۰.اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالفَشَلِ ، وَالهَمِّ وَالجُبنِ ، وَالبُخلِ وَالغَفلَةِ ، وَالقَسوَةِ وَالذِّلَّةِ ، وَالمَسكَنَةِ وَالفَقرِ وَالفاقَةِ ، وكُلِّ بَلِيَّةٍ «483 »وَالفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ «484 »وأعوذُ بِكَ مِن نَفسٍ لا تَقنَعُ ، وبَطنٍ لا يَشبَعُ ، وقَلبٍ لا يَخشَعُ ، ودُعاءٍ لا يُسمَعُ ، وعَمَلٍ لايَنفَعُ«485 » وصَلاةَ لا ترفع
شرع ـ صلوات اللّه عليه ـ في هذا الفصل في الاستعاذة عن الصفات القبيحة والمكاره ممّا قد يعرض الإنسان لعارض مزاجي أو لعارض آخر من ضعف الإيمان أو من ذنب ونحوه ، فقال : «اللّهمّ إنّي أعوذ».
اللّهمّ : تقدّم الكلام فيه ، والعوذ : الالتجاء إلى الغير والتعلّق به ، ۱ أعوذ بك ؛ أي ألتجأ بك ، كقوله تعالى : «أَعُوذُ بِاللّه ِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ » . ۲
«من الكسل» والكَسَل : التثاقل عمّا لا ينبغي التثاقل عنه ، ولأجل ذلك صار مذموما ، ۳ وهو حالة مذمومة عقلاً وشرعا ، وفي الحديث قال أمير المؤمنين عليه السلام : «إيّاكم والكسل ؛ فإنّه من كسل لم يؤدّ حقّ اللّه عزّ وجلّ» ، ۴ وعن الباقر عليه السلام : «الكسل يضرّ بالدين والدنيا» ، ۵ وفيه : «للكسلان ثلاث علامات : يتواني حتّى يُفرّط ، ويُفرّط حتّى يُضيّع ، ويضيّع حتّى يأثم» . ۶ وعلى أيّ حال لها مناشيء كثيرة ، منها النفاق ، نسأل اللّه سبحانه أن يزيلها عنّا ، وقد يكون لعارض مزاجي أيضا.
«والفشل» ضعف مع جبن ، قال تعالى : «حَتّى إِذا فَشِلْتُمْ » ، ۷ وفي النهاية : «الجزع والجبن والضعف» ۸ قال تعالى : «وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ » . ۹
هذا أيضا حالة مذمومة تؤثّر في العزم على الأُمور المهمّة والجهاد والقتال ، وذلك واضح ، قال علي عليه السلام : «أميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل» ، ۱۰ وقال عليه السلام : «وأيّ امرئ منكم... رأى من أحد إخوانه فشلاً فليذّب ۱۱ عن أخيه بفضل نجدته» ، ۱۲ تزول بالعلاج والدعاء .
«والهمّ» قال الراغب : «الهمّ الحزن الذي يذيب الإنسان» ، ۱۳ وفي المجمع : «وفي الدعاء : أعوذ بك من الهمّ والحزن والعجز والكسل ... قيل : هذا الدعاء من جوامع الكلم ـ إلى أن قال ـ : قيل الفرق بين الثلاثة هو أنّ الهمّ قبل نزول الأمر ويطرد النوم ، والغمّ بعد نزول الأمر ويجلب النوم ، والحزن والأسف على ما فات خشونة في النفس لما يحصل فيها من الغمّ» ، انتهى . ۱۴
وفي الصحيفة : «يا فارج الهمّ وكاشف الغمّ» . ۱۵
وقال العلّامة المجلسي رحمه الله : «قد يفرّق بين الهمّ والغمّ بأنّ الهمّ ما يقدر الإنسان على إزالته كالإفلاس ، والغمّ ما لا يقدر كالموت ، أو بأنّ الهمّ قبل نزول المكروه والغمّ بعده ، أو أنّ الهمّ لم يعلم سببه والغمّ ما يعلم» . ۱۶
أقول : ما في دعاء الصحيفة من قوله عليه السلام : «يا فارج الهمّ وكاشف الغمّ» إيماء إلى ما ذكره المجمع من الفرق ، إذ الفرج هو الشقّ والكشف هو من كشف الثوب يناسب أن يكون ممّا قد نزل وغطّا المغموم . ۱۷
وفي الحديث : «الهمّ نصف الهرم» ، ۱۸ وأيضا «من كثر همّه سقم بدنه» ، ۱۹ وعلى كلّ حال هو استعاذ ـ صلوات اللّه عليه ـ منه ، وقد يكون حالة نفسانية للإنسان الذي قلّ توكّله على اللّه تعالى .
