۰.اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ إيمانا لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِكَ «470 » أحيِني ما أحيَيتَني عَلَيهِ«471 » وتَوَفَّني إذا تَوَفَّيتَني عَلَيهِ «472 »وَابعَثني إذا بَعَثتَني عَلَيهِ«473 »وأبرِئ قَلبي مِنَ الرِّياءِ وَالشَّكِّ وَالسُّمعَةِ في دينِكَ حَتّى يَكونَ عَمَلي خالِصا لَكَ «474 » اللّهُمَّ أعطِني بَصيرَةً في دينِكَ«475 »وفَهما في حُكمِكَ«476 »وفِقها في عِلمِكَ «477 »وكِفلَينِ مِن رَحمَتِكَ«478 »ووَرَعا يَحجُزُني عَن مَعاصيكَ«479 »وبَيِّض وَجهي بِنورِكَ«480 »وَاجعَل رَغبَتي فيما عِندَكَ «481 » وتَوَفَّني في سَبيلِكَ وعَلى مِلَّةِ رَسولِكَ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ «482 »
«اللّهمّ إنّي أسألك إيمانا» أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف ، قال الراغب : «الإيمان يُستعمل تارةً اسما للشريعة الّتي جاء بها محمّد صلى الله عليه و آله ، وعلى ذلك : «الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا » ، ۱ وتارةً يُستعمل على سبيل المدح ويُراد به إذعان النفس للحقّ على سبيل التصديق ، وذلك باجتماع ثلاثة أشياء : تحقيق بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بحسب ذلك بالجوارح» . ۲
الإسلام هو إظهار الشهادتين ، والإيمان هو عقد بالقلب وهو أمر قلبي ، ولكن في الأحاديث الكثيرة ، كما قال الراغب : «تصديق بالقلب وإقرار باللّسان وعمل بالأركان ، فلا ينفكّ الإيمان عن العمل» ۳ وللبحث عن الإيمان ومراتبه محلّ آخر . ۴
وعلى كلّ حال نسأل اللّه تعالى إيمانا «لا أجل له دون لقائك» لا يزول عنّا في حال من الحالات ، ولقاء اللّه تعالى «وهو الرجوع إلى اللّه بالبعث يوم القيامة» ، ۵ قال الاُستاذ العلّامة الطباطبائي قدس سره ـ في الميزان عند البحث عن الرؤية في سورة الأعراف ـ : «فبهذه الوجوه يظهر أنّه تعالى يثبت في كلامه قسما من الرؤية والمشاهدة وراء الرؤية البصرية الحسّية ، وهي نوع من شعور في الإنسان يشعر بالشيء بنفسه من غير استعمال آلة حسّية أو فكريّة ، وأنّ للإنسان شعورا بربّه غير ما يعتقد بوجوده من طريق الفكر واستخدام الدليل ، بل يجده وجدانا من غير أن يحجبه عنه حاجب ، ولا يجرّه إلى الغفلة عنه إلّا اشتغاله بنفسه وبمعاصيه التي اكتسبها ، وهي مع ذلك غفلة عن أمرٍ موجود مشهود لا زوال علم بالكلّية ومن أصله ، فليس فكلامه تعالى ما يشعر بذلك ألبتّة ، بل عبّر عن هذا الجهل بالغفلة ، وهي زوال العلم بالعلم لا زوال أصل العلم ، فهذا ما يبيّنه كلامه سبحانه ويؤيّده العقل بساطع براهينه ، وكذا ما ورد من الأخبار عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام .
