219
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي

۰.اِرحَم ۱ في هذِهِ الدُّنيا غُربَتي «378 » وعِندَ المَوتِ كُربَتي «379 » وفِي القَبرِ وَحدَتي «380 »وفِي اللَّحدِ وَحشَتي«381 »وإذا نُشِرتُ لِلحِسابِ بَينَ يَدَيكَ ذُلَّ مَوقِفي «382 »وَاغفِر لي ما خَفِيَ عَلَى الآدَمِيِّينَ مِن عَمَلي «383 » وأدِم لي ما بِهِ سَتَرتَني «384 »

«ارحم في هذه الحياة الدنيا غربتي» أي الحياة القريبة «غربتي» ، الغربة : البعد عن الوطن ، وقيل : لكلّ متباعد غريب ولكلّ شيء فيما بين جنسه عديم النظير غريب ، وعلى هذا قوله عليه السلام «بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ» ، ۲ وقيل : العلماء غرباء لقلّتهم بين الجهّال ، ولعلّ نظره عليه السلام في ذلك إلى بعد المجتمع الإسلامي عن أهل البيت عليهم السلام ، لا يعرفهم المسلمون ولا يأخذوا عنهم ولا يوادّونهم ، بل يعادونهم ولا يُراعى حقوقهم وأصبحوا مقتولين ومطرودين ومشرّدين ، ويمكن أن تكون هذه الجملة صحيحة إذا قالها شيعتهم وأحبّاؤهم أيضا ، ولا يخفى ذلك على من له أدنى إلمام بالتاريخ.
«وعند الموت كربتي» والموت على ما تفيده الآيات والأحاديث الإسلامية عبارة عن فراق الروح الإنساني هذا الجسم المادّي بأيدي الملائكة الكرام ، قال عزّ شأنّه : «حَتّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّه ِ » ، ۳ و «إِنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ » ، ۴ و «حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ » ، ۵ و «قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ » ، ۶ إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث في ذلك كثرة ، وعُبّر عن الموت في القرآن الكريم والأحاديث بلقاء اللّه ، قال عزّ وجلّ : «مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللّه ِ فَإِنَّ أَجَلَ اللّه ِ لآَتٍ » ، ۷ وقال سبحانه : «إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها » . ۸ وفي الحديث عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «قلت أصلحك اللّه : مَن أحبّ لقاء اللّه أحبّ اللّه لقاءه ، ومَن أبغض لقاء اللّه أبغض اللّه لقاءه؟ قال : نعم ، قلت : فواللّه إنّا لنكره الموت ، فقال : ليس ذاك حيث تذهب ، إنّما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحبّ ، فليس شيء أحبّ إليه من أن يتقدّم ، واللّه يحبّ لقاءه وهو يحبّ لقاء اللّه حينئذٍ ، وإذا رأى ما يكره فليس شيء أبغض إليه من لقاء اللّه عزّ وجلّ ، واللّه عزّ وجلّ يبغض لقاءه» . ۹
وظاهر بعض الآيات أنّ لقاء اللّه هو يوم البعث ، قال جلّ شأنه : «قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللّه ِ حَتّى إِذا جاءَتْهُمُ السّاعَةُ بَغْتَةً » ، ۱۰ وقال عزّ من قائل : «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللّه ِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ » ، ۱۱ وقال سبحانه : «يُفَصِّلُ الآْياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ » ، ۱۲ وقال تعالى : «فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً » . ۱۳
قال العلّامة الطباطبائي رضى الله عنه في تفسير قوله تعالى : «مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللّه ِ فَإِنَّ أَجَلَ اللّه ِ لآَتٍ »۱۴ : «والمراد بلقاء اللّه وقوف العبد موقفا لا حجاب بينه وبين ربّه ، كما هو الشأن يوم القيامة» . ۱۵
أقول : ليس المراد اللّقاء الحسّي قطعا ، ولكن يصير الإنسان بعد بطلان الوسائل المادّية في مرتبة من الإيمان والإيقان كأنّ الإنسان يرى ربّه ويشافهه ، كما قال علي عليه السلام : «لم أعبد ربّا لم أره» ، ۱۶ ويمكن أن يكون المراد وقوف الإنسان في مقام عيّن للحساب والجزاء بعد بطلان ما يتوهّمه الإنسان من الأسباب والوسائل ، وهذا اللقاء يمكن أن يحصل حين الموت بعد القطع بحصوله يوم القيامة ، واللّه سبحانه هو المالك ذاك اليوم وهو مالك يوم الدين وهو الذي يرجع إليه الإنسان في يومٍ عصيب يفرّ المرء من أخيه وأُمّه وأبيه وفصيلته الّتي تؤويه.
والمعنى : ارحم عند الموت كربتي ، الكرب : الغمّ الشديد ، وأصل ذلك من كرب الأرض وهو قلبها بالحفر ، فالغمّ يثير النفس إثارة ذلك ، وكرب الموت هو سكراته ، ومنه : «وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ » ، ۱۷ أي حالة تعرض الإنسان (تحول بين المرء وعقله) من شدّة المصيبة ، ومنها ما تقدّم من سؤال الملائكة الفجّار «فيم كنتم» ، ومنها ضربهم وجوههم وأدبارهم ، ومنها ما يشاهدون كما قال تعالى : «وَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ » ، ۱۸ ومنها ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام : «وجاءهم من فراق الدنيا ما كانوا يأمنون ، وقدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون ، فغير موصوف ما نزل بهم ، اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرة الفوت ، ففترت لها أطرافهم ، وتغيرّت لها ألوانهم ، ثمّ ازداد الموت فيهم ولوجا ، فحيل بين أحدهم وبين منطقه ، وإنّه لبين أهله ينظر ببصره ويسمع بأُذنه ، على صحّةٍ من عقله ، وبقاءٍ من لبّه ، ويفكّر فيم أفنى عمره ، و فيم أذهب دهره ، و يتذكّر أموالاً جمعها أغمض في مطالبها ، و أخذها من مصرّحاتها ومشتبهاتها ، قد لزمته تبعات جمعها ، وأشرف على فراقها ، تبقى لمن وراءه ينعمون فيها ويتمتّعون بها ، فيكون المهنأ لغيره ، والعب ء على ظهره ، والمرء قد غَلقت رهونه بها ، يعضّ يده ندامةً على ما أصحرله عند الموت من أمره ، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيّام عمره ، ويتمنّى أنّ الذي كان يغبطه بها ويحسده عليها قد حازها دونه ، فلم يزل الموت يبالغ في جسده حتّى خالط لسانه سمعه ، فصار بين أهله لا ينطق بلسانه ، ولا يسمع بسمعه ، ويردّد طرفه بالنظر إلى وجوههم ، يرى حركات ألسنتهم ولا يسمع رجع كلامهم ...» . ۱۹