وفي الحديث : «من قصر في العمل ابتلي بالهمّ» . ۲۰ وهو كفّارة لذنوب المؤمنين ، كما في الأحاديث ، ۲۱ وقد يكون لعارض مزاجي أيضا نعوذ باللّه تعالى منه.
«والجُبْن» ضعف القلب عمّا يحقّ أن يقوى عليه ، ۲۲ وفي الحديث : «لا يؤمن رجل فيه الشحّ والحسد والجبن ، ولا يكون المؤمن جبانا ولا حريصا ولا شحيحا» ، ۲۳ وفيه : «ثلاث إذا كنّ في الرجل فلا تحرج أن تقول : إنّه في جهنّم : الجفاء ، والجبن ، والبخل» الحديث ، ۲۴ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «يا مالك... فإنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتّى يجمعها سوء الظنّ باللّه » . ۲۵
الجبن صفة مذمومة في الرجل له أثر بيّن في الجهاد وفي الإقدام على مهامّ الأُمور ، ولذلك نهى علي عليه السلام الأشتر عن مشاورة الجبان . وله منشأ مزاجي عصبي أيضا يرتفع بالعلاج وبتقوية الإيمان والثقة باللّه تعالى ، ونعوذ باللّه منه ومن كلّ صفة مذمومة.
«والبخل» البخل : الشحّ ، والبخيل خلاف الجواد ، قال في المجمع : «وفي الشرع هو منع الواجب ، وعند العرب منع السائل ممّا يفضل عنده» ، ۲۶ وأصله المنع والإمساك ، قال الأُستاذ المشكيني ـ دام ظلّه ـ : «البخل : إمساك المال وحفظه في موردٍ لا ينبغي إمساكه ، ويقابله الجود ، والمراد به : الحالة الباطنية والصفة العارضة على النفس... والشحّ أيضا هو البخل مع الحرص ، فيحفظ الموجود ويطلب غير الموجود ، وهذه الصفة من أقبح صفات النفس وأخبثها ، لها مراتب مختلفة في قبحها الخلقي وحرمتها التكليفية ، فإنّه إمّا يبخل عن بذل النفس أو عن بذل المال ، وأيضا إمّا أن يبخل عن حقوق اللّه أو حقوق الناس ... إلخ» . ۲۷
على أيّ حال ، الأخبار في ذمّه كثيرة ، نسأل اللّه تعالى أن يحفظنا من ذلك وأضرابه . ۲۸
«والغفلة» مصدر واسم ، قال الراغب : «الغفلة : سهو يعتري الإنسان من قلّة التحفّظ والتيقّظ ، يقال : غفل فهو غافل ، قال تعالى : «لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ » »، ۲۹ وفي الدعاء : «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من سِنَة الغفلة» ، ۳۰ «اللّهمّ... أيقظنا من سِنَة الغفلة» ، ۳۱ ـ إلى غير ذلك من موارد الاستعمال ـ وفي العلوي : «ومن غفل غرّته الأماني وأخذت الحسرة إذا انكشف الغطاء وبدا له من اللّه ما لم يكن يحتسب» ۳۲ و«إن كان الشيطان عدوّا فالغفلة لماذا ؟» ، ۳۳ قال سبحانه : «وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَْمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ » . ۳۴
أسباب التنبّه والتيقّظ كثيرة ولكنّ الاعتبار قليل ، ما أكثر العبر وأقلّ الاعتبار.
هذه أيضا مذمومة ، سواء كان في أُمور الدنيا أو الدين ، كتب أمير المؤمنين عليه السلام لمالك : «ثمّ انظر في حال كتابك... ولا تقصر به الغفلة عن إيراد مكاتباتك عمّا لك عليك» . ۳۵
نعوذ باللّه تعالى من الغفلة في أُمور يرتبط بأمر الدين وأداء الحقوق والعمل بالوظائف . و«لها مراتب مختلفة يلازم بعضها الكفر والطغيان وبعضها الفسق والعصيان وبعضها النقص والحرمان ، فالغفلة عن اُصول الإيمان بمعنى عدم التوجّه إلى لزومها وإلى قبولها كفر... والغفلة عن أداء الواجب وترك الحرام مع التقصير فسق ، والغفلة عن الإقبال والتوجّه إلى آيات اللّه تعالى الآفاقية والأنفسية وعن الاهتداء بذلك... نقص... وهل ترى أهل الدنيا اليوم إلّا غافلين عن الحقّ لاهين...» . ۳۶
ولا مناص ولا خلاص عنها إلّا بالاستعاذة الخالصة بنيّة صادقة إلى اللّه عزّ شأنه ، نعم قد يكون التغافل في الأُمور الدنيوية مطلوبا ، قال الجاحظ : «قد جمع محمّد بن علي بن الحسين عليه السلام صلاح حال الدنيا بحذافيرها في كلمتين ، فقال عليه السلام : صلاح جميع المعايش والتعاشر مل ء مكيال ، ثلثان فطنة وثلث تغافل» . ۳۷
«والقسوة» قسى قلبه قسوةً وقساوةً : صلب وغلظ (واويّ) ، والقسوة : غلظة القلب ، وأصله من حجرٍ قاس ، قال تعالى : «فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللّه ِ » ، ۳۸ تحصل القسوة من المعصية ، قال تعالى : «فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً » ، ۳۹
ومن عدم ذكر اللّه ، وطول الإمهال ، قال تعالى : «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّه ِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ » . ۴۰ وكذا يحصل بطول الآمال ونسيان الموت ومجالسة الفاسقين والغافلين.