والذي ينجلي من كلامه تعالى أنّ هذا العلم المُسمّى بالرؤية واللقاء يتمّ للصالحين من عباد اللّه يوم القيامة ، كما يدلّ عليه ظاهر قوله تعالى : «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ * إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ » ، ۶ فهناك موطن التشرّف بهذا التشريف ، وأمّا في هذه الدنيا والإنسان مشتغل ببدنه ومنغمر في غمرات حوائجه الطبيعية ، وهو سالك لطريق اللقاء والعلم الضروري بآيات ربّه ، كادح إلى ربّه كدحا ليلاقيه ، فهو بعد في طريق هذا العلم لن يتمّ له حتّى يلاقي ربّه ، قال تعالى : «يا أَيُّهَا الإِْنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ » .» ۷
هذا ، وقال بعض : «إنّ لقاء اللّه هو لقاء ما وعده للمؤمن من الكرامات من الجنّة ونعيمها ، ولقاء ما أوعده اللّه الكفّار والفسّاق من ضغطة القبر وعذابه أو البعث والحشر والحساب والجحيم . وحكي عن الشهيد رحمه اللهفي الذكرى : من أنّ حبّ لقاء اللّه غير مقيّد بوقت ، فيحمل على حال الاحتضار ومعاينة ما يحبّ ، وأشار إلى حديث عبد الصمد بن بشير عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قلت له : أصلحك اللّه من أحبّ لقاء اللّه أحبّ اللّه لقاءه ومن أبغض لقاء اللّه أبغض اللّه لقاءه؟ قال : نعم ، قلت : فواللّه أنا لنكره الموت ، فقال : ليس ذلك حيث تذهب ، إنّما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحبّ فليس شيء أحبّ إليه من أن يتقدّم ، واللّه يحبّ لقاءه وهو يحبّ لقاء اللّه الحديث» . ۸
وقال الطبرسي رحمه الله في المجمع : « «قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللّه ِ » ، ۹ يعني بلقاء ما وعد اللّه به من الثواب والعقاب ، وجعل لقاءهم لذلك لقاء له تعالى مجازا ، عن ابن عبّاس والحسن . وقيل : المراد بلقاء اللّه : جزاء اللّه ، كما يقال للميّت : لقي فلان عمله أي لقي جزاء عمله ، ۱۰ وقال : «لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ » ؛ ۱۱ معناه : لكي يؤمنوا بجزاء ربّهم ، فُسمّي الجزاء لقاء اللّه ؛ تفخيما لشأنه ...» . ۱۲
«أحيني ما أحييتني عليه» أي اجعل حياتي مع الإيمان ، وأحيني ؛ أي اجعلني حيّا على الإيمان.
«وتوفّني إذا توفيّتني عليه» أي أمتني واجعل موتي على الإيمان ، وقد عبّر عن الموت والنوم بالتوفّي ، قال تعالى : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا » ، ۱۳ وفي المصباح : «الوفاة الموت» . ۱۴
«وابعثني إذا بعثتني عليه» أصل البعث إثارة الشيء وتوجيهه ، والموتى يبعثهم اللّه أي يخرجهم ويسيّرهم إلى القيامة ، ۱۵ فهذا يوم البعث أي يوم الحشر ، أي اجعل حياتي مادمت حيّا ، وموتي إذا قبضت روحي ، وبعثي وحشري إذا بعثتني يوم القيامة عليه.
«وابرئ قلبي من الرياء» من فعل ذلك رئاء الناس أي مراءةً وتشيّعا ، والرياء : إظهار العمل للناس ليروه ويظنّوا به خيرا ، فالعمل لغير اللّه نعوذ باللّه منه . ۱۶
سُئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن تفسير هذه الآية : «وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً » ، ۱۷
فقال : «من صلّى مراءاةً الناس فهو مشرك ، ومن صام مراءاةً الناس فهو مشرك ، ومن حجّ مراءاةً الناس فهو مشرك ، ومن عمل عملاً ممّا أمره اللّه عزّ وجلّ مراءاةً الناس فهو مشرك» . ۱۸
عن الكافي في تفسير الآية : «الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه اللّه إنّما يطلب تزكية الناس يشتهي أن يسمع به الناس ، فهذا الذي أشرك بعبادة ربّه . ثمّ قال : ما من عبد أسرّ خيرا فذهبت الأيّام أبدا حتّى يظهر اللّه له خيرا ، وما من عبد يسرّ شرّا فذهبت الأيّام أبدا حتّى يظهر اللّه له شرّا» . ۱۹
وبالجملة ، الآيات والأخبار في الرياء وذمّه كثيرة لا حاجة إلى الإطالة في نقلها ، ۲۰ وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس ، والمشهور من الرياء المذمومة ما كان في العبادات التي يجب الإخلاص ، فيبطل العمل بذلك ، وقد تكلّم فيه الفقهاء رضوان اللّه عليهم في كتب الفقه ، راجع الجواهر والمصباح في نيّة الوضوء من كتاب الطهارة.
والرياء خمسة أقسام :
الأوّل : الرياء قد تكون بالبدن ، وذلك بإظهار النحول والصفار ؛ ليظهر بذلك شدّة الاجتهاد والحزن في الدين و خوف الآخرة... هذا في أهل الدين ، وأمّا أهل الدنيا فيرؤون بإظهار السمن ، وصفاء اللّون ، واعتدال القامة ، وحسن الوجه ، ونظافة البدن.
الثاني : ما يكون بالهيئة ، كتشعّت الرأس ، وحلق الشارب ، وإطراق الرأس في المشي ، والهدوء في الحركة ، وإبقاء أثر السجود على الوجه ، وغلظ الثياب ، ولبس الصوف وتشميرها إلى قريب من نصف الساق ، وتقصير الأكمام ، وترك تنظيف الثوب وتركه مخرقا . هذا في أهل الدين ، وأمّا أهل الدنيا ، فبلبس الثياب النفيسة ، والمراكب الرفيعة ، وأنواع التجمّل.
