(وأدانوا لغير اللَّه).
«أدانوا» من باب الافعال، أو الافتعال. قال الجوهري: «أدان فلان إدانة: إذا باع إلى أجل فصار له عليهم دينٌ. يُقال۱ : أدني عشرة دراهم، وأدّان: استقرض، وهو افتعل».۲
ولعلّ المراد هنا أنّهم عبدوا غيره تعالى، أو أمروا بطاعة غيره؛ فإنّ من عمل للَّه وأطاعه أو أمر غيره بطاعة اللَّه فهو دين عليه تعالى يؤدّيه إليه وقت الحاجة، ومن عمل لغيره وكَلَه إلى ذلك الغير. ولا يبعد إرادة الحقيقة، أي معاملتهم في الإقراض والاستقراض ليس لطاعة اللَّه، بل لغرض آخر، كما يشاهد من أبناء هذا الزمان.
وفي بعض النسخ العتيقة: «وكانوا لغير اللَّه».
وقوله: (خربة من الهدى) بفتح الخاء وكسر الراء.
قال الجوهري: «الخراب: ضدّ العمارة. وقد خرب الموضع [بالكسر] فهو خرب، ودار خربة».۳(فقرّاؤها وعمّارها) جمع القارئ والعامر، والضمير لمساجد، والإضافة في الأوّل لأدنى ملابسة.
وقال الفيروزآبادي: «عَمَر اللَّه منزلك عمارة، وأعمره: جعله آهلاً. والرجل ماله وبيته عمارة وعموراً: لزمه»۴ انتهى.
وقيل: لعلّ المراد بالقرّاء العلماء، وبالعمّار العبّاد، أو أعمّ منهم وممّن سعى في عمارة المساجد وترويجها.۵(أخائب خلق اللَّه وخليقته).
«أخائب» جمع أخيب. والخلق في الأصل مصدر، ثمّ استعمل بمعنى الناس. والخليقة: الطبيعة، والخلائق. ولعلّ المراد بهما هنا غير الناس، أو البهائم.
(من عندهم جرت الضلالة) أي خرجت وصدرت.
1.في المصدر: «تقول منه».
2.الصحاح، ج ۵، ص ۲۱۱۷ (دين) مع التلخيص.
3.الصحاح، ج ۱، ص ۱۱۹ (حزب).
4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۹۵ (عمر).
5.ذهب إليه المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۶۴.