قال الأُستاذ : «القسوة غلظ القلب وصلابته وعدم تأثّره بالمواعظ والعبر ، في مقابل رقّة القلب ورحمته وتأثّره بالعظات واتّعاظه بالعبر ، وهي من حالات القلب وصفاته المذمومة السيّئة ، وهي قد تكون ذاتية مودعة في القلب بالفطرة ، وقد تكون كسبيّة حاصلة من الممارسة على المعاصي والمآثم . وعلى كلّ حال ، فهي قابلة للزوال بالكلّية أو للتخفيف والتضعيف ، ويمكن أيضا المراقبة الشديدة على النفس حتّى لا يظهر لها أثر على الجوارح والأركان» . ۴۱
وفي الحديث عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «قال أمير المؤمنين عليه السلام : لمتّان : لمّة من الشيطان ولمّة من الملك ، فلمّة الملك الرقّة والفهم ، ولمّة الشيطان السهو والغفلة» ، ۴۲ وفيما ناجى اللّه عزّوجلّ به موسى صلوات اللّه عليه : «يا موسى ، لا تطوّل في الدنيا أملك فيقسو قلبك ، والقاسي القلب منّي بعيد» . ۴۳
«والذلّة» قال في المصباح : «ذلّ ذلّا من باب ضرب ، والاسم الذُلّ بالضمّ والذلّة بالكسر» ، ۴۴ استعاذ عليه السلام أن تحصل له الذلّة في حوادث الدنيا ، من الذلّ بالضمّ وهو ضدّ العزّ ، لا من الذلّ بالكسر وهو ضدّ الصعوبة وهو اللّين ؛ لأنّ المقام هو الاستعاذة من الصفات أو الحوادث السيّئة ، أو استعاذ عليه السلام أن تحصل له هذه الصفة النفسانية القبيحة ، وقد ورد في الأحاديث : إنّ الطمع فيما بأيدي الناس أو كشف الضرّ للناس ذلّ ، وإنّ اليأس عمّا في أيدي الناس والاستغناء عن الناس عزّ ، في الحديث : «ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه» ، ۴۵ وفيه : «رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قطع الطمع عمّا في أيدي الناس» ، ۴۶ وفيه : «أزرى نفسه من استشعر الّطمع ورضي بالذلّ من كشف عن ضرّه» . ۴۷
وظاهره الثاني ؛ لأنّه عليه السلام في مقام ذكر الصفات النفسانيّة.