الثالث : الرياء بالقول بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة وحفظ الأخبار والآثار ، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمشهد الخلق ، وإظهار الغضب للمنكرات ، وإظهار الأسف على مقارفة الناس بالمعاصي ، وتضعيف الصوت بالكلام . هذا في أهل الدين ، وأمّا أهل الدنيا فبحفظ الأشعار والأمثال ، والتفاصح في العبارات.
الرابع : الرياء في العمل ، كمراءات المصلّي بطول القيام وتطويل الركوع والسجود . هذا في أهل الّدين ، وأمّا أهل الدنيا فبالتبختر والاختيال ، وتحريك اليدين ، وتقريب الخطا .
الخامس : الرياء بالأصحاب والزائرين والمخالطين ، كالذي يتكلّف أن يزور عالما أو عابدا ؛ ليقال إنّ فلانا قد زار فلان ، أو كالذي يذكر الشيوخ ليرى أنّه لقي شيوخا كثيرة . ۲۱
«والشكّ» يطلب من اللّه سبحانه أن يُبرئ قلبه من الشكّ ، وفي الصحيفة : «ومتّعني بهدي صالح لا أستبدل ب ، وطريقة حقّ لا أزيغ عنها ، ونيّة رشد لا أشكّ فيها» ، ۲۲ و«وأزل عنّي كلّ شكّ وشبهة» ، ۲۳ «وجنّبنا الإلحاد في توحيدك ، والتقصير في تمجيدك ،والّشكّ في دينك ، والعمى عن سبيلك» . ۲۴
وقد فُسّر مرض القلب في القرآن الكريم بالشكّ ، قال العلّامة الأُستاذ في الميزان ـ عند الكلام في مرض القلب ـ : «فالظاهر أنّ مرض القلب في عرف القرآن هو الشكّ والريب المستولي على إدراك الإنسان فيما يتعلّق باللّه وآياته ، وعدم تمكّن القلب من العقد على عقيدة دينيّة ، فالذين في قلوبهم مرض بحسب طبع المعنى هم ضعفاء الإيمان ، الذين يصغون إلى كلّ ناعق ، ويميلون مع كلّ ريح ، دون المنافقين الذين أظهروا الإيمان واستبطنوا الكفر ـ إلى أن قال ـ : وقد ذكر اللّه سبحانه أنّ مرض القلب على حدّ الأمراض الجسمانية ، ربّما أخذ في الزيادة حتّى أزمن وانجرّ الأمر إلى الهلاك ، وذلك إمداده بما يضرّ طبع المريض في مرضه ، وليس إلّا المعصية ، قال تعالى : «فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللّه ُ مَرَضاً » ، ۲۵«وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ » ، ۲۶«ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللّه ِ » ، ۲۷ ثمّ ذكر تعالى في علاجه الإيمان به ، قال تعالى ـ وهو بيان عامّ ـ : «يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ » ، ۲۸ فعلى مريض القلب ـ إن أراد مداواة مرضه ـ أن يتوب إلى اللّه وهو الإيمان به ، وأن يتذكّر بصالح الفكر وصالح العمل» . ۲۹
أقول : الذي يثير الشكّ أُمور :
الأوّل : حبّ الدنيا وعلائقها ، فإنّ ذلك كثيرا ما يوجب التشكيك في الدين لنيلها أوعدم فراقها.
الثاني : الأصحاب والرفاق الضالّين ومخالطتهم ومطالعة كتب الضلال.
الثالث : المعاصي والشهوات ، فإنّ ارتكابها يورث ذلك ، كما تقدّم من الآيات.
والذي يزيله ويورث الإيمان واليقين أُمور أيضا :
الأوّل : الزهد في الدنيا وقطع علائقها بالتفكّر والتدبّر ، ومعرفة الدنيا وزوالها وإقبال الآخرة ودوامها.
الثاني : مصاحبة المؤمنين والعلماء باللّه ، ومطالعة أحوالهم ، ومطالعة الكتب المعدّة لبيان أُصول الدين والمعارف.
الثالث : التقوى ومخالفة الهوى.
الرابع : الدعاء والتوسّل ، وذكر اللّه تعالى لاسيّما قول : «لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه » ، و«لا حول ولا قوّة إلّا باللّه ».
«والسمعة»، يقال : فعله رياءً وسُمعةً ؛ أي يراه الناس ويسمعه ، قيل : السمعة ما يذكر من القول الجميل والوعظ وما يقرأ من القرآن وغيره لإراءة الناس وإسماعهم . والفرق بين الرياء والسمعة أنّ الرياء يُستعمل كثيراً في الأعمال ، والسمعة في الأقوال.
