للحياة الأبديّة، والمؤمن حيّ في الدارين، ووجه تخصيص ما بعد الموت بالحياة ظاهر.
وفي بعض النسخ: «حيّ» بالإدغام.
(وأثبت) على البناء للفاعل بقرينة الفقرات السابقة واللّاحقة.
(عند اللَّه - عزّ ذكره - به الحسنات)؛ ضمير «به» راجع إلى علم القرآن، وفيه دلالة على أنّ ثبوت الحسنات إنّما هو مع العلم بها، لا ما وقع اتّفاقاً، ولا ما عدّه الجاهل حسنة.
وقيل: المراد هنا بالحسنات ما يوجب القرب منه تعالى والثواب عليه.۱
وقال الجوهري: «الحسنة: خلاف السيّئة».۲(ومحى به السيّئات)؛ لأنّ العلم بأنّها سيّئات وموجبة لمقته تعالى سبب لمحوها، أي تركها، وإن اُريد بالمحو إزالة الأثر وإسقاط الثابت فالعلم بها سبب للتوبة الماحية لها على أنّ العلم سبب للحسنات وهي سبب لمحو السيّئات؛ لأنّ الحسنات يذهبن السيّات، فالعلم سبب لمحو السيّئات.
(وأدرك به رضواناً من اللَّه تبارك وتعالى).
الرضوان - بالكسر ويضمّ - مصدر رضى عنه، ورضيه، ضدّ سخط، والعلم سبب لحصوله أوّلاً وبالذات، أو بتوسّط الصالحات.
(فاطلبوا ذلك) أي علم القرآن.
(من عند أهله خاصّة).
أراد بأهله نفسه القدسيّة ومَنْ يحذو حذوه من أولاده أهل بيت العصمة؛ يعني اطلبوا ذلك العلم من عندهم لا من عند المتكلّفين المتصنّعين من أعدائهم ومخالفيهم.
(فإنّهم خاصّة) دون غيرهم.
(نورٌ يُستضاء به) أي بذلك النور.
ولعلّ إتيان النور بلفظ الوحدة للإشعار بأنّهم نورٌ واحد، وأراد به الجنس، وإطلاق النور عليهم إمّا من قبيل الاستعارة والتشبيه في ظهوره بنفسه وإظهاره لغيره، أو حقيقته؛ فإنّهم في الحقيقة أنوارٌ إلهيّة.