«والمسكنة» اسم من المسكين بمعنى الفقر والذلّ والضعف ، والمسكين : من لا شيء له ، وقيل : من له ما يكفيه ، وقيل : من أسكنه الفقر أي قلّل حركته أو لسكونه إلى الناس ، وقيل : هو أحسن حالاً من الفقير ، وكان يونس يقول : هو أشدّ حالاً من الفقير ـ إلى آخر ما في الأقرب ۴۸ ـ وتكلّم المفسّرون والفقهاء في الفرق بينهما في تفسير قوله تعالى : «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ » . ۴۹
وعلى أيّ حال ، يمكن أن يكون المراد الاستعاذة عن حصول المسكنة والفقر ، وفي الدعاء : «اللّهمّ صن وجهي باليسار ، ولا تبتذل جاهي بالإقتار ، فأسترزقُ أهل رزقك ، وأستعطي شرار خلقك فأفتتن بحمد من أعطاني ، وأُبتلى بذمّ من منعني ، وأنت من دونهم وليّ الإعطاء والمنع» . ۵۰
«والفقر» الفقر يُستعمل على أربعة أوجه :
الأوّل : وجود الحاجة الضرورية ، وذلك عامّ للإنسان مادام في دار الدنيا ، بل عامّ للموجودات ، وعلى هذا قوله تعالى : «يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللّه ِ » . ۵۱
والثاني : عدم المقتنيات ، وهو المذكور في قوله : «لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا » . ۵۲
والثالث : فقر النفس وهو الشره المعني بقوله عليه السلام : «كاد الفقر أن يكون كفرا» ، ۵۳ وهو المقابل بقوله : «الغنى غنى النفس» . ۵۴
الرابع : الفقر إلى اللّه المشار إليه بقوله عليه الصلاة والسلام : «اللّهمّ أغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك» ، وإيّاه عني بقوله تعالى : «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ »۵۵ ... وأصل الفقير هو المكسور الفقار... . ۵۶
نعوذ باللّه تعالى من الفقر على الوجوه إلّا الرابع ، والأحاديث في مدح الفقر وذمّه كثيرة ، والجمع بين الطائفتين يحصل بملاحظة هذه الوجوه . ۵۷
قال العلّامة المجلسي رحمه الله : «أقول : مقتضى الجمع بين أخبارنا أنّ الفقر والغنى كلّ منهما نعمة من نعم اللّه تعالى يعطي كلّاً منهما من شاء من عباده بحسب ما يعلم من مصالحه الكاملة ، وعلى العبد أن يصبر على الفقر بل يشكره ، ويشكر الغنى إن أعطاه ويعمل بمقتضاه ، فمع عمل كلّ منهما بما يقتضيه حاله ، فالغالب أنّ الفقير الصابر أكثر ثوابا من الغني الشاكر ، لكنّ مراتب أحوالهما مختلفة غاية الاختلاف ، ولا يمكن الحكم الكلّي من أحد الطرفين ، والظاهر أنّ الكفاف أسلم وأقلّ خطرا من الجانبين ، ولذا ورد في أكثر الأدعية طلبه ، وسأله النبي صلى الله عليه و آله لآله وعترته» . ۵۸
«والفاقة» الفقر والحاجة ، ولا فعل لها ، يقال : افتاق إذا افتقر ، ولا يقال : فاق ، ۵۹ وفي المجمع : «الفاقة والخصاصة والإملاق والمسكنة والمتربة واحد ، نقلاً عن الهمداني» ، انتهى ، ۶۰ وفي الصحيفة : «وزدني إليك فاقةً وفقرا» ، ۶۱ وقد تكلّم في ذلك السيّد رحمه اللهفي رياض السالكين ، وخلاصته : «إنّ الإنسان كلّما ازداد فقرا إلى اللّه تعالى ازداد انقطاعا إليه ، وكلّما طلبه من اللّه تعالى فأعطاه ازداد حبّا له ، فتكمل بذلك عرفانه وإيمانه ويتمّ بذلك عند الناس عزّه وشرفه» . ۶۲
«وكلّ بليّة» البليّة : البلوى ، وهو الامتحان والاختبار والمصيبة ، والأنسب هو الأخير بحسب السياق ، والتعميم أيضا جائز ، وفي الصحيفة : «فأنا الأسير ببليّتي» ، ۶۳ و«وأنا المرتهن ببليّتي» ، ۶۴ وكلّ ما يُمتحن به الإنسان من ضرّ أو نفع من مصيبة أو نعمة تسمّى بلاء ، قال سبحانه : «فَأَمَّا الإِْنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ » ، ۶۵ وقال سبحانه : «وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » . ۶۶
في الحديث : «إنّ أشدّ الناس بلاءً الأنبياء ثمّ الّذين يلونهم ، الأمثل فالأمثل» ، ۶۷ وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام : «إنّما يُبتلي المؤمن في الدنيا على قدر دين ، أو قال : على حسب دينه» ، ۶۸ و«إنّه ليكون للعبد منزلة عند اللّه فما ينالها إلّا بإحدى خصلتين : إمّا بذهاب ماله ، أو ببليةٍ في جسده» . ۶۹