أقول : ويمكن أن يُفرّق بينهما بأنّ الرياء هو التظاهر بما يخالف الباطن ، والسمعة هي إظهار ما يوافق الباطن بقصد الشهرة . ۳۰
عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : «فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى » ، ۳۱ قال : «هو قول الإنسان : صلّيت البارحة ، وصمت أمس ونحو هذا . ثمّ قال : إنّ قوما كانوا يصبحون فيقولون : صلّينا البارحة ، وصمنا أمس ، فقال عليّ عليه السلام : لكنّي أنام اللّيل والنهار ولو أجد شيئا بينهما لنمته» . ۳۲
عن الصادق عليه السلام : «من عمل حسنةً سرّا كُتبت له سرّا ، فإذا أقرّ بها مُحيت وكُتبت جهرا ، فإذا أقرّ بها ثانيا مُحيت وكتبت رياء» . ۳۳
الظاهر أنّ السمعة إذا كان بعد تمام العمل ، يوجب عدم الثواب على الأعمال ولا يبطل العمل ، وذكره السيّد رحمه الله فى العروة بعنوان الرياء المتأخّر ، وقال : «لا يوجب البطلان» . ۳۴
وفي الصحيفة في الدعاء لأهل الثغور : «واعزل عنه الرياء ، وخلّصه من السمعة» ، ۳۵ وفي دعائه لدخول شهر رمضان : «ثمّ خلّص ذلك كلّه من رياء المرائين وسمعة السامعين» . ۳۶
وفي الحديث : «من سمَّع الناس بعمله سَمَّع اللّه به سامع خلقه» ، ۳۷ الظاهر من عمل عملاً ليسمعه الناس أسمعه اللّه الناس ليكون ذلك ثوابه.
يطلب من اللّه سبحانه أن يُبرئ قلبه من الرياء والسمعة قبل العمل ؛ حتّى لا يكون العمل باطلاً ، وعن الرياء والسمعة لاحقا ؛ حتّى لا يبطل ثوابه ، ولذلك قال : «حتّى يكون عملي خالصا لك» والخالص في اللغة كلّ ما صفى وتخلّص ولم يمتزج بغيره ، والعمل الخالص في العرف ما تجرّد قصد التقرّب فيه عن جميع الشوائب . ۳۸
وفي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : «الدنيا كلّها جهل إلّا مواضع العلم ، والعلم كلّه حجّة إلّا ما عُمل به ، والعمل كلّه رياء إلّا ما كان مخلصا ، والإخلاص على خطر حتّى ينظر العبد بما يُختم له» . ۳۹ وهذا هو المقصود بقوله تعالى : «إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ » .
وللإخلاص درجات ومراتب :
1 ـ أن يكون العمل خوفا عن عذابه . 2 ـ أو شوقا إلى ثوابه . وهاتان نيّتان صحيحتان إلاّ ما ادّعاه العلّامة بأنّ هاتين النيّتين لا ثواب فيهما ، ولهما أيضا مراتب حسب اختلاف أحوال الناس . 3 ـ أن يعبد اللّه شكرا لنعمائه . 4 ـ أن يعبد اللّه حياءً منه . 5 ـ أن يعبد اللّه تقرّبا إليه تعالى تشبيها للقرب المعنوي بالقرب المكاني . 6 ـ أن يعبد اللّه لكونه أهلاً للعبادة . 7 ـ أن يعبد اللّه حبّا له تعالى . ۴۰
عن الصادق عليه السلام : «إنّ الناس يعبدون اللّه عزّ وجلّ على ثلاثة أوجه : فطبقة يعبدونه رغبةً في ثوابه ، فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع ، وآخرون يعبدونه فرقا من النار ، فتلك عبادة العبيد وهي رهبة ، ولكنّي أعبده حبّا له عزّ وجلّ ، فتلك عبادة الكرام وهو الأمن» . ۴۱
«اللّهمّ أعطني بصيرة في دينك» البصر : يقال للجارحة الناظرة ، والباصرة أيضا عبارة عن الجارحة الناظرة ، «أَدْعُوا إِلَى اللّه ِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي »۴۲ أي على معرفة وتحقّق ۴۳ والبصير في أسمائه تعالى هو الذي يشاهد الأشياء كلّها ظاهرها وخافيها من غير جارحة.
