۰.فَقَد دَعَوتُكَ بِهذَا الدُّعاءِ وأنَا أرجو ألّا تَرُدَّني مَعرِفَةً مِنّي بِرَأفَتِكَ ورَحمَتِكَ «411 » إلهي أنتَ الَّذي لايُحفيكَ سائِلٌ«412 »ولا يَنقُصُكَ نائِلٌ«413 »أنتَ كَما تَقولُ وفَوقَ ما نَقولُ«414 »اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ صَبرا جَميلاً وفَرَجا قَريبا وقَولاً صادِقا وأجرا عَظيما «415 »
«فقد دعوتك» ، أي دعوتك ورغبت إليك أو ابتهلت إليك أو استغثت واستعنت بك «بهذا الدعاء» ، مصدر دعا يدعو دعاء ، وهذا إشارة إلى الجملات المتقدّمة المشتملة على الابتهال والاستغاثة والتضرّع وعرض الحوائج.
«وأنا أرجو ألّا تردّني» أي أُومّل ألّا تصرفني غير مقضيّ الحاجة ، من ردّه أي صرفه ولم يقبله.
«معرفة منّي» والمعرفة ـ بكسر الراء ـ : إدراك الشيء على ما هو عليه ، وهي مسبوقة بنسيان حاصل بعد العلم ، وعن الكلّيات لأبي البقاء : «العلم يُقال لإدراك الكلّي أو المركّب ، والمعرفة تُقال لإدراك الجزئي أو البسيط ، لهذا يُقال : عرفت اللّه دون علمته» . ۱
وقال الراغب : «المعرفة والعرفان إدراك الشيء بتفكّر وتدبّر لأثره ، وهو أخصّ من العلم ، ويضادّه الإنكار ، ويقال : فلان يعرف اللّه ، ولا يقال : يعلم اللّه ، متعدّيا إلى مفعولٍ واحد ؛ لما كان معرفة البشر للّه هي بتدبّر آثاره دون إدراك ذاته ، ويقال : اللّه يعلم كذا ولا يقال : يعرف كذا ؛ لما كانت المعرفة تُستعمل في العلم القاصر المتوصّل به بتفكّر ، وأصله من عرفت ، أي أصبت عَرْفَه أي رائحته ، أو من أصبت عرفه أي خدّه» . ۲
يعني أملي ورجائي ناشئ عن معرفتي «برأفتك» ، والرأفة : أشدّ الرحمة «ورحمتك» ، وهي رقّة القلب وانعطاف يقتضي التفضّل والإحسان والمغفرة ، قال في المجمع في الفرق بينهما : «الرأفة أرقّ من الرحمة ، ولاتكاد تقع في الكراهة ، والرحمة تقع في الكراهة للمصلحة» ، ۳ وكذا في النهاية لابن الأثير . ۴
«إلهي أنت الذي لا يحفيك سائل» الإحفاء في السؤال : التنزّع في الإلحاح في المطالبة أو فيالبحث عن تعرّف الحال ، وعلى الأوّل يقال : أحفيت السؤال وأحفيت فلانا في السؤال ، قال اللّه تعالى : «إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا » ، ۵
وفي الحديث : «أمر أن تُحفى الشوارب وتعفى اللّحى» ، ۶ أي يبالغ في أخذها وتترك اللّحى ، وفي المجمع : «وفي الدعاء لا يحفيه سائل ، قيل : معناه أي يمنعه» . ۷ وفي الفائق : «الحفو : المنع ، يقال : حفاه من الخير أي منعتنا (أي من عطس فوق ثلاث) أن نشمتك بعد الثلاث» . ۸ أي لا يمنعك السائل إجابة مطلوبه ، ولكن الذي يخطر بالبال أنّ سؤال السائل لا يحفى جودك وكرمك وخزائنك ؛ لأنّك كلّما أعطيت وتفضّلت لا ينفد ما عندك ولا يقلّ كرمك وجودك ، ولك خزائن السماوات والأرض ، ولا يزيدك الإعطاء إلّا جودا وكرما ، قال سبحانه : «إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ » . ۹
وعلى هذا يكون قوله : «ولا ينقصك نائل» بيانا لما تقدّم ، وفي الصحيفة : «يا من لا يحفيه سائل ، ولا ينقصه نائل» ، ۱۰ وفسّره السيّد : أي لا يبرح بك ، يعنى لا يغضبك إحفاء السائل فيمنعك عن العطاء ، فيكون في المعنى كقوله : «ولا يبرمه الحاح الملحّين» . ۱۱
«أنت كما تقول» في أوصافك في القرآن الكريم والسنّة النبويّة صلى الله عليه و آله مثلاً ، كقوله تعالى : «للّه ِِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ » ، ۱۲ و «ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللّه ِ باقٍ » ، ۱۳«للّه ِِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ » ، ۱۴ و «يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللّه ِ وَاللّه ُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ » ، ۱۵ و «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ »۱۶ و... .
