167
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي

۰.فَقَد عَصَيتُكَ وخالَفتُكَ بِجَهدي «269 »فَالآنَ مِن عَذابِكَ مَن يَستَنقِذُني؟«270 » ومِن أيدِي الخُصَماءِ غَدا مَن يُخَلِّصُني؟«271 »وبِحَبلِ مَن أتَّصِلُ إن أنتَ قَطَعتَ حَبلَكَ عَنّي؟«272 » فَوا سَوأَتا عَلى ما أحصى كِتابُكَ مِن عَمَلِيَ ، الَّذي لَولا ما أرجو مِن كَرَمِكَ وسَعَةِ رَحمَتِكَ «273 »ونَهيِكَ إيّايَ عَنِ القُنوطِ ، لَقَنَطتُ عِندَما أتَذَكَّرُها «274 » يا خَيرَ مَن دَعاهُ داعٍ«275 »وأفضَلَ مَن رَجاهُ راجٍ «276 »

«فقد عصيتك وخالفتك بجهدي» إقرار بالعصيان عن المناشئ المتقدّمة ، والجَهد والجُهد : الطاقة والمشقّة ، والجهد الواسع ، يقال : جهدت رأيي وأجهدته : أتعبته بالفكر والجهاد ـ أي عصيت بما عندي من الاستطاعة والوسع.
«فالآن من عذابك» إقرار بالوحدانيّة وأن لا ملجأ ولا ملاذ دون اللّه تعالى ، وأن ليس له نصير ولا مدافع يدفع عنه عذاب اللّه تعالى ، أو يخلّصه من أيدي الخصماء الّذين يطلبون منه حقوقهم ومظالمهم ، فإنّ حقوق الناس لا بدّ وأن تؤدّي يوم القيامة.
في حديثٍ طويل عن عليّ عليه السلام ، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «للمسلم على أخيه ثلاثون حقّا لا براءة منها إلاّ بالأداء أو العفو :... إنّ أحدكم لَيَدعُ من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة فيُقضى له وعليه» . ۱
وفي حديثٍ : «سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن حقّ المؤمن؟ فقال : سبعون حقّا ، لا أُخبرك إلّا بسبعة ؛ فإنّي عليك مشفقٌ أخشى ألّا تحتمل . فقلت : بلى إن شاء اللّه تعالى ، فقال : لا تشبع ويجوع ، ولا تكتسي ويعرى ، وتكون دليله وقميصه الذي يلبسه ، ولسانه الذي يتكلّم به ، وتحبّ له ما تحبّ لنفسك ، وإن كانت لك جارية بعثتها تمهّد فراشه ، وتسعى في حوائجه باللّيل والنهار ، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايته بولايتنا ، و ولايتنا بولاية اللّه عزّ وجلّ» . ۲
الّذين يخاصمون الإنسان يوم القيامة إمّا أن يكون الّذين ظلمهم هذا الشخص في نفسه أو ماله أو عرضه ، وإمّا الّذين ترك حقوقهم من أهل الولاية ، ولاخلاص حينئذٍ إلّا بأن يؤدّي أو يؤدّى عنه أو يُعفى.
«وبحبل من أتّصل إن أنت قطعت حبلك عنّي» ، لعلّه إشارة إلى قوله تعالى : «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه ِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا »۳
و «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللّه ِ وَحَبْلٍ مِنَ النّاسِ » . ۴
ولعلّ المراد من الحبل هو الولاية ؛ أي اعتصموا بولاية اللّه ، وضُربت عليهم الذلّة إلّا بولاية اللّه ، وولاية من أمر بولايتهم . ۵«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه ِ» : قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام : «حبل اللّه المتين» ، ۶ وفي حديثٍ آخر : «آل محمّد هم حبل اللّه الذي أُمر بالاعتصام ب» ، ۷ وفي حديثٍ : «نحن الحبل» ۸ وفي آخر : «وحبل اللّه هو القرآن ، لا يفترقان إلى يوم القيامة ، والإمام يهدي إلى القرآن ، والقرآن يهدي إلى الإمام» . ۹

1.كنز الفوائد : ص ۱۴۱ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۲۳۶ .

2.الكافي : ج ۲ ص ۱۷۴ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۲۵۵ .

3.آل عمران : ۱۰۳ .

4.آل عمران : ۱۱۲.

5.اُنظر : تفسير نور الثقلين : ج ۱ ص ۳۷۲ .

6.اُنظر : التوحيد : ص ۱۶۵ ، الغيبة للنعماني : ص ۵۱ .

7.تفسير العياشي : ج ۱ ص ۱۹۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۴ ص ۸۵ .

8.الأمالي للطوسي : ص ۲۷۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۲۷۳ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۲۴ ص ۵۲ .

9.معاني الأخبار : ص ۱۳۲ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۹۴ .


شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
166
  • نام منبع :
    شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
    سایر پدیدآورندگان :
    هوشمند، مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 465700
صفحه از 464
پرینت  ارسال به