أنّه كان الجبال عشرة، وأخبار أهل البيت عليهم السلام في ذلك مستفيضة،۱ وعليه فرّعوا أنّ لو أوصى رجل بجزء ماله أنّه ينصرف إلى العشر.
والظاهر أنّ قوله: (فقطّعهن واخلطهن) تفسير لقوله تعالى: «فَصُرْهُنَّ».
وروت العامّة أيضاً عن ابن عبّاس ومجاهد وابن جبير والحسن: أنّ «صرهنّ إليك» معناه قطّعهنّ،۲ ويحتمل كونه بياناً لحاصل المعنى، فلا ينافي تفسيره بالإمالة والضمّ، كما مرّ.
(كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضاً) قد مرّ آنفاً ما ينفع في هذا المقام.
قال الفاضل الإسترآبادي:
فيه إشارة إلى أنّ الخلط في الصورتين على نهج واحد، وفيه تنبيه على أنّ اللَّه تعالى قدّر أن لا يصير الأجزاء الأصليّة لحيوان جزء لحيوان آخر، وكأنّه أراد أنّه لا يجب إعادة الفواضل، وفي بعض الأخبار دلالة على إعادتها.۳(فخلّط).
الظاهر أنّه بصيغة المضي، وفاعله «إبراهيم عليه السلام» أي فخلّط بالدقّ ونحوه أجزاء الطيور بعضها في بعض كما اُمِرَ.
ويحتمل كونه بصيغة الأمر من التخليط فيكون تكرار لما سبق لما فيه من المبالغة.
ثمّ شرع عليه السلام في بيان تتمّة الآية بإعادة بعض فقراتها السابقة وقال: «ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً». ويحتمل كون هذه الفقرة من تتمّة البيان.
وفي بعض النسخ: «ثمّ جعل»، فتأمّل.
«ثُمَّ ادْعُهُنَّ».
قال البيضاوي: «أي قُل لهنّ تعالين بإذن اللَّه «يَأْتِينَكَ سَعْياً» ساعيات مسرعات طيراناً أو مشياً».۴
1.التوحيد، ص ۱۳۲، ح ۱۴؛ الخصال، ص ۲۶۴، ح ۱۴۶؛ علل الشرائع، ج ۲، ص ۵۸۶، ح ۳۲.
2.نقل عنهم الرازي في تفسيره، ج ۷، ص ۴۴.
3.نقل عنه المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۹.
4.تفسير البيضاوي، ج ۱، ص ۵۶۴.