73
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

بينه وبين اللَّه، ولم يطّلع عليه غيره تعالى، أو يسأل عنه فيما كان من حقوقه تعالى دون حقوق الناس.۱
وفي رواية الصدوق: «فعليها عدل ربّ العالمين»۲ والمآل واحد.
(وهو قول اللَّه تبارك وتعالى:«إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ»۳).
وقال الفيروزآبادي: «رصَدَه رَصْداً ورَصَداً: رقّبه، كترصّده. والمرصاد: الطريق، والمكان يرصد فيه العدوّ».۴ وقال البيضاوي: «هو تمثيل لإرصاده العصاة بالعقاب».۵(والناس على الصراط). ثمّ أشار إلى أنّ كونهم على الصراط على أنحاء مختلفة بقوله: (فمتعلّق تزلّ قدمه) أي فبعضهم متشبّث، أو معلّق عليه لا تثبت قدمه، وبعضهم (تثبت قدمه والملائكة حولها)؛ الضمير لجهنّم، أو للصراط باعتبار كونه قنطرة أو طريقاً.
(ينادون: يا حليم يا كريم).
الحليم: ذو الصفح والأناة الذي لا يعيّره جهل جاهل ولا غضب مغضب ولا عصيان عاص. والكريم: الجواد المفضل.
وقيل: العزيز، كما يُقال: فلان أكرم عليَّ من فلان، أي أعزّ منه.
(أعف) أي تجاوز عن جرائم عبادك.
(واصفح) أي أعرض عن ذنوبهم.
(وعُد بفضلك) أمر من العود، بمعنى الرجوع من النقمة إلى الرحمة. و أو بمعنى العائدة، وهي العطف والمنفعة.
(وسلّم) أي أعطهم سلامة من المكاره والآفات.
(والناس يتهافتون فيها) أي في جهنّم (كالفراش) بالفتح.
قال الجوهري: «التهافت: التساقط قطعة قطعة. وتهافت الفَراش في النار، أي تساقط».۶

1.الأمالي للصدوق، ص ۲۴۲، المجلس ۳۳، ح ۲۵۶.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۱۱.

3.الفجر (۸۹): ۱۴.

4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۹۴ (رصد) مع التلخيص.

5.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۴۸۸.

6.الصحاح، ج ۱، ص ۲۷۱ (هفت).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
72

الإذن على المرور.۱(عليه ثلاث قناطر) جمع قنطرة، وهي الجسر الذي يُعبرُ عليه، وما ارتفع من البنيان.
ولعلّ المراد أنّ على ذلك الصرط ثلاث حدود، أو أنّ عليه ثلاث مواضع مرتفعة متبائنة في الوضع من سائر مواضعه.
(الاُولى عليها الأمانة والرحمة).
الأمانة: ضدّ الخيانة، وقد تحدّ بأنّها أداء الحقوق إلى الخالق والخلق وعدم الخيانة فيها.
وقال الفيروزآبادي في قوله تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ»۲:
أي الفرائض المفروضة، أو النيّة التي يعتقدها في ما يظهره باللِّسان من الإيمان، ويؤديّة جميع الفرائض في الظاهر؛ لأنّه تعالى ائتمنه عليها ولم يظهرها لأحد من خلقه، فمن أضمر من التوحيد مثل ما أظهر فقد أدّى الأمانة، انتهى.۳
والرحمة - بسكون الحاء، وقد يحرّك - : الرقّة، والمغفرة، والتعطّف، وقد تحدّ بأنّها الترحّم على عباد اللَّه وترك ظلمهم وإعانتهم ودفع المضارّ عنهم.
وقيل: الأولى الولاية؛ لقوله تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ» الآية، والثانية الرسالة لقوله تعالى: «وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ»۴.۵ وفي رواية الصدوق في أماليه‏۶ : «والرحم» بدون التاء، فيمكن قراءته بكسر الحاء بمعنى صلة الرحم.
(والثانية عليها الصلاة).
قيل: تخصيصها بالذكر لأنّها عمود الدين، إن قبلت قبل ماسواها. أو لأنّ سائر الفرائض الضروريّة مندرجة فيها.۷(والثالثة عليها ربّ العالمين).
قيل: لعلّ المراد أنّه تعالى يسأله هناك عن سائر أعماله، أو يقضي هناك بعلمه فيما كان

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۳۹ مع اختلاف في اللفظ.

2.الأحزاب (۳۳): ۷۲.

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۹۷ (أمن).

4.الأنبياء (۲۱): ۱۰۸.

5.القائل هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۳۹.

6.الأمالي للصدوق، ص ۲۴۲، المجلس ۳۳، ح ۲۵۶.

7.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۳۹.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72106
صفحه از 568
پرینت  ارسال به