«وفوق ما نقول» أي فوق ما يتصوّره البشر ويعتقده فيه سبحانه لولا هداية اللّه تعالى ، كما قال تعالى : «سُبْحانَ اللّه ِ عَمّا يَصِفُونَ » ، ۱۷ و «فَسُبْحانَ اللّه ِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمّا يَصِفُونَ » ، ۱۸ و «سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً » . ۱۹
«اللّهمّ» يااللّه أُبدل من الياء في أوّله الميمان في آخره ، وخصّ بدعاء اللّه ، وقيل : تقديره يااللّه أمتنا بخير ، مركّب تركيب حيّهلا ، ۲۰ مخفّف بالحذف ؛ لكثرة الدوران على الألسن . ۲۱
«إنّي أسألك صبرا جميلاً» الصبر : الإمساك في ضيق وحبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع ، وقد مرّ الكلام فيه ، وقد أمر بالصبر في الشرع ، قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «يا حفص ، من صبر صبر قليلاً ، وإنّ من جزع جزع قليلاً ، ثمّ قال : عليك بالصبر في جميع أُمورك ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ بعث محمّدا صلى الله عليه و آله فأمره بالصبر والرفق ، فقال : «وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ »۲۲ الآية ، وقال : «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »۲۳ الآية ، فصبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها ، فضاق صدره ، فأنزل اللّه تعالى : «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السّاجِدِينَ » ، ۲۴ ثمّ كذّبوه ورموه فحزن لذلك ، فأنزل اللّه (عزّ وجلّ) : «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ »۲۵
الآية ، فألزم النبيّ صلى الله عليه و آله نفسه الصبر ، فتعدّوا فذكروا اللّه تعالى وكذّبوه فقال : قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ولا صبر لي على ذكر إلهي ، فأنزل اللّه تعالى : «وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالأَْرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ » ، ۲۶ فصبر النبي في جميع أحواله ثمّ بشّر في عترته بالأئمّة عليهم السلام ووصفوا بالصبر ، فقال جلّ ثناؤه : «وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ » ، ۲۷ فعند ذلك قال صلى الله عليه و آله : الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ، فشكر اللّه (عزّ وجلّ) ذلك له ، فأنزل اللّه (عزّ وجلّ) : «وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا »۲۸ الآية ، فقال صلى الله عليه و آله : إنّه بشرى وانتقام ، فأباح اللّه (عزّ وجلّ) له قتال المشركين ، فأنزل اللّه : «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ »۲۹ الآية ، فقتلهم اللّه على يدي رسول اللّه وأحبّائه ، وجعل له ثواب صبره مع ما ادّخر له في الآخرة ، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتّى يقرّ اللّه عينه في أعدائه ، مع ما يدّخر له في الآخرة» . ۳۰
هذا ، والأحاديث في فضل الصبر كثيرة جدّا ، وفي الصحيفة : «وأيّدني منك بنيّة صادقة وصبر دائم» ، ۳۱ و«اللّهمّ إنّي أعوذ بك من... ضعف الّصبر» ، ۳۲ بل لا يمكن الوصول إلى المقاصد الدنيوية والأخروية إلّا بالصبر على المكاره وما لا تهوي الأنفس ، قال اللّه تعالى : «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ » ، ۳۳ و «اصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّه ِ » ، ۳۴ و «اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُْمُورِ » ، ۳۵ وإذا أردنا سعادة الدنيا والآخرة فلا بدّ من أن نسأل اللّه سبحانه الصبر على المكاره والصبر على الطاعات والصبر على المعاصي .
والمراد من طلب الصبر هو الصبر إذا ابتلي الانسان بما يكره ، لا طلب البلاء والاستعداد لها ؛ لأنّ أحسن الدعاء هو طلب العافية ، وقد ورد في الحديث عن معاذ بن كثير قال : «كنت مع النبي صلى الله عليه و آله فمرّ برجل يدعو هو يقول : أسألك اللّهمّ الصبر ، فقال له النبيّ صلى الله عليه و آله : سألت البلاء فاسأل اللّه العافية» . ۳۶
فنسأل اللّه العافية في الدارين والصبر إذا ابتلينا صبرا جميلاً ، وفي الحديث عن جابر قال : «قلت لأبي جعفر عليه السلام : يرحمك اللّه ، ما الصبر الجميل؟ قال : ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس» ، ۳۷ وعن أبي الحسن الثالث عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : «قال الصادق عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ في قول يعقوب : «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ »۳۸ قال : بلا شكوى» . ۳۹
«وفرجا قريبا» الفَرَج انكشاف الغمّ ، يقال : فرّج اللّه عنك.