ومن المعلوم أنّه كلّما كان حبّ الدنيا وعلائقها شديدا ، كان الألم شديدا والفراق صعبا ، اللّهمّ إنّا نعوذ بك من سكرات الموت ، اللّهمّ حبّب إليّ لقاءك ، أحبّ لقائي ، واجعل لي في لقائك الراحة والفرج والكرامة ، وتوفّني مسلما ، وألحقني بالصالحين محمّد وآله الطاهرين ، والعن أعداءهم أجمعين ، آمين آمين ربّ العالمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآله ، هوّن بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق ، وجهد الأنين ، وترادف الحشارج إذا بلغت النفوس التراقي ، وقيل من راق ، وتجلّى ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب ، ورماها عن قوس المنايا بأسهم وحشة الفراق ، وداف لها من ذعاف الموت كأسا مسمومة المذاق ، ودنا منّا إلى الآخرة رحيل وانطلاق ، وصارت الأعمال قلائد في الأعناق ، وكانت القبور هي المأوى إلى ميقات يوم التلاق ، اللّهمّ صلّ على محمّد وآله ، وبارك لنا في حلول دار البلاء ، وطول المقامة بين أطباق الثرى . ۲۰
نعم ، هذا كلّه في الكفّار والفجّار والعصاة ، وأمّا المؤمنون فهم يبشّرون بالجنّة : «فَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ » ، ۲۱«الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآْخِرَةِ » . ۲۲
«وفي القبر وحدتي» القبر : مقرّ الميّت ، وهو كرامة للإنسان حيث يُدفن دون سائر الحيوانات ، قال سبحانه : «فَبَعَثَ اللّه ُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الأَْرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النّادِمِينَ » ، ۲۳ وفيما كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى محمّد بن أبي بكر : «ياعباد اللّه ، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشدّ من الموت ، القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته ، إنّ القبر يقول كلّ يوم : أنا بيت الغربة ، أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود والهوام ، والقبر ، روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النار» ، الحديث . ۲۴
أقول : قال العلّامة المجلسي رحمه الله : «فالمراد بالقبر في أكثر الأخبار ما يكون الروح فيه في عالم البرزخ» . ۲۵
«وفي اللّحد وحشتي» ، واللّحد حفرة مائلة عن الوسط ، وفي المجمع هو الشقّ في جانب القبر ، ۲۶ وفي الدعاء : «وافسح لنا برحمتك في ضيق ملاحدنا» ،» ۲۷ وفي النهج : «وظلمة اللّحد وخيفة الوعد» ، ۲۸ والوحشة : الخوف الحاصل من الوحدة ، والمراد هنا الحالة الحاصلة بعد الدفن ورجوع المشيّعين ، فياله من بيت وحدة ومنزل وحشة ومفرد غربة ، وفي الحديث : «من أتمّ ركوعه لم يدخله وحشة القبر» . ۲۹
«وإذا نشرت للحساب بين يديك ذلّ موقفي» النشر من نشر الثوب : بسطه ، خلاف طواه ، نشر اللّه الموتى نشرا ونشورا : أحياهم ، فكأنّهم خرجوا ونُشروا بعدما طُووا ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه و آله قال : «إنّ اللّه عزّ وجلّ يُحاسب كلّ خلق إلّا من أشرك باللّه (عزّ وجلّ) ، فإنّه لا يحاسب ويُؤمر به إلى النار» ، ۳۰ وفيه عن أبي جعفر عليه السلام قال : «إنّما يداقّ اللّه العباد في الحساب يوم القيامة ، على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا» . ۳۱
والآيات في حساب يوم القيامة وأنّ اللّه تعالى سريع الحساب ، وأنّ الحساب يشمل الأعمال والنيّات والعقائد والحبّ والبغص كثيرة ، قال تعالى : «وَاللّه ُ سَرِيعُ الْحِسابِ » ، ۳۲ وقال عزّ من قائل : «قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّه ُ » ، ۳۳ وقال تعالى : «وَلِيَبْتَلِيَ اللّه ُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ » ، ۳۴ وقال سبحانه : «وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ » ، ۳۵ وقال تعالى : «وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللّه ُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللّه ُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » ، ۳۶ إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث.
«واغفر لي ما خفي على الآدميّين من عملي» الغفر : إلباس ما يصونه من الدنس ۳۷ ، يعني : اغفرلي واصفح عنّي سيّئاتي الّتي خفيت على الآدميّين من الآباء والأُمّهات والأولاد والقريب والبعيد ، ولاتشهرني ولا تفضحني بين العباد ، وفي الدعاء : «ولا تفضحني بين يدي أوليائك» ، ۳۸ وفي آخر : «ولا تفضحنا في حاضري القيامة بموبقات آثامنا». ۳۹
«وأدم لي ما به سترتني» من عيوبي وذنوبي ممّا أخفيته عن أحبّائي وأصدقائي وقراباتي ، وسترته عليّ بستر عافيتك تفضّلاً وترحّما ، فأدم عليّ الستر آجلاً ، كما سترته عاجلاً.

