بينه وبين اللَّه، ولم يطّلع عليه غيره تعالى، أو يسأل عنه فيما كان من حقوقه تعالى دون حقوق الناس.۱
وفي رواية الصدوق: «فعليها عدل ربّ العالمين»۲ والمآل واحد.
(وهو قول اللَّه تبارك وتعالى:«إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ»۳).
وقال الفيروزآبادي: «رصَدَه رَصْداً ورَصَداً: رقّبه، كترصّده. والمرصاد: الطريق، والمكان يرصد فيه العدوّ».۴ وقال البيضاوي: «هو تمثيل لإرصاده العصاة بالعقاب».۵(والناس على الصراط). ثمّ أشار إلى أنّ كونهم على الصراط على أنحاء مختلفة بقوله: (فمتعلّق تزلّ قدمه) أي فبعضهم متشبّث، أو معلّق عليه لا تثبت قدمه، وبعضهم (تثبت قدمه والملائكة حولها)؛ الضمير لجهنّم، أو للصراط باعتبار كونه قنطرة أو طريقاً.
(ينادون: يا حليم يا كريم).
الحليم: ذو الصفح والأناة الذي لا يعيّره جهل جاهل ولا غضب مغضب ولا عصيان عاص. والكريم: الجواد المفضل.
وقيل: العزيز، كما يُقال: فلان أكرم عليَّ من فلان، أي أعزّ منه.
(أعف) أي تجاوز عن جرائم عبادك.
(واصفح) أي أعرض عن ذنوبهم.
(وعُد بفضلك) أمر من العود، بمعنى الرجوع من النقمة إلى الرحمة. و أو بمعنى العائدة، وهي العطف والمنفعة.
(وسلّم) أي أعطهم سلامة من المكاره والآفات.
(والناس يتهافتون فيها) أي في جهنّم (كالفراش) بالفتح.
قال الجوهري: «التهافت: التساقط قطعة قطعة. وتهافت الفَراش في النار، أي تساقط».۶
1.الأمالي للصدوق، ص ۲۴۲، المجلس ۳۳، ح ۲۵۶.
2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۱۱.
3.الفجر (۸۹): ۱۴.
4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۹۴ (رصد) مع التلخيص.
5.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۴۸۸.
6.الصحاح، ج ۱، ص ۲۷۱ (هفت).