(فلمّا دعاهنّ أجبنه).
روى الصدوق رحمة اللَّه عليه عن الرضا عليه السلام: «إنّ إبراهيم عليه السلام أخذ نسراً وبطّاً وطاووساً وديكاً، فقطّعهنّ وخلّطهنّ، ثمّ جعل على كلّ جبلٍ من الجبال التي حوله، وكانت عشرة منهنّ جزءاً، وجعل مناقيرهنّ بين أصابعه، ثمّ دعاهنّ بأسمائهنّ، ووضع عنده حبّاً وماءً، فتطايرت الأجزاء بعضها على بعض حتّى استوت الأبدان، وجاء كلّ بدن حتّى انضمّ إلى رقبته ورأسه، فخلّى إبراهيم عليه السلام من مناقيرهنّ، فطِرن، ثمّ وقعن وشربن من ذلك الماء، والتقطن من ذلك الحبّ، وقلن: يا نبيّ اللَّه، أحييتنا أحياك اللَّه، فقال إبراهيم: بل اللَّه يُحيي ويُميت، وهو على كلّ شيء قدير».۱
متن الحديث الثالث والسبعين والأربعمائة
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنِ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ مِمَّا يَكُونَانِ؟
فَقَالَ۲لِي :«يَا أَبَا أَيُّوبَ ، إِنَّ الْمِرِّيخَ كَوْكَبٌ حَارٌّ ، وَزُحَلَ كَوْكَبٌ بَارِدٌ ، فَإِذَا بَدَأَ الْمِرِّيخُ فِي الِارْتِفَاعِ انْحَطَّ زُحَلُ ، وَذلِكَ فِي الرَّبِيعِ ، فَلَا يَزَالَانِ كَذلِكَ كُلَّمَا ارْتَفَعَ الْمِرِّيخُ دَرَجَةً انْحَطَّ زُحَلُ دَرَجَةً ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ حَتّى يَنْتَهِيَ الْمِرِّيخُ فِي الِارْتِفَاعِ ، وَيَنْتَهِيَ زُحَلُ فِي الْهُبُوطِ ، فَيَجْلُوَ الْمِرِّيخُ ، فَلِذلِكَ يَشْتَدُّ الْحَرُّ ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ الصَّيْفِ وَأَوَّلِ الْخَرِيفِ ، بَدَأَ زُحَلُ فِي الِارْتِفَاعِ ، وَبَدَأَ الْمِرِّيخُ فِي الْهُبُوطِ ، فَلَا يَزَالَانِ كَذلِكَ كُلَّمَا ارْتَفَعَ زُحَلُ دَرَجَةً انْحَطَّ الْمِرِّيخُ دَرَجَةً حَتّى يَنْتَهِيَ الْمِرِّيخُ فِي الْهُبُوطِ ، وَيَنْتَهِيَ زُحَلُ فِي الِارْتِفَاعِ ، فَيَجْلُوَ زُحَلُ ، وَذلِكَ فِي أَوَّلِ الشِّتَاءِ وَآخِرِ الْخَرِيفِ ، فَلِذلِكَ يَشْتَدُّ الْبَرْدُ ، وَكُلَّمَا ارْتَفَعَ هذَا هَبَطَ هذَا ، وَكُلَّمَا هَبَطَ هذَا ارْتَفَعَ هذَا۳ ، فَإِذَا كَانَ فِي الصَّيْفِ يَوْمٌ بَارِدٌ ، فَالْفِعْلُ فِي ذلِكَ لِلْقَمَرِ ، وَإِذَا كَانَ فِي الشِّتَاءِ يَوْمٌ حَارٌّ ، فَالْفِعْلُ فِي ذلِكَ لِلشَّمْسِ ، هذَا تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ، وَأَنَا عَبْدُ رَبِّ الْعَالَمِينَ» .
شرح
السند حسن.