والبصيرة : اسم لما اعتُقد في القلب من الدين وحقيق الأمر ، والهاء دخل للمبالغة ، كما في علّامة ونسّابة ، ۴۴ واستُعملت هذه الكلمة في الحديث كثيرا ، كقوله : «العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق» ، ۴۵ و«العامل على غير بصيرة كالسائر على السراب» ، ۴۶ و«عقد عليه قلبه على بصيرة فيه» . ۴۷
يطلب من اللّه تعالى البصيرة في الدين ، أي معرفة مع حجّة واضحة غير عمياء ، بحيث لا تزول بالوساوس والتشكيكات والتسويلات والشدائد ، قال أمير المؤمنين عليه السلام في طلبة العلم : «أو منقادا لحملة الحقّ ۴۸ لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشكّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة» . ۴۹
«وفهما في حكمك» الفهم كما قال الراغب : «هيئة للإنسان بها يتحقّق معاني ما يحسن ، يقال : فهمت كذا ، وقوله : «فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ » ، ۵۰ وذلك إمّا بأن جعل اللّه له من فضل قوّة الفهم ما أدرك به ذلك ، وإمّا بأن ألقى ذلك في روعه ، أو بأن أوحي إليه وخصّه به» ، ۵۱ والفهم ضدّ الغباوة.
ويحتمل أن يكون المراد من فهم الحكم ، أن يفهم حكم اللّه سبحانه في القضايا كما فهم سليمان عليه السلام ، أو فهم أحكامه تعالى من الكتاب والسنّة ، أو فهم أحكامه التكوينيّة فيما يجري على الإنسان والاجتماع من قضائه وقدره وتفريقه بين الحقّ والباطل.
«وفقها» قال الراغب : «الفقه : هو التوصّل إلى علم غائب بعلم شاهد ، فهو أخصّ من العلم... والفقه : العلم بأحكام الشريعة ، يقال : فقّه الرجل فقاهةً ؛ إذا صار فقيها ، ۵۲ قال تعالى : «فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ » . ۵۳
«في علمك» لعلّ المراد هو علم الدين من الكتاب والسنّة ، فيكون الغرض من الدعاء محصّل ما في الآية ، أي يطلب من اللّه سبحانه التفقّه في الدين ، قال الشيخ العارف العظيم البهائي في أربعينه ـ في ذيل شرح الحديث المعروف ـ : «من حفظ على أُمّتي أربعين حديثا ممّا يحتاجون إلى في أمر دينهم ، بعثه اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة فقيها عالما» ۵۴ : وفي كلام بعض الأعلام : «إنّ اسم الفقه في العصر الأوّل إنّما كان يُطلق على علم الآخرة ، ومعرفة دقائق آفات النفوس ومفسدة الأعمال ، وقوّة الإحاطة بحقارة الدنيا ، وشدّة التطلّع إلى نعيم الآخرة ، واستيلاء الخوف على القلب ؛ ويدلّ عليه قوله تعالى : «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ » ، فقد جعل العلّة الغائية من الفقه الإنذار والتخويف ، ومعلوم أنّ ذلك لا يترتّب إلّا على هذه المعارف ، لا معرفة فروع الطلاق والمساقاة والسلم وأمثال ذلك» . ۵۵
«وكفلين من رحمتك» الكفل : الكفيل ، وهو الحظّ الذي فيه الكفاية ، كأنّه تكفّل بأمره ، «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ »۵۶ أي كفلين من نعمته في الدنيا والآخرة ، ۵۷ وقيل : لم يعن بقوله «كفلين» أي نعمتين اثنتين ، بل أراد النعمة المتوالية المتكفّلة بكفايته.
ولعلّ المراد من طلب الكفلين إشارة إلى ما في الآية الشريفة : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه َ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّه ُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »۵۸ أي إنّ اللّه تعالى يؤتي المؤمنين المتّقين الذين يؤمنون برسول اللّه صلى الله عليه و آله أجرين ، كما يؤتي أهل الكتاب إذا آمنوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله .
قال العلّامة الأُستاذ في الميزان : «أمر الذين آمنوا بالتقوى والإيمان بالرسول ، مع أنّ الذين استجابوا للدعوة فآمنوا باللّه آمنوا برسوله أيضا ، دليل على أنّ المراد بالإيمان بالرسول الاتّباع التامّ والطاعة الكاملة لرسوله فيما يأمر به وينهى عنه ، سواء كان ما يأمر به أو ينهى عنه حكما من الأحكام الشرعيّة أو صادرا عنه بما له من ولاية أُمور الأُمّة ، كما قال تعالى : «فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً » ، ۵۹ فهذا إيمان بعد إيمان ، ومرتبة فوق مرتبة الإيمان الذي يتخلّف عنه أثره فلا يترتّب عليه لضعفه ، وبهذا يناسب قوله : «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ » » . ۶۰
وفي المجمع : « «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ» ، أي اعترفوا بتوحيد اللّه وصدّقوا بموسى وعيسى ، اتّقوا اللّه وآمنوا برسوله محمّد صلى الله عليه و آله يؤتكم كفلين ، أي يؤتكم نصيبين من رحمته ، نصيبا لإيمانكم بمن تقدّم من الأنبياء ، ونصيبا لإيمانكم بمحمّد صلى الله عليه و آله » . ۶۱
ويحتمل أن يكون المراد الكفلين لإيمانه بالرسول وإيمانه بمن تقدّم من الأنبياء عليهم السلام ، قال تعالى : «قُولُوا آمَنّا بِاللّه ِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَْسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ » . ۶۲
يطلب من اللّه تعالى سهمين من رحمته على الاحتمالين : إمّا في الدنيا والآخرة ، كما في قوله تعالى : «آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً »۶۳ سهما في الّدنيا وسهما في الآخرة ، أو سهمين في الدنيا وسهمين في الآخرة.