«وقولاً صادقا» الصدق والكذب أصلهما في القول ماضيا كان أو مستقبلاً ، وعدا كان أو غيره ، ولا يكونان بالقصد الأوّل إلاّ في القول ، ولا يكونان في القول إلّا في الخبر دون غيره من أصناف الكلام ، ولذلك قال : «وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّه ِ قِيلاً » ، ۴۰«وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّه ِ حَدِيثاً » ، ۴۱«إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ » ، ۴۲ وقد يكونان بالعرض في غيره من أنواع الكلام... والصدق : مطابقة القول : الضمير والمخبر عنه معا ، ومتى انجزم شرط من ذلك لم يكن صادقا تامّا... . ۴۳
فإن طابق الواقع دون الضمير فهو صدق الخبر ، وإن كان مطابقا للضمير دون الواقع فهو صدق المخبر ، يسأل اللّه الصدق في القول ، أي قوله : «لا إله إلّا اللّه ومحمّد رسول اللّه وعليّ واللّه » كما في الدعاء : «اقبض على الصدق نفسي» ، ۴۴ أو سائر أقواله في وعده وإخباره من أقسام القول ، فإن أُريد من القول هو اللّفظ المركّب من الحروف فهو ، وإن أُريد أعمّ من اللفظ بأن يقال للمتصوّر منه في النفس قبل الإبراز باللفظ ، أو أعمّ منه ومن الاعتقاد و... يشمل الصدق في جميع أنواع الصدق حتّى في الطلب والدعاء ، وفي الحديث : «فاسألوا اللّه ربّكم بنيّاتٍ صادقة» ، ۴۵ وفي الحديث عن أبي عبد اللّه عليه السلام : «إنّ اللّه (عزّ وجلّ) لم يبعث نبيّا إلّا بصدق الحديث وأداء الأمانة للبرّ والفاجر» ، ۴۶ وعنه عليه السلام : «من صدق لسانه زكا عمله» ، ۴۷ وعن أبي جعفر عليه السلام : «تعلّموا الصدق قبل الحديث» ، ۴۸ وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «زينة الحديث الصدق» . ۴۹
«وأجرا عظيما» في الدعاء أو في الصبر وتحمّل المصائب والمتاعب والمشاقّ.
1.الكليّات لأبي البقاء : ص ۶۱۱ .
2.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۳۱.
3.مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۳.
4.اُنظر : النهاية : ج ۲ ص ۱۷۶ .
5.محمّد : ۳۷ ، اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۲۵.
6.اُنظر :الأمالي للسيد المرتضى :ج۴ص۱۰۵، الفائق في غريب الحديث:ج۱ ص۲۵۷ ،الرواشح السماوية :ص۲۳۳.
7.مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۴۲ .
8.الفائق في غريب الحديث : ج ۱ ص ۲۵۷.
9.ص : ۵۴ .
10.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۴۸ وقع هذه الجملة في الدعوات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۴۴ ، «إنّك اللّه الماجد ، لا يحفيك سائل ، ولا ينقصك نائل ، ولا يزيدك كثرة الدعاء إلّا جودا وكرما» ؛ وج ۹۴ ، ص ۱۰۷ : «واسألك يامولاي فإنّ سؤالي لا يحفيك» ؛ وج ۹۷ ص ۱۴۸ : «لا يبلغ مدحتك قول قائل ، ولا ينقصك نائل ولا يحفيك سائل».
11.اُنظر : رياض السالكين : ج ۶ ص ۲۰۸ ، وج ۷ ص ۲۷۰.
12.آل عمران : ۱۸۹ .
13.النحل : ۹۶ .
14.المنافقون : ۷.
15.فاطر : ۱۵.
16.الشورى : ۱۱.
17.المؤمنون: ۹۱، و الصافّات : ۱۵۹ .
18.الأنبياء : ۲۲.
19.الإسراء : ۴۳.
20.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۲.
21.مجمع البحرين : ج ۱ ص ۹۵.
22.المزمّل : ۱۰.
23.المؤمنون : ۹۶.
24.الحجر : ۹۷ و ۹۸ .
25.الأنعام : ۳۳.
26.ق : ۳۸ ـ ۳۹.
27.السجدة : ۲۴.
28.الأعراف : ۱۳۷.
29.التوبة : ۵ .
30.الكافي : ج ۲ ص ۸۹ ، مشكاة الأنوار : ص ۵۷ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۰۲ .
31.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۱۴.
32.المصدر السابق : الدعاء ۸ .
33.البقرة : ۴۵ .
34.النحل : ۱۲۷ .
35.لقمان : ۱۷.
36.معاني الأخبار : ص ۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۸۱ ص ۱۷۲.
37.الكافي : ج ۲ ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۸۳ .
38.يوسف : ۱۸.
39.الأمالي للطوسي : ص ۲۹۴ ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۸۷ .
40.النساء : ۱۲۲.
41.النساء: ۸۷ .
42.مريم : ۵۴ .
43.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۷۷ .
44.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۵۴ .
45.الأمالي للصدوق : ص ۱۵۴ ، روضة الواعظين : ص ۳۴۵ ، الإقبال : ج ۱ ص ۳۶ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۵۶ .
46.الكافي : ج ۲ ص ۱۰۴ ، مشكاة الأنوار : ص ۹۶ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۶۷ .
47.الكافى : ج ۲ ص ۱۰۴ ، الخصال : ص ۸۸ ، تحف العقول : ص ۲۹۵ ، الأمالي للطوسي : ص ۲۴۵ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۱ ص ۱۴۰ .
48.الكافي : ج ۲ ص ۱۰۴ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۳ .
49.الأمالي للصدوق : ص ۵۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۹ .