والمصائب في الدنيا للمؤمن قد تكون لتكفير السيّئات أو ترفيع الدرجات ، قال تعالى : «وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ » ، ۷۰ و «ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِيالأَْرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتابٍ » . ۷۱
«والفواحش» الفحش والفحشاء والفاحشة : ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال ، ۷۲ في الحديث : «إنّ من شرار عباد اللّه من تكره مجالسته لفحشه» ، ۷۳ و«إنّ اللّه حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذيّ قليل الحياء ، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له ، فإنّك إن فتّشته لم تجده إلّا لغيّة أو شرك شيطان» ، ۷۴ و«سلاح اللئام قبيح الكلام» ، ۷۵ وفي الكتاب العزيز : «الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ » ، ۷۶ و «لا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ » ، ۷۷ و «قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ » . ۷۸
قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار : «الفاحشة : كلّما نهى اللّه عزّ وجلّ عنه ، وربمّا يخصّ بما يشتدّ قبحه» ، ۷۹ قال ابن الأثير : «تكرّر ذكر الفحش والفاحشة والفواحش في الحديث ، وهو كلّ ما يشتدّ قبحه من الذنوب والمعاصي... وكلّ خصلة قبيحة فهي فاحشة من الأقوال والأفعال» انتهى . ۸۰
«ما ظهر منها وما بطن» لعلّها إشارة إلى الآية الكريمة ـ كما تقدّم ۸۱ ـ وفي مجمع البيان : «وقيل : إنّهم كانوا لا يرون بالزنا في السرّ بأسا ، ويمنعون منه علانيةً ، فنهى اللّه سبحانه عنه في الحالتين ، عن ابن عبّاس . وقريب منه ما روي عن أبي جعفر عليه السلام : إنّ ما ظهر هو الزنا ، وما بطن هو المخالفة . وقيل : إنّ ما ظهر أفعال الجوارح ، وما بطن أفعال القلوب ، فالمراد ترك المعاصي كلّها» ، انتهى . ۸۲
«وأعوذ بك من نفس لا تقنع» النفس : الروح ، نفس الشيء : عينه يؤكّد به ، يقال : جاءني نفسه وبنفسه ، ۸۳ قال في المصباح : «النفس أُنثى إن أُريد بها الروح ، قال تعالى : «خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ » ، ۸۴ وإن أُريد الشخص فمذكّر . ۸۵
استعاذ ـ صلوات اللّه عليه ـ باللّه عزّ شأنه من عدم قنوع نفسه وكونه حريصا . والقناعة : الاجتزاء باليسير من الأعراض المحتاج إليها ۸۶ والرضا بالقسم ، والقانع هو الذي يقنع بالقليل ولا يسخط ولا يكلح ولا يربد شدقه غيظا ، ۸۷ وهو ضدّ الطمع والحرص ، وقد ورد في الدعاء كثيرا طلب القناعة ، «القناعة مال لا ينفد» ، ۸۸ و«كفى بالقناعة ملكا» ، ۸۹ وسُئل [ الإمام عليّ عليه السلام ]عن قوله تعالى : «فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً »۹۰ فقال : هي القناعة ، ۹۱ و«من قنع بالمقسوم استراح من الهمّ والكدّ والتعب ، وكلّما نقص من القناعة زاد في الرغبة والّطمع ، والرغبة في الدنيا أصلان لكلّ شرّ» . ۹۲
«وبطن لا يشبع» استعاذته عليه السلام من بطن لا يشبع ، يحتمل أن يكون المراد الاستعاذة عن كثرة الأكل التي قد يبتلي بها بعض الناس ، ۹۳ وقد نقل في التاريخ عن بعضٍ هذا المرض كمعاوية ـ لعنه اللّه تعالى ـ وأضرابه ، أو عن شهوة البطن ، بحيث يشتهي أنواع المطعوم ولو من حرام ولا يقنع بلون واحد ، ولعلّ ذلك هو المراد من الأحاديث الكثيرة الواردة في عفّة البطن ، في الحديث عن أبي جعفر عليه السلام «ما عُبد اللّه بشيء أفضل من عفّة بطن وفرج» ، ۹۴ وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أكثر ما تلج به أُمّتي النار الأجوفان : البطن ، والفرج» ، ۹۵ وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «ثلاث أخافهنّ على أُمّتي من بعدي : الضلالة بعد المعرفة ، ومضلّات الفتن ، وشهوة البطن والفرج» . ۹۶
والمراد أنّ الإنسان يُبتلى بارتكاب الحرام من أجلهما ، وعلاج ذلك العفّة والقنوع.
