427
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(وغيّروا ما بأنفسهم) من العزم والقصد إلى طاعة اللَّه وتصديق نبيّهم.
(فأرسل اللَّه عليهم سيل العرم).
قال البيضاوي:
أي الصعب، من عرم الرجل فهو عارم، وعرم: إذا شرس خلقه [وصعب‏]، أو المطر الشديد، أو الجرذ أضاف إليه السيل؛ لأنّه نقب عليهم سكراً ضربته لهم بلقيس. أو المسناة التي عقدت سِكراً - على أنّه جمع عرمة وهي الحجارة المركومة - . وقيل: اسم واد جاء السيل من قِبله، وكان ذلك بين عيسى ومحمّد صلّى اللَّه عليهما۱ ، انتهى.
وقال الجوهري: «العرم: المسناة، لا واحد لها من لفظها، ويقال: واحدها عرمة».۲
وفي القاموس:
العرمة - كفرحة - : سدّ يعترض به الوادي، الجمع: عرم، أو هو جمع بلا واحد، أو هو الأحباس تبنى في الأودية. والجرذ. الذكر، والمطر الشديد، وواد، وبكلّ فسّر قوله تعالى: «سَيْلَ الْعَرِمِ»۳.
(وأبدلهم مكان جنّاتهم).
قيل: كانت لهم جنّات كثيرة عن اليمين والشمال، وكانت من حيث الاتّصال بمنزلة جنّتين،۴ فلا تنافي بين قوله عليه السلام: «جنّاتهم» وبين قوله تعالى: «بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ»۵ أي مرّ بشع.
وقال الفيروزآبادي:
الخمط: الحامض، أو المرّ من كلّ شي‏ء، وكلّ نبت أخذ طعماً من مرارة، والحمل القليل من كلّ شجر، وشجر كالسدر، وشجر قاتل، أو كلّ شجر لا شوك له، وثمر الأراك.۶
وقال: «الاُكل - بالضمّ وبضمّتين - : الثمر، والرزق، والحظّ من الدُّنيا».۷

1.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۳۹۷ مع التلخيص.

2.الصحاح، ج ۵، ص ۱۹۸۳ (عرم).

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۴۹ (عرم) مع التلخيص.

4.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۷۷.

5.سبأ (۳۴): ۱۶.

6.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۵۹ (خمط).

7.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۲۹ (أكل).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
426

متن الحديث الخامس والتسعين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدٌ۱، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :
سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ»۲فَقَالَ :
«هؤُلَاءِ قَوْمٌ كَانَتْ‏۳ لَهُمْ قُرًى مُتَّصِلَةٌ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلى‏ بَعْضٍ ، وَأَنْهَارٌ جَارِيَةٌ ، وَأَمْوَالٌ ظَاهِرَةٌ ، فَكَفَرُوا بِأَنْعُمِ اللَّهِ ، وَغَيَّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ، فَغَرَّقَ قُرَاهُمْ ، وَأَخْرَبَ دِيَارَهُمْ ، وَأَذْهَبَ بِأَمْوَالِهِمْ ، وَأَبْدَلَهُمْ مَكَانَ جَنَّاتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ ، وَشَيْ‏ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِى إِلَّا الْكَفُورَ»۴» .

شرح‏

السند حسن على الأصحّ.
قوله تعالى: «فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا».
روي أنّه كان سفر أهل سبأ إلى الشام، وكان بين بلدهم وبين الشام قرى متواصلة، فآثروا الأغنياء النعمة وملّوا العافية، وسألوا اللَّه أن يجعل بينهم وبين الشام مفاوزاً؛ ليتفاخروا على الضعفاء، ويتطاولوا على الفقراء بركوب الرواحل وتزوّد الأزواد.۵«وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ» حيث بطروا النعمة ولم يعتدّوا بها.
(فقال عليه السلام: هؤلاء) القائلين (قومٌ كانت لهم قرى متّصلة) بعضها ببعض بحيث (ينظر بعضهم إلى بعض).
(وأنهار جارية) في قراهم وبساتينهم ومنازلهم.
(وأموال ظاهرة) من الأنعام والمواضي وغيرها.
(فكفروا بأنعم اللَّه) بترك الشكر عليها.

1.في بعض نسخ الكافي: + «بن يحيى».

2.سبأ (۳۴): ۱۹.

3.في الطبعة القديمة: «كان».

4.سبأ (۳۴): ۱۷.

5.راجع: تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۳۹۸؛ بحار الأنوار، ج ۱۴، ص ۱۴۷، ذيل ح ۳.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 73728
صفحه از 568
پرینت  ارسال به