399
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

«تَنزِيلٌ» رفع على المدح.
«مِنْ حَكِيمٍ»: ذي حكمة يعلم الأشياء كما هي، أو يضع كلّ شي‏ء موضعه، أو لا يجوز في حكمه، أو لا يعجل في عقوبة العاصي.
«حَمِيدٍ»۱ يحمده كلّ مخلوق بما ظهر عليه من نعمه، أو يحمد هو ذاته بذاته كما هو أهله.
«قُرآناً» بدل من «كتاباً»، أو عطف بيان له، أو منصور بتقدير أعني.
«غَيْرَ ذِي عِوَجٍ»: لا اختلال فيه بوجه.
وقيل: بالشكّ‏ّ.۲
قال الجوهري:
العَوَج - بالتحريك - مصدر قولك: عِوَج الشي‏ء بالكسر، فهو أعوج، والاسم: العِوَج، بكسر العين.
قال ابن السكّيت: وكلّ ما كان ينتصب كالحائط والعود قيل فيه العوج بالفتح. والعوج بالكسر: ما كان في أرض، أو دين، أو معاش. يقال: في دينه عوج.۳«لِيُنْذِرَ» أي القرآن، أو الرسول.
«مَنْ كَانَ حَيّاً» أي عاقِلاً فَهِماً قابلاً للإنذار مستعدّاً لقبوله؛ فإنّ الغافل كالميّت، أو هو مؤمناً في علم اللَّه؛ فإنّ الحياة الأبديّة بالإيمان وتخصيص الإنذار به، لأنّه المنتفع به.
«وَيَحِقَّ الحقّ» ويجب كلمة العذاب.
قال الجوهري: «حقّ الشي‏ء يحقّ - بالكسر - أي وجب».۴(على الكافرين) المصرّين على الكفر.
وجعلُهم في مقابلة من كان حيّاً إشعار بأنّهم لكفرهم وسقوط حجّتهم وعدم تأمّلهم أموات بالحقيقة.
وقيل: في ذكر الكتاب ووصفه بما ذكر ترغيب في الاقتداء به، وعدم المخالفة له،

1.فصّلت (۴۱): ۴۲.

2.اُنظر: الكشّاف، ج ۳، ص ۳۹۶؛ تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۶۵.

3.الصحاح، ج ۱، ص ۳۳۱ (عوج).

4.الصحاح، ج ۴، ص ۱۴۶۱ (حقق).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
398

وقال ابن أبي الحديد:
قوله: «على اللَّه» متعلّق ب «فِرية» لا ب «صدقهم»؛ أي سمّوا صدقهم فرية على اللَّه، فإن امتنع أن يتعلّق حرف الجرّ به لتقدّمه [عليه‏] وهو مصدر فليتعلّق بفعل مقدّر دلّ عليه هذا المصدر.۱
أقول: لعلّ الباعث على هذا التكلّف عدم تعدية الصدق ب «على»، وأنت خبير بأنّ باب التضمين واسع، فليضمّن مثل معنى المعاهدة واللّزوم.
(وجعلوا في الحسنة) من العقائد والأعمال.
(العقوبة السيّئة) وهو ظاهر لمن نظر في معاملتهم بالشيعة من القتل والنهب وسائر أنواع العذيب والاستخفاف. وقوله: «السيّئة» صفة للعقوبة. وفي بعض الروايات: «عقوبة السيّئة»۲ بالإضافة.
(وقد بعث اللَّه - عزّ وجلّ - إليكم رسولاً من أنفسكم) أي من جنسكم عربيّ مثلكم.
وقرئ: «من أنفسكم» بفتح الفاء، أي أشرفكم.
«عَزِيزٌ عَلَيْهِ»: شديد شاقّ.
«مَا عَنِتُّمْ» أي عنتكم ولقاءكم المكروه.
«حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ» أي على إيمانكم وصلاح شأنكم.
«بِالْمُؤْمِنِينَ» منكم ومن غيركم.
«رَءُوفٌ رَحِيمٌ»۳ قدّم الأبلغ منهما، وهو رؤوف لأنّ الرأفة شدّة الرحمة محافظة على الفواصل.
(وأنزل عليه كتاباً عزيزاً).
قيل: أي كثير النفع عديم النظير، أو منيع لا يتأتّى إبطاله وتحريفه.
«لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ» أي لا يتطرّق إليه الباطل من جهة من الجهات.
وإنّما خصّ هاتين الجهتين بالذِّكر؛ لأنّ الآتي يأتي منهما غالباً، أو ممّا فيه من الاُمور الماضية والاُمور الآتية.

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۹، ص ۱۰۵، ذيل الخطبة ۱۴۷ (مع اختلاف يسير في اللفظ).

2.نهج البلاغة، ج ۲، ص ۴۱، الخطبة ۱۴۷.

3.التوبة (۹): ۱۲۸.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72265
صفحه از 568
پرینت  ارسال به