«وورعا يحجزني عن معاصيك» الوَرَع ـ بفتحتين ـ : الكثير الكفّ عن المحارم ، قال الخليل : «الورع : شدّة التحرّج ، ورجل ورع : متورّع إذا كان متحرّجا ، وسُمّي الجبان ورعا ، وراجع أيضا النهاية» . ۶۴
قال في مجمع البحرين : «قال بعض شرّاح الحديث : وهو أقسام : فمنه ما يخرج المكلّف عن الفسق ، وهو الموجب لقبول الشهادة ، ويُسمّى ورع التائبين ، ومنه ما يخرج به عن الشبهات ، فإنّ من رتع حول الحمى يوشك أن يدخل فيه ، ويسمّى ورع الصالحين ، ومنه ترك الحلال الذي يتخوّف انجراره إلى المحرّم ، ويُسمّى ورع المتّقين ، وعليه حمل قوله صلى الله عليه و آله : «لا يكون الرجل من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به مخافة أن يكون فيه بأس» ، ومثل : بترك الكلام عن الغير مخافة الوقوع في الغيبة ، ومنه الإعراض عن غير اللّه خوفا من ضياع ساعة من العمر فيها لا فائدة فيه ، ويُسمّى ورع الصدّيقين» . ۶۵
الحجز : المنع بين الشيئين بفاصل بينهما ، والحاجز : الحائل بين الشيئين ، والمحاجزة : الممانعة ، والحجزة ـ بضمّ الحاء المهملة وإسكان الجيم والزاي ـ : معقد الإزار ، ثمّ قيل للإزار حجزة ، ثمّ استُعير الأخذ بالحجزة للتمسّك والاعتصام. أي اللّهمّ أعطني وَرَعا ـ وهو حالة نفسانية كالتقوى ـ يمنعني عن معاصيك ، والمعاصي جمع المعصية مصدر ، وقد تُطلق على الزلّة ، وعصى عصيانا : إذا خرج عن الطاعة .
«وبيّض وجهي بنورك» البياض : لون معروف ، ولعلّ المراد الإشارة إلى قوله تعالى : «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللّه ِ هُمْ فِيها خالِدُونَ » ، ۶۶ وبياض الوجه وسواده كنايتان عن ظهور بهجة السرور وكآبة الخوف فيه ، وقيل : يوسم أهل الحقّ ببياض الوجه والصحيفة السجّادية وإشراق البشرة وسطي النور بين يديه ويمينه ، وأهل الباطل بأضداد ذلك . ۶۷
وقوله عليه السلام «بنورك» يؤيّد المعنى الأوّل ، ولعلّ ذلك هو المراد من قوله تعالى : «تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ » ، ۶۸ و «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ * إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ » ، ۶۹ و «لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً » ، ۷۰ والنضرة : الحسن ، والناضرة : المشرقة من بريق النعم ، ويحتمل أن يكون المراد ما في الأحاديث المتظافرة أنّ صلاة اللّيل تحسّن الوجه . ۷۱
«واجعل رغبتي فيما عندك» أصل الرغبة السعة في الشيء والرغبة والرغب والرغبي : السعة في الإرادة ، وإذا قيل : رغبت فيه وإليه ، يقتضي الحرص عليه ، وإذا قيل : رغب عنه ، اقتضى الصرف عنه والزهد فيه . ۷۲
أي اجعل حرصي واشتياقي فيما عندك ، أي بعد الدنيا ، وقد أطلق ما عند اللّه بما أعدّ لعباده من الجنّات والحور والقصور ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في النهج : «سبحانك خالقا ومعبودا بحسن بلائك عند خلقك ، خلقت دارا وجعلت فيها مأدبة ۷۳ : مشربا ومطعما وأزواجا وخدما وقصورا وأنهارا وزروعا وثمارا ، ثمّ أرسلت داعيا يدعو إليها ، فلا الداعي أجابوا ، ولا فيما رغبت رغبوا ، ولا إلى ما شوّقت إليه اشتاقوا ، أقبلوا على جيفةٍ قد افتضحوا بأكلها ، واصطلحوا على حبّها ، ومن عشق شيئا أعشى بصره ۷۴ وأمرض قلبه» . ۷۵
وفي الصحيفة : «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واقبض على الّصدق نفسي واقطع من الدنيا حاجتي ، واجعل فيما عندك رغبتي شوقا إلى لقائك» . ۷۶
قال اللّه تعالى : «وَما عِنْدَ اللّه ِ خَيْرٌ لِلأَْبْرارِ » ، ۷۷ و «لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَْنْهارُ » ، ۷۸ و «لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ » ، ۷۹ و «بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ » ، ۸۰ إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.
