أهل العلم عليهم السلام، أو أنّهم يأخذون بحكم الدِّين كما يؤخذ بحكم الشاهد الصادق.
(وصامت ناطق).
قيل: صامت بالنسبة إلى من لم يعرفه، حيث إنّ النطق معه عبث ناطق بالنسبة إلى من عرفه أعني أهل الذِّكر عليهم السلام. وقد روي عن الصادق عليه السلام في حديث طويل أنّه قال بعد وصف القرآن بما وصف: «ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم أخبركم عنه، وفيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم ما بينكم، وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لعلّمتكم».۱
وقيل: كونه صامتاً ناطقاً لأنّه لا ينطق بنفسه، بل لابدّ له من مترجم، فهو صامت في الصورة، [هو] وفي المعنى أنطق الناطقين؛ لأنّ الأوامر والنواهي والآداب كلّها مبنيّة عليه ومتفرّعة [عنه].۲(فهم من شأنهم شهداء بالحقّ).
الشأن: الخطب، والأمر، والحال. ولعلّ كلمة «من» للتعليل والسببيّة، أي أنّهم لأجل شأنهم الرفيع شهداء للَّه تعالى على الناس بالحقّ الذي أنزله إليهم.
وقيل: يعني أنّهم بسبب أطوارهم الحسنة وأخلاقهم الجميلة شهداء بالحقّ، أي على الحقّ، أو على الدين الذي يدعون إليه، والحاصل أنّ شؤونهم وأعمالهم وأخلاقهم تشهد بحقّيّة أقوالهم.۳(ومخبر صادق).
قيل: هو عطف على الحقّ، والمراد به الرسول أو اللَّه عزّ وجلّ، وفيه إيماء إلى أنّ من خالفهم فهو منكر للرسالة أو الاُلوهيّة، ويعضده روايات اُخر.۴
أقول: يمكن أن يتكلّف ويُقال: إنّه معطوف على قوله: «بالحقّ» بأن يُراد من يصدر منه الإخبار والصدق مع قطع النظر عن الوحدة.
1.قاله المحقّق الفيض رحمة اللَّه عليه في الوافي، ج ۲۶، ص ۸۸، ذيل ح ۲۵۳۷۵.
2.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۷۰. وانظر: الكافي، ج ۱، ص ۶۱، ح ۷.
3.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه فيغ مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۶۰۰.
4.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۷۰.