«وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ»۱.
قال البيضاوي: «هما معطوفان على الاُكل، لا على «خمط» فإنّ الأثل هو الطرفاء و لا ثمر له».۲
وقال الرازي: «قلّل السدر؛ لأنّه أكرم ما بدّلوا به».۳
والأثل والسدر معطوفان على «اُكل» لا على خمط؛ لأنّ الأثل لا أكل له، وكذا السّدر.
«ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا» أي بكفرانهم النعمة، أو بكفرهم بالرُّسل؛ إذ روى أنّه بعث إليهم ثلاثة عشر نبيّاً فكذّبوهم،۴ وتقديم المفعول للتعظيم لا للتخصيص.
«وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ»۵؛ أي هل نجازي بذلك الجزاء، أو مطلقاً إلّا البليغ في الكفران، أو في الكفر المنهمك فيهما؟!
قيل: إنّما يفهم من ظاهر هذا الخبر أنّ تخريب قراهم بسبب كفرهم أو كفرانهم، وصرّح بعض المفسّرين بأنّ بلادهم خرّبت أوّلاً بسبب كفرهم، ثمّ بعد ذلك خرّبت القرى المتوسّطة بينهم وبين الشام بسبب كفرهم وطلب البُعد.۶
متن الحديث السادس والتسعين والخمسمائة
۰.الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام، وَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّكُمْ أَهْلُ بَيْتِ رَحْمَةٍ اخْتَصَّكُمُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - بِهَا .
فَقَالَ لَهُ :«كَذلِكَ نَحْنُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا نُدْخِلُ أَحَداً فِي ضَلَالَةٍ ، وَلَانُخْرِجُهُ مِنْ هُدًى ، إِنَّ الدُّنْيَا لَاتَذْهَبُ حَتّى يَبْعَثَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ، يَعْمَلُ بِكِتَابِ اللَّهِ ، لَايَرى فِيكُمْ مُنْكَراً إِلَّا أَنْكَرَهُ» .
1.سبأ (۳۴): ۱۶.
2.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۳۹۷.
3.لم نعثر عليه في تفسير الرازي، لكن نقله الزمخشري في الكشّاف، ج ۳، ص ۲۸۵ عن الحسن.
4.راجع: جامع البيان، ج ۲۲، ص ۹۶، ح ۲۱۹۸۵؛ الكشّاف، ج ۳، ص ۲۸۵.
5.سبأ (۳۴): ۱۷.
6.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۷۸.