121
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
120

۰.فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَينا وعَلَى المُذنِبينَ بِفَضلِ سَعَتِكَ «154 » فَامنُن عَلَينا بِما أنتَ أهلُهُ«155 » وجُد عَلَينا فَإِنّا مُحتاجونَ إلى نَيلِكَ «156 » يا غَفّارُ بِنورِكَ اهتَدَينا «157 » وبِفَضلِكَ استَغنَينا «158 » وبِنِعمَتِكَ أصبَحنا وأمسَينا «159 »ذُنوبُنا بَينَ يَدَيكَ«160 »نَستَغفِرُكَ اللّهُمَّ مِنها ونَتوبُ إلَيكَ «161 »

«فأنت أهل أن تجود علينا» أي أنت بما ذكرنا من الأسماء الحسنى والصفات العليا ـ أهل أن تجود علينا ـ «وعلى المذنبين ـ أجمع ـ بفضل سعتك» ، الواسع من أسمائه تعالى هو الذي وسع غناه كلّ فقير ورحمته كلّ شيء ، فهو بما عنده من سعة غناه ورحمته أهل أن يجود على المذنبين أجمع.
«فامنن علينا بما أنت أهله» المنّ من منّ عليه بالعتق ؛ أي أنعم عليه به ، ومننت عليه منّا أيضا ؛ أي عددت له ما فعلت له من الصنايع ، مثل أن تقول : أعطيتك وفعلت لك ، وهو تكدير وتغيير تنكسر منه القلوب ، فلهذا أنهى الشارع عنه بقوله : «لَا تُبْطِـلُواْ صَدَقَـتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى» ، وفي الدعاء : «اللّهمّ... أجر للناس على يدي الخير ولا تمحقه بالمنّ» . ۱
وقد جاء كثيرا في الكتاب والسنّة بالمعنى الأوّل ، والمنّان من أسمائه تعالى ، أي كثير الإحسان ، وهو المنعم المعطي.
وقد جاء في الكتاب والسنّة بالمعنى الثاني ، ونهى عنه ، قال تعالى : «لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَْذى »۲ و «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّه ِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً »۳«لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ »۴ و «إِنَّ لَكَ لأََجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ » . ۵
فمن أعطى في سبيل اللّه إنسانا أو أنفق في سبيله الخير ، ثمّ منّ على من أنفق عليه أو على من أنفق لأجله ، صار باطلاً ، قال تعالى : «يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللّه ُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ » . ۶
«بما أنت أهله» هو سبحانه أهل التقوى ؛ أي يُتّقى منه ، وأهل المغفرة ؛ أي أهل مغفرة من اتّقاه ، وهو أهل الكبرياء والعظمة وأهل التقوى والمغفرة وأهل الجود والجبروت . أي بما أنت أهل له ، وهو الجود والكرم ، وهو أهل الغنى ، أو المراد بما أنت أهله من كمال الجود والكرم والعطاء والفضل.
«وجد علينا فإنّا محتاجون إلى نيلك» النيل مصدر ، وما يُنال ، يقال : أصاب منه نيلاً . أي نحن محتاجون لاغنىً لنا عن نيلك.
«يا غفّار» الذي تستر المعاصي والعيوب وتعفو عن الذنب.
«بنورك اهتدينا» «وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّه ُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ » ، ۷
ولعلّ المراد هنا أنّا محتاجون إلى نيلك المعنوي ، وهو نورك ، إذ به اهتدينا ، ومحتاجون إلى نيلك المادّي ، إذ «وبفضلك استغنينا» عن الناس ، قال اللّه عزّ وجلّ : «رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى » ، ۸ وقال : «إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَإِمّا كَفُوراً » ، ۹ وقال : «وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ » ، ۱۰ وقال عزّ وجلّ : «يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللّه ِ وَاللّه ُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ » ، ۱۱ وقال سبحانه : «وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللّه ُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ » . ۱۲
«وبنعمتك أصبحنا وأمسينا» أي بنعمة الحياة والحول والقوّة ، «ذنوبنا بين يديك نستغفرك اللّهمّ منها ونتوب إليك».

1.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۲۰ .

2.البقرة : ۲۶۴ .

3.البقرة : ۲۶۲ .

4.فصّلت : ۸ .

5.القلم : ۳ .

6.الحجرات : ۱۷ .

7.النور : ۴۰.

8.طه : ۵۰ .

9.الإنسان : ۳ .

10.البلد : ۱۰ .

11.فاطر: ۱۵ .

12.محمّد : ۳۸ .

  • نام منبع :
    شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
    سایر پدیدآورندگان :
    هوشمند، مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 464851
صفحه از 464
پرینت  ارسال به