«وتوفّني في سبيلك» وقد عبّر عن الموت والنوم بالتوفّي ، قال تعالى : «اللّه ُ يَتَوَفَّى الأَْنْفُسَ حِينَ مَوْتِها » ، ۸۱ وقال سبحانه : «وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفّاكُمْ بِاللَّيْلِ » ، ۸۲ أي أمتني في سبيلك.
السبيل : الطريق ، وسبيل اللّه هو سبيل طاعته ، وفي الدعاء : «وأن تجعل ما ذهب من جسمي وعمري في سبيل طاعتك» ، ۸۳ وفي الدعاء : «فرّغ قلبي لمحبّتك... وأجر به في أحبّ السبل إليك» ، ۸۴ وفي الدعاء : «وأحينا على سنّته ، وتوفّنا على ملّته ، وخذ بنا منهاجه ، واسلك بنا سبيله ، واجعلنا من أهل طاعته» ، ۸۵ وفي الحديث : «إنّ الميّت منكم على هذا الأمر شهيد» ، ۸۶ ولعلّ التعبير بالتوفّي دون «قتلاً في سبيلك» إشارة إلى هذا التعميم.
«وعلى ملّة رسولك» الملّة كالدين : اسم لما شرع اللّه تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصّلوا به إلى جوار اللّه ، والفرق بينها وبين الدين ، أنّ الملّة لا تُضاف إلّا إلى النبيّ صلى الله عليه و آله الذي تستند إليه ، نحو : «فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ » . ۸۷ إلى اللّه ولا إلى آحاد أُمة النبيّ ، بل يقال : أُمّته صلى الله عليه و آله ، ثمّ إنّها اتّسعت واستُعملت في الملل الباطلة... إلخ .
1.المائدة : ۶۹ .
2.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۶ .
3.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۶ .
4.اُنظر : الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۸ ص ۲۸۱ ، وج ۱۵ ص ۴ .
5.الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۰ ص ۱۱ .
6.القيامة : ۲۲ ـ ۲۳ .
7.الانشقاق : ۶ ، اُنظر : الميزان في تفسير القرآن : ج ۸ ص ۲۴۱ .
8.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶ ص ۱۲۹ ، وج ۷۸ ص ۲۶۷.
9.الأنعام : ۳۱ .
10.مجمع البيان : ج ۴ ص ۳۹ ، واُنظر أيضا ، التبيان في تفسير القرآن : ج ۴ ص ۱۱۴ في تفسير الآية.
11.الأنعام : ۱۵۴ .
12.مجمع البيان : ج ۴ ص ۱۹۷ ، واُنظر أيضا : التبيان في تفسير القرآن : ج ۴ ص ۳۲۲ في تفسير الآية .
13.الزمر : ۴۲ .
14.المصباح المنير : ص ۳۸۹.
15.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۲ .
16.اُنظر : المصباح المنير : ص ۲۹۹ .
17.الكهف : ۱۱۰ .
18.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۹۷ ، و ج ۸۱ ص ۳۴۸.
19.الكافي : ج ۲ ص ۲۹۴ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۸۱ .
20.انظر : بحار الأنوار : ج ۷۲ ص ۲۶۵ و ما بعدها .
21.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۶۵ وما بعدها فإنّه قدس سره أطال وأفاد .
22.الصحيفة السّجادية : الدعاء ۲۰ .
23.المصدر السابق : الدعاء ۴۷.
24.المصدر السابق : الدعاء ۴۴ .
25.البقرة : ۱۰.
26.التوبة : ۱۲۶.
27.الروم : ۱۰.
28.يونس : ۹ .
29.الميزان في تفسير القرآن : ج ۵ ص ۳۷۹ .
30.اُنظر : أقرب الموارد : ج ۲ ص ۷۱۶.
31.النجم : ۳۲ .
32.معاني الأخبار : ص ۲۴۳ ، الزهد للكوفي : ص ۶۶ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۲۳ .
33.عدّة الداعي : ص ۲۲۱ ، بحار الأنوار : ص ۲۲۴ .
34.اُنظر : العروة الوثقى : ج ۱ ص ۴۲۴ ، باب النية في الصلاة .
35.الصحيفة السّجادية : الدعاء ۲۷ .
36.المصدر السابق : الدعاء ۴۴ .
37.مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۱۶۲ ، المعجم الأوسط : ج ۵ ص ۱۷۳ .
