مرادفة «بعد» كما قيل في قوله تعالى: «عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ»۱.
(وقد أبلغ اللَّه - عزّ وجلّ - إليكم بالوعد).
الإبلاغ: الإيصال، والباء زائدة، أو للتبعيض، كما قيل في قوله تعالى: «عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ»۲.
وفي بعض النسخ: «بالوعيد». قال الجوهري: «الوعد يستعمل في الخير والشرّ. يُقال: وعده خير، أو وعده شرّاً، وإذا اُسقط الخير والشرّ قالوا في الخير وعد وعِدة، وفي الشرّ إيعاد ووعيد».۳(وفصّل لكم القول) في المبدأ والمعاد والحلال والحرام وغيرها.
و«فصّل» من التفصيل، وهو الإظهار، والتمييز، والتقطيع، أو من الفصل.
(وعلّمكم السنّة) وهي الطريقة الشرعيّة والسيرة النبويّة الداعية إلى كلّ خير والزاجرة عن كلّ شرّ.
(وشرّع لكم المناهج) أي سنَّ وبيّن السّبل الواضحة والطرق المستقيمة. ويحتمل أن يُراد بالمناهج أهل البيت عليهم السلام.
(ليزيح العلّة) تعليل للأفعال السابقة؛ أي ليزيل عذر العباد في المعصية.
قال الجوهري: «زاح الشيء يزيح زَيْحاً، أي بَعُدَ، وذهب. وأزاحه غيره».۴(وحثّ) أي رغّب.
(على الذِّكر) بالقلب واللِّسان في جميع الأحوال، سيما في موارد الأمر والنهي.
(ودلَّ على النجاة)؛ أي طريق النجاة من شدائد الآخرة وعقوباتها.
(وإنّه من انتصح للَّه)؛ الظاهر كسر «إنّ» على الابتداء، والضمير للشأن. ويحتمل فتحها عطفاً على النجاة.
قال الجوهري: «انتصح فلان، أي قبِلَ النصيحة. يُقال: انتصحني، فإنّي لك ناصح».۵
وقيل: نصيحة اللَّه عبارة عن إرادة الخير للعباد، وطلبه منهم، وقبول تلك النصيحة هو
1.المؤمنون (۲۳): ۴۰.
2.الإنسان (۷۶): ۶.
3.الصحاح، ج ۲، ص ۵۵۱ (وعد) مع التلخيص و اختلاف في اللفظ.
4.الصحاح، ج ۱، ص ۳۷۱ (زيج).
5.الصحاح، ج ۱، ص ۴۱۱ (نصح).