«وقلب لا يخشع» القلب ورد في القرآن الكريم ، ونُسب إليه أُمور كثيرة من الحسنات والسيّئات ، قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار : «اعلم ، إنّ معرفة القلب وحقيقته وصفاته ممّا خفي على أكثر الخلق ، ولم يبيّن أئمّتنا عليهم السلام ذلك إلّا بكنايات وإشارات ، والأحوط لنا أن نكتفي من ذلك بما بيّنوه لنا من صلاحه وفساده وآفاته ودرجاته... ولا يتوقّف ذلك على معرفة حقيقة القلب» . ثمّ أطال الكلام في التحقيق والإفادة ، ثمّ قال : «فاعلم إنّ النفس والروح والقلب والعقل ألفاظ متقاربة المعاني ، فالقلب يُطلق لمعنيين ، أحدهما اللحم الصنوبري الشكل المودّع في الجانب الأيسر من الصدر ، وهو لحم مخصوص وفي باطنه تجويف ، وفي ذلك التجويف دم أسود وهو منبع الروح ومعدنه ، وهذا القلب موجود للبهائم ، بل موجود للميّت ، والمعنى الثاني هو لطيفة ربّانية روحانيّة ، لها بهذا القلب الجسماني تعلّق ، وقد تحيّرت عقول أكثر الخلق في إدراك وجه علاقته...» . ۹۷
أقول : استعاذ ـ صلوات اللّه عليه ـ من قلبٍ لا يخشع ، والخشوع : الضراعة ، وأكثر ما يُستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح ، والضراعة أكثر ما تُستعمل فيما يوجد في القلب ، ولذلك قيل فيما روي : إذا ضرع القلب خشعت الجوارح ، ۹۸ وورد استعمال لفظ الخشوع في القلب وغيره ، ۹۹ كثيرا في الجوارح دون القلب ، والخشوع ينسب إلى القلب وغيره منه رحمه الله . وفي الكّشاف : «الخشوع في الصلاة خشية القلب ، وإلزام البصر موضع السجود» ، ۱۰۰ وفي الحديث : «أما إنّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه» ، ۱۰۱ وعن عليّ عليه السلام : «ليخشع الرجل في صلاته ؛ فإنّه من خشع قلبه للّه عزّ وجلّ خشعت جوارحه فلا يعبث بشيء» ، ۱۰۲ و«فإذا خشع قلبه للّه فرّ منه الشيطان» . ۱۰۳
قال الطبرسي رحمه الله : «وفي هذا «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ »۱۰۴ دلالة على أنّ الخشوع في الصلاة يكون بالقلب والجوارح ، فأمّا بالقلب فهو أن يفرغ قلبه بجمع الهمّة لها ، والإعراض عمّا سواها ، فلا يكون فيه غير العبادة والمعبود ، وأمّا بالجوارح فهو غضّ البصر والإقبال عليها وترك الالتفات والعبث» ، ۱۰۵ وعن علي عليه السلام : «هو ـ يعني الخشوع ـ ألّا يلتفت يمينا ولا شمالاً ، ولا يعرف مَن على يمينه وشماله» . ۱۰۶
أقول : ظاهر السياق أنّ المراد هو خشوع القلب للّه تعالى في جميع حالات الإنسان ، لا الصلاة فقط ، ۱۰۷ مختصّ بالجوارح والخشوع بالقلب ، وفي ج 15 ص 3 : الخشوع تأثّر خاصّ من المقهور قبال القاهر بحيث ينقطع عن غيره بالتوجّه إليه ، والظاهر أنّه من صفات القلب ، ثمّ ينسب إلى الجوارح وغيرها بنوع من العناية (واُنظر : ج 19 ص 184) . كما في قوله : «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّه ِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ » . ۱۰۸
قال الطبرسي : «الخشوع : لين القلب للحقّ والانقياد له... أي تلين قلوبهم لذكر اللّه ، أي لما يذكّرهم اللّه به من مواعظه وما نزل من الحقّ يعني القرآن...» ، انتهى . ۱۰۹
«ودعاءٍ لا يسمع»استعاذ ـ صلوات اللّه عليه ـ من دعاءٍ لا يُسمع ، أي لا يُستجاب «سمع اللّه لمن حمده» أجاب اللّه حمد من حمده وتقبّله ؛ لأنّ غرض السائل الإجابة ، ومنه الدعاء : «أعوذ بك من دعاء لا يُسمع» أي لا يُستجاب ولا يُعتدّ به ، يقال : دعوت اللّه حتّى خفت ألّا يكون اللّه ليسمع ما أقول أي لا يجيب ما أدعو به...» . ۱۱۰
«وعمل لا ينفع» إمّا لكونه باطلاً لعدم الشرط أو لوجود الخلل فيه ، وإمّا لعدم كونه مقبولاً لموانع القبول ، فإنّ الصحة والإجزاء غير القبول ، فقد يكون العمل صحيحا ولا يعدّ فاعله تاركا ، بحيث يستحقّ العقاب على الترك ، لكن لا يكون مقبولاً للمولى ، وعمدة شرائط القبول إقبال القلب على العمل ، فإنّه روحه ، ومنها العجب وحبس الزكاة والحقوق والحسد والكبر والغيبة وأكل الحرام وشرب المسكر والنشوز والإباق . ۱۱۱
1.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۵۲ .
2.البقرة : ۶۷ .
3.انظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۳۱ .
4.الخصال : ص ۶۲ ، تحف العقول : ص ۱۱۰ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۵۹ .
5.تحف العقول : ص ۳۰۰ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۱۰۸ .
6.قرب الإسناد : ص ۲۸ ، الخصال : ص ۱۲۱ ، تحف العقول : ص ۱۰ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۵۹ .
