89
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، مِنْهُمْ مَنِ اغْتَرَفَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَشْرَبْ ، فَلَمَّا بَرَزُوا قَالَ الَّذِينَ اغْتَرَفُوا : «لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ» وَقَالَ الَّذِينَ لَمْ يَغْتَرِفُوا : «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ»۱» .

شرح‏

السند صحيح على المشهور.
قوله: (عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه - عزّ وجلّ -) في سورة البقرة: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِىٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً».
قال البيضاوي: «طالوت [علم‏] عبريّ [كداود]، وجعله فعلوتاً من الطول تعسّف يدفعه منع الصرف».۲«قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا» أي من أين يكون له ذلك ويستأهل؟!
«وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ» والواو الاُولى للحال، والثانية لعطف الجملة على الجملة الواقعة حالاً وليتطابقا في الحالية، أي والحال إنّا أحقّ منه بالملك وراثةً ومكنة وأنّه فقير لا مال له يعتضد به، وإنّما قالوا ذلك؛ لأنّ طالوت كان فقيراً راعياً أو سقّاءً أو دبّاغاً من أولاد بنيامين، ولم يكن فيه النبوّة ولا الملك، وإنّما كانت النبوّة في أولاد لاوي بن يعقوب، والملك في أولاد يهود.
(قال لم يكن من سبط النبوّة، ولا من سبط المملكة) ظاهر ممّا سبق.
قال الفيروزآبادي: «السِّبط - بالكسر - : ولد الولد، والقبيلة من اليهود».۳
وقال: «ملكه يملكه مُلكاً مثلّثة وملكة محرّكة ومملكة، ويضمّ اللّام أو يثلّث: احتواه

1.البقرة (۲): ۲۴۹.

2.تفسير البيضاوي، ج‏۱، ص ۵۴۳ مع اختلاف يسير في اللفظ.

3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۶۲ (سبط) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
88

بالمعدن الاُصول التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها.
وقيل: الأصل الثابت الذي لا كلام في أصالته.۱(ولا يبغضنا من هؤلاء وهؤلاء) أي العرب والعجم.
(إلّا كلّ دنس ملصق).
الدنِس - بكسر النون - : الدنيّ النسب، أو الأخلاق، الذي لا قدر له.
قال الفيروزآبادي: «الدنس - محرّكة - : الوسخ. دنس الثوب والعرض والخُلق - كفرح - دنساً، فهو دنس: اتّسخ»۲ انتهى.
والملصق على صيغة اسم المعفول من التفعيل، أو اسم الفاعل من الافعال: الدعيّ، كالغنيّ، وهو المتّهم في نسبه، والرجل المقيم في الحيّ، وليس منهم ينسب.
وقيل: لعلّ المراد به هنا من ليس له أب.۳ وقد تظافرت الأخبار عن أهل بيت الأطهار أنّ حبّهم عليهم السلام دليلٌ على طيب الولادة، كما أنّ بغضهم علامة خُبثها.۴

متن الحديث السابع والتسعين والأربعمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنّى‏ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ»قَالَ :
«لَمْ يَكُنْ مِنْ سِبْطِ النُّبُوَّةِ ، وَلَا مِنْ سِبْطِ الْمَمْلَكَةِ، قالَ : «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ»۵ وَقَالَ : «إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى‏ وَآلُ هارُونَ»۶فَجَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ تَحْمِلُهُ ، وَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : «إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّى»۷ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا ثَلَاثَمِائَةٍ

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۳ مع اختلاف في اللفظ.

2.القاموس المحيط، ج ۲، ج ۲۱۷ (دنس) مع اختلاف في اللفظ.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۳.

4.اُنظر: المحاسن، ج ۱، ص ۱۳۸ - ۱۴۱، ح ۲۲ - ۳۴.

5.البقرة (۲): ۲۴۷.

6.البقرة (۲): ۲۴۸.

7.البقرة (۲): ۲۴۹.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72095
صفحه از 568
پرینت  ارسال به