1.في المصباح للكفعمي : «اللّهمّ ارحم» .

2.الملاحم والفتن : ص ۳۶۹ ، صحيح مسلم : ج ۱ ص ۸۹ ، المعجم الأوسط : ج ۷ ص ۲۰۶ ، شرح نهج البلاغة : ج۱۰ ص۹۸ .

3.الأعراف : ۳۷ .

4.النساء : ۹۷.

5.الأنعام : ۶۱.

6.السجدة : ۱۱.

7.العنكبوت : ۲۹.

8.يونس : ۷.

9.الكافي : ج ۳ ص ۱۳۴ ، معاني الأخبار : ص ۲۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۶ ص ۱۲۹ .

10.الأنعام : ۳۱.

11.يونس : ۴۵.

12.الرعد : ۲.

13.الكهف : ۱۱۰.

14.العنكبوت : ۵ .

15.الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۶ ص ۱۰۲.

16.روضة الواعظين : ص ۳۲ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۲ ، مع اختلافٍ يسير.

17.ق : ۱۹.

18.الواقعة : ۹۲ ـ ۹۴ .

19.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۹.

20.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۴۲.

21.الواقعة : ۸۸ ـ ۹۱.

22.يونس : ۶۳ ـ ۶۴.

23.المائدة : ۳۱ .

24.الأمالي للطوسي : ص ۲۸ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶ ص ۲۱۸ و ص ۲۶۷ و ۲۵۸ و ۲۶۶.

25.بحار الأنوار : ج ۶ ص ۲۷۱.

26.مجمع البحرين : ج ۴ ص ۱۱۲.

27.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۴۲.

28.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۰.

29.الكافي : ج ۳ ص ۳۲۱ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶ ص ۲۴۴ ، و ج ۷۹ ص ۶۴ .

30.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۷ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷ ص ۱۱۱ .

31.الكافي : ج ۱ ص ۱۱ ، المحاسن : ج ۱ ص ۱۹۵ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۱ ص ۱۰۶ .

32.البقرة : ۲۰۲ ، النور : ۳۹ .

33.آل عمران : ۲۹.

34.آل عمران : ۱۵۴.

35.العاديات : ۱۰ .

36.البقرة : ۲۸۴.

37.انظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۱۲.

38.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۴۷.

39.المصدر السابق : الدعاء ۴۷.


شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
218
  • نام منبع :
    شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
    سایر پدیدآورندگان :
    هوشمند، مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 455012
صفحه از 464
پرینت  ارسال به