وإنّما حمل الارتفاع والانحطاط على مراتب التسخين والتبريد ولم نحمله على ظاهره الدالّ على أنّ الحرارة والبرودة منهما فقط، لا من الشمس بسبب القُرب والبعد، وعلى تساويهما في الحركة وتقابلهما في الوضع ودورهما في سنة؛ لأنّ الكلّ مناف لما هو المقرّر عند الرياضيّين، أو حركة التدوير للمرّيخ في يوم وليلة سبعة وعشرون دقيقة تقريباً، ولزحل سبعة وخمسون دقيقة تقريباً، وحركة الحامل للأوّل إحدى وثلاثون دقيقة تقريباً، وللثاني دقيقتان، فلا تساوي ولا تقابل، ولا دورة في سنة فيهما، لا باعتبار حركة التدوير، ولا باعتبار حركة الحامل وزيادة تدوير، أو خارج مركز لكلّ منهما مع اعتبار حركة الزائد على وجه توافق مجموع حركته، وحركة المزيد عليه حركة خارج مركز الشمس، وهي في كلّ يوم بليلة تسع وخمسون دقيقة بحيث يتحقّق المساواة في الحركة وتتميم الدورة في سنة مناف للمحسوس والمرصود، ومع ذلك لا يرفع الاختلاف بالكلّية، فليتأمّل فإنّه دقيق جدّاً،۱ انتهى.
ثمّ اعلم أنّ هذا الخبر لا ينافي حدوث الحرارة في الصيف بارتفاع الشمس وتأثيرها، والبرودة في الشتاء بانخفاضها؛ لجواز أن يكون لكلا الأمرين مدخلاً في ذلك، بأن يكون أحدهما سبباً جليّاً، والآخر سبباً خفيّاً. وتعرّضه عليه السلام بالخفي لخفائه دون الجليّ لجلائه.
متن الحديث الرابع والسبعين والأربعمائة
۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يَا عَلِيُّ ، مَنْ أَحَبَّكَ ثُمَّ مَاتَ فَقَدْ قَضى نَحْبَهُ ، وَمَنْ أَحَبَّكَ وَلَمْ يَمُتْ فَهُوَ يَنْتَظِرُ ، وَمَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلَا غَرَبَتْ إِلَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ بِرِزْقٍ وَإِيمَانٍ» . وَفِي نُسْخَةٍ : «نُورٍ» .
شرح
السند ضعيف.
قوله: (يا علي، من أحبّك ثمّ مات فقد قضى نحبه، ومن أحبّك ولم يمت فهو ينتظر) إشارة