7.آل عمران : ۱۵۲ ، اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۸ .
8.. النهاية : ج ۳ ص ۴۴۹ .
9.الأنفال : ۴۳ .
10.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۳ .
11.أي فليدفع .
12.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۳ .
13.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۴۵ .
14.مجمع البحرين : ج ۴ ص ۴۲۷ .
15.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۵۴ .
16.بحار الأنوار : ج ۸۳ ص ۲۳۲ ، والسفينة : ج ۷ في «همم» .
17.اُنظر : مجمع البيان : ج ۴ ص ۴۳۷ .
18.نهج البلاغة : القصار ۱۴۳ ، الخصال : ص ۶۲۰ ، تحف العقول : ص ۱۱۱ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۹۹ .
19.الأمالي للصدوق : ص ۶۳۶ ، الأمالي للطوسي : ص ۵۱۲ ، تحف العقول : ص ۵۸ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۳۱۸ .
20.نهج البلاغة : الحكمة ۱۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۹۱ .
21.اُنظر : السفينة ومستدركها : في «همم» .
22.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۷ .
23.الخصال : ص ۸۳ ، روضة الواعظين : ص ۴۲۴ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۴ ص ۳۶۴ .
24.الخصال : ص ۱۵۹ ، اُنظر : بحار الأنوار ، ج ۷۰ ص ۳۰۱ ، وج ۷۲ ص ۱۹۳ .
25.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص ۱۲۹ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۲۴۳ .
26.مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۶ .
27.اُنظر : دروس في الأخلاق : ص ۲۵۱ .
28.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۲۹۹ ـ ۳۰۸ واُنظر : السفينة ومستدركها في «البخل» .
29.ق : ۲۲ ، اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۶۲ .
30.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۸ .
31.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۱۷ .
32.الخصال : ص ۲۳۲ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۸۹ .
33.الأمالي للصدوق : ص ۵۶ ، روضة الواعظين : ص ۴۴۲ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۵۷ .
34.مريم : ۳۹ .
35.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ .
36.اُنظر : دروس في الأخلاق : ص ۲۲۵ .
37.اُنظر : البيان والتبيين : ج ۱ ص ۸۴ ، وبحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۲۸۹ .
38.الزمر : ۲۲ ، اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۰۴ .
39.المائدة : ۱۳ .
40.الحديد : ۱۷ .
41.دروس في الأخلاق : ص ۲۷۳ .
42.الكافي : ج ۲ ۳۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۷ ص ۳۹۷ .
43.الكافي : ج ۲ ص ۳۲۹ ، تحف العقول : ص ۴۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۳۳۲ .
44.المصباح المنير : ص ۲۵۴ .
45.الكافي : ج ۲ ص ۳۲۰ ، صفات الشيعة : ص ۳۲ ، تحف العقول : ص ۴۸۹ ، انظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۷۰ .
46.الكافي : ج ۲ ص ۱۴۸ ، مشكاة الأنوار : ص ۲۲۶ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۷۱.
47.نهج البلاغة : الحكم ۲ ، تحف العقول : ص ۲۰۱ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۶۹ .
48.أقرب الموارد : ج ۲ ص ۶۹۲ ، اُنظر أيضا : مفردات ألفاظ القرآن : هو الذي لا شيء له وهو أبلغ من الفقير ، وقوله تعالى : «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَـكِينَ » الكهف : ۷۹ ، فإنّه جعله مساكين بعد ذهاب السفينة ، أو لأنّ سفينتهم غير معتدّ بها في جنب ما كان لهم من المسكنة .
49.التوبة : ۶۰ .
50.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۲۰ .
51.فاطر : ۱۵ .
52.البقرة: ۲۷۳ .
53.الكافي : ج ۲ ص ۳۰۷ ، الأمالي للصدوق : ص ۳۷۱ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۲۴۷ .
54.الأمالي للصدوق : ص ۵۷۶ ، تحف العقول : ص ۵۷ ، مشكاة الأنوار : ص ۲۳۰ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۸۲ .
55.القصص : ۲۴ .
56.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۸۳ ، هذه الوجوه تجري في المسكنة أيضا ، ويحتمل أن يكون المراد من قوله صلى الله عليه و آله : كاد الفقر أن يكون كفرا هو الفقر في الدين وضعف الإيمان واليقين . نعوذ باللّه من ذلك .
57.اُنظر ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۲۹ .
58.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۴ ، السفينة : ج ۷ ص ۱۳۲ .
59.أقرب الموارد : ج ۴ ص ۲۱۶ .
60.مجمع البحرين : ج ۳ ص ۴۳۹ ، واُنظر : رياض السالكين : ج ۷ فى شرح دعاء عرفة في شرح الجملة الآتية .