38.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۲۳۴ .
39.التوحيد : ص ۳۷۱ ، مشكاة الأنوار : ص ۵۳۶ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۹ .
40.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۱۹۶ .
41.الأمالي للصدوق : ص ۹۱ ، مشكاة الأنوار : ص ۲۲۰ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۲۰۵ .
42.يوسف : ۱۰۸ .
43.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن و النهاية والكشّاف : أي ادعو إلى دينه مع حجة واضحة غير عمياء و قريب منه ما في مجمع البيان .
44.اُنظر : مجمع البيان : ج ۱ ص ۲۰۶ .
45.الكافي : ج ۱ ص ۴۳ ، الأمالي للصدوق : ص ۵۰۷ ، تحف العقول : ص ۳۶۴ ، روضة الواعظين : ص ۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۲۶۰ .
46.الأمالي للمفيد : ص ۴۲ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۲۰۸ .
47.مختصر بصائر الدرجات : ص ۸۲ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۲۴ ص ۲۹۰ .
48.المنقاد لحاملي الحقّ هو المقلّد في القول والعمل ، ولا بصيرة له في دقائق الحقّ وخفاياه.
49.نهج البلاغة : الحكمة ۱۴۷.
50.الأنبياء : ۷۹ .
51.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۸۶ .
52.المصدر السابق : ص ۳۸۴ .
53.التوبة : ۱۲۲ .
54.اُنظر : الأربعون الصغرى للبيهقي : ص ۱۳ ، اُنظر : الخصال : ص ۵۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۵۳ .
55.الأربعون حديثا للشيخ البهائي رحمه الله : ص ۷۲ .
56.الحديد : ۲۸ .
57.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۳۶ .
58.الحديد : ۲۸ .
59.النساء : ۶۵ .
60.الحديد : ۲۸ ، اُنظر : الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۹ ص ۱۷۴ .
61.مجمع البيان : ج ۹ ص ۴۰۵ .
62.البقرة : ۱۳۶ .
63.البقرة : ۲۰۱ .
64.العين : ج ۲ ص ۲۴۲ ، النهاية : ج ۵ ص ۱۷۴ .
65.مجمع البحرين : ج ۴ ص ۴۹۰ ، ورد في الحثّ على الورع أحاديث كثيرة ، اُنظر : السفينة ومستدركها ، واُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۲۹۶ وما بعدها ، كقوله عليه السلام : «أوصيك بتقوى اللّه والورع والاجتهاد ، واعلم إنّه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه» ، و«اتّقوا اللّه وصونوا دينكم بالورع» ، و«لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه» ، و«إنّ أشدّ العبادة الورع» ، و«ليس منّا ولا كرامة من كان في مصر فيه مئة ألف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه» ، و«أنا لا نعدّ الرجل مؤمنا حتّى يكون لجميع أمرنا متّبعا ومريدا ، ألا وأنّ من اتّباع أمرنا وإرادته الورع ، فتزيّنوا به يرحمكم اللّه ، وكيدوا أعداءنا به ينعشكم اللّه » ، وفي الصحيفة السجّادية : الدعاء ۲۰ : «وورعا في أجمال» أي في رفق اقتصاد ، غير خارج إلى حدّ الإفراط والوسواس (اُنظر : رياض السالكين : ج ۳ ص ۴۲۸) .
66.آل عمران : ۱۰۶ ـ ۱۰۷ .
67.قاله البيضاوي في تفسيره : ج ۲ ص ۷۷ ، بحار الأنوار : ج ۷ ص ۱۴۰ .
68.المطفّفين : ۲۴ .
69.القيامة : ۲۲ و ۲۳ .
70.الإنسان : ۱۱ .
71.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۸۴ ، ص ۱۴۸ و ۱۵۳ و ۱۵۹ .
72.اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۹۸ ، مجمع البحرين : ج ۴ ص ۵۵۹ .
73.المأدبة : بفتح الدال وضمها ، ما يصنع من الطعام للمدعوّين في عرس ونحوه ، والمراد منها نعيم الجنّة.
74.أي أعماه.
75.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۹ .
76.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۵۴ .
77.آل عمران : ۱۹۸ .
78.آل عمران : ۱۵ .
79.الأنعام : ۱۲۷ .
80.آل عمران : ۱۶۹ .
81.الزمر : ۴۲ .
82.الأنعام : ۶۰ .
83.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۳۲ .
84.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۲۱ .
85.المصدر السابق : الدعاء ۴۲ .
86.المصدر السابق : الدعاء ۴۲ .
87.آل عمران : ۹۵ ، اُنظر : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۷۱ ، و مجمع البحرين : ج ۴ ص ۲۳۲ ، قال : ويستعمل في جملة الشرائع دون آحادها ، ولا تكاد توجد مضافة