من حيث لا يعلمون أنّه استدراج؛ لأنّهم حسبوه تفضيلاً لهم على المؤمنين.
(وإنّ كيده) أي مكره، والمراد جزاؤه لوقوعه في صحبته، من باب المشاكلة.
(متين) أي صلب مستحكم لا يدفع بشيء.
وقيل: إنّما سمّي إنعامه استدراجه بالكيد؛ لأنّه في صورته.۳
1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۵۷ (خطط) مع التلخيص.
2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۷ (زبر) مع التلخيص.
3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۶۳. وفيه: «صحبة» بدل «صورته».