61.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۴۷ .
62.رياض السالكين : ج ۷ ص ۱۰۲ .
63.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۵۳ .
64.المصدر السابق : الدعاء ۵۳ .
65.الفجر : ۱۵ و ۱۶ .
66.الأعراف : ۱۶۸ .
67.الكافي : ج ۲ ص ۲۵۲ ، التمحيص : ص ۳۵ ، الأمالي للطوسي : ص ۶۵۹ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۶۹ .
68.الكافي : ج ۲ ص ۲۵۳ ، مشكاة الأنوار : ص ۵۱۵ ، راجع : بحار الأنوار : ج ۶۴ ص ۲۱۰ .
69.الكافي : ج ۲ ص ۲۵۷ ، جامع الأخبار : ص ۳۱۲ ، مشكاة الأنوار : ص ۵۰۷ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۴ ص ۲۱۶ .
70.الشورى : ۳۰ .
71.الحديد : ۲۲ .
72.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۷۳ .
73.الكافي : ج ۲ ص ۳۲۵ ، تحف العقول : ص ۳۹۵ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۱۳۱ .
74.الكافي : ج ۲ ص ۳۲۳ ، الزهد للكوفي : ص ۸ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۰۶ .
75.رفعه المجلسي رحمه الله عن الباقر عليه السلام ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۱۸۵ .
76.البقرة : ۲۶۸ .
77.الأنعام : ۱۵۱ .
78.الأعراف : ۳۳ .
79.بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۳۸۴ .
80.النهاية : ج ۳ ص ۴۱۵ .
81.اُنظر : الأنعام : ۱۵۱ .
82.مجمع البيان : ج ۴ ص ۱۹۱ ، واُنظر : نور الثقلين : ج ۱ ص ۶۴۳ .
83.اُنظر : أقرب الموارد : ج ۵ ص ۴۵۶ .
84.النحل : ۹۷ .
85.المصباح المنير : ص ۳۲۶ .
86.اُنظر: مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۱۳ .
87.اُنظر : مجمع البحرين : ج ۳ ، ص ۵۵۲ .
88.اُنظر : نهج البلاغة : الحكمة ۵۷ و ۴۷۵ ، تحف العقول : ص ۸۹ ، روضة الواعظين : ص ۴۵۴ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۳۴۴ .
89.نهج البلاغة : الحكمة ۲۲۹ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۳۴۵ .
90.النحل : ۹۷ .
91.نهج البلاغة ، الحكمة ۲۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۳۴۵ .
92.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۱۶۸ .
93.ويحتمل أن يكون كناية عن كثرة الأكل والامتلاء من الطعام والشراب المذموم شرعا وعقلاً في مقابل قلّة الأكل الممدوح شرعا وعقلاً ، منه رحمه الله .
94.الكافي : ج ۲ ص ۷۹ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۲۶۸ .
95.الكافي : ج ۲ ص ۷۹ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۲۶۹ .
96.الكافي : ج ۲ ص ۷۹ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۴۰۷ ح ۵۸۸۱ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۶۸ .
97.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۳۵ و ۳۶ .
98.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۴۸ ، و مجمع البيان : ج ۱ ص ۹۹ في تفسير الآية ۴۵ من سورة البقرة ، وج ۷ ص ۹۹ الآية ۳ من سورة المؤمنون ، والكشاف : ج ۳ ص ۱۷۵.
99.قال في مجمع البحرين : والفرق بين الخشوع والخضوع هو أنّ الخشوع في البدن والبصر والصوت ، والخضوع في البدن ، أقول : لعلّ الفرق هو أنّ الخضوع يستعمل
100.الكشاف : ج ۳ ص ۲۵ .
101.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۱۷۴ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۸۱ ص ۲۲۸ .
102.الخصال : ص ۶۲۸ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۱۰۶ .
103.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۸۲ ص ۴۳ ، عن مصباح الشريعة .
104.المؤمنون : ۲ .
105.اُنظر : مجمع البيان : ج ۷ ص ۱۷۶ .
106.اُنظر : مجمع البيان : ج ۱ ص ۶۵۰ ، مستدرك سفينة البحار : ج ۳ ص ۶۱ .
107.اُنظر : مجمع البحرين في خشع ، وفي الميزان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۱۵۳ : والفرق بين الخشوع والخضوع مع أنّ في كليهما معنى التذلل والانكسار : أنّ الخضوع
108.الحديد : ۱۶ .
109.مجمع البيان : ج ۹ ص ۳۹۴ .
110.اُنظر : النهاية : ج ۲ ص ۴۰۲ ، ومجمع البحرين : ج ۲ ص ۴۱۹ .
111.اُنظر : العروة الوثقى في كتاب الصلاة .