إلّا على إعادة ذلك الشخص، بمعنى أنّه يحكم عليه عرفاً أنّه ذلك الشخص، وربما يعضد ذلك قوله تعالى: «أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ»۱ وقوله تعالى: «كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ»۲.
وسأل ابن أبي العوجاء أبا عبداللَّه عليه السلام عن الآية الأخيرة وقال: ما ذنب الغير؟ فقال عليه السلام: «ويحك هي هي، وهي غيرها». قال: فمثّل لي ذلك شيئاً من أمر الدُّنيا؟ قال: «نعم، أرأيت لو أنّ رجلاً أخذ لبنة، فكسرها، ثمّ ردّها في ملبنها، فهي هي وهي غيرها»۳ على أنّا لم نكلّف إلّا بالتصديق بالحشر الجسماني مجملاً، ولم نكلّف بالعلم بكيفيّتها، وربّما يؤدّي التفكّر في ذلك [إلى القول] بشيء مخالف للواقع، ولم نكن معذورين في ذلك وبعدما علم أصل الحشر بالنصوص القطعيّة وضرورة الدِّين، فلا يجوز للعاقل أن يصغي إلى شبه الملحدين.۴«قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ» بأنّي قادر على ذلك الإحياء بإعادة التركيب والحياة، وإنّما قال له ذلك مع علمه تعالى بأنّه أعرف الناس في الإيمان؛ ليجيب بما أجاب، فيعلم السامعون غرضه من هذا السؤال.
«قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي».
قال البيضاوي: «أي بلى آمنت، ولكن سألت لأزيد بصيرة وسكون قلب بمضامّة العيان الفطري والاستدلال النظري».۵
وقال بعض الشارحين:
أي ليطمئنّ قلبي بحصول المطلوب عياناً؛ فإنّ القلب إذا طلب شيئاً ولم يجده اضطرب، فإذا وجده اطمأنّ.
قال:
وهذا أحسن ممّا قاله بعض المفسّرين من زيادة البصيرة وسكون القلب؛ لأنّ