السقيم، خائف من كشف سريرته، أو من فوات منفعته، مغرورٌ بالدّنيا وزهراتها بجهالة النفس ومموّهاتها.
والغرّ - بالكسر - : الخدعة.
(فاحترسوا من اللَّه عزّ وجلّ).
الاحتراس: التحفّظ، أي تحفّظوا من موجبات عقوبته وخذلانه واستدراجه.
(بكثرة الذِّكر) والدّعاء. قال اللَّه تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»۱.
(واخشوا منه) أي بأسه وتنكيله.
(بالتّقى): بالتوقّي والتحرّز عن مخالفته.
قال الفيروزآبادي: «اتّقيت الشيء وتقيته تقى وتقيّة وتقاء ككساء: حذرته، والاسم: التقوى».۲
ولعلّ فيه إيماء إلى أنّ الخشية إنّما تحصل بالتّقى.
(وتقرّبوا إليه بالطاعة) ولرسوله ولاُولي الأمر.
وقيل: قد أشار عليه السلام إلى أمرين لابدّ منهما؛ أحدهما التقوى للنجاة من العقوبة الاُخرويّة، والآخر الطاعة للدخول في الرحمة والجنّة.۳(فإنّه قريبٌ مجيب) كأنّه تعليل لما سبق، وحثّ على القيام به؛ فإنّ العبد إذا علم أنّه تعالى قريبٌ يسمع ويرى، وأنّه مجيبٌ يقابل الدّعاء بالإجابة، والسؤال بالعطاء، والطاعة بالقبول والثواب، يبعثه ذلك على ملازمة الذكر والتقوى والطاعة.
ثمّ استشهد لذلك بقوله: (قال اللَّه عزّ وجلّ:«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي») أقريبٌ أنا أم بعيد؟
«فَإِنِّي قَرِيبٌ».
قال البيضاوي:
أي فقُل لهم: إنّي قريب، وهو تمثيل لكمال علمه بأفعال العباد وأقوالهم، واطّلاعه بأحوالهم بحال من قرب مكانه منهم.
روي أنّ أعرابيّاً قال لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: أقريبٌ ربّنا فنناجيه، أم بعيد فنُناديه؟! فنزلت: