77
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
76

۰.وأنَا واثِقٌ مِن دَليلي بِدَلالَتِكَ«61 » وساكِنٌ مِن شَفيعي إلى شَفاعَتِكَ «62 »أدعوكَ يا سَيِّدي بِلِسانٍ قَد أخرَسَهُ ذَنبُهُ «63 »رَبِّ اُناجيكَ بِقَلبٍ قَد أوبَقَهُ جُرمُهُ «64 »

الدليل : ما يُستدلّ به ، من دلّ يُدّل . والدليل : الدالّ ، والجمع أدلّة وأدلّاء ، والاسم الدلالة بالفتح والكسر.
يعني: معرفتي يامولاي دلّتني عليك، ولكن دلالتك وإرشادك أوثق وأحسن وأشدّ وأصوب.
والساكن : من سكن سكونا ، أي قرّ ، ضدّ الحركة ، والمراد هنا الطمأنينة ، والقرار ضدّ الهلع والجزع.
يعني : حبّي لك شفيعي إليك لتعفو عنّي وتتفضّل عليّ ، ولكن شفاعتك أسكن لقلبي وأسدّ وأحسن في رفع الاضطراب عنّي من شفيعي . وفي الدعاء : «وشفعته برجائك» ، ۱ و «شفّع في خطاياي كرمك... ولا شفيع لي إليك فليشفع لي فضلك» ، ۲ و«اشفع لي أوائل مننك بأواخرها». ۳
المراد أنّ أسماءه الحسنى كعفوه عن عبده ، فكرمه وعفوه وفضله ومننه يشفعان في حوائج عبده ، فيعفو لأنّه عفوّ ، ويعطي لأنّه كريم وجواد ، ويزيد لأنّ له الفضل .
و«أدعوك بلسانٍ قد أخرسه ذنبه» ۴ و«كلّ ذلك حياء منك لسوء عملي ، ولذلك خمد صوتي عن الجأر إليك ، وكلّ لساني عن مناجاتك». ۵
قال السيّد في شرح الصحيفة ، في شرح قوله عليه السلام : «وشفّع في خطاياي كرمك» : «ولفظ شفّع في الدعاء استعارة تبعية ، قدّر تشبيه اقتضاء كرمه تعالى للتجاوز عن الخطايا بشفاعة الشافع في استدعاء التجاوز والعفو ، ثمّ أدخل اقتضاء الكرم لذلك في جنس الشفاعة بالتأويل المذكور ، فاستعار له لفظ الشفاعة ، ثمّ اشتقّ منه الفعل ، فتكون الاستعارة في المصدر أصليّة وفي الفعل تبعية» . ۶
«أُناجيك بقلب قد أوبقه جرمه» تدلّ على أثر الأعمال السيّئة في القلب ، كما يدلّ القرآن الكريم من : «كَذلِكَ يَطْبَعُ اللّه ُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّارٍ »۷ و «كَذلِكَ يَطْبَعُ اللّه ُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ »۸ و «كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ »۹
و «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ »۱۰ و «أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ »۱۱ و «فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً »۱۲ و «فَلَمّا زاغُوا أَزاغَ اللّه ُ قُلُوبَهُمْ »۱۳ و «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا » . ۱۴
وفي الحديث : «قول اللّه عزّ وجلّ : «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى » ، ۱۵ قال : يعني أعمى البصر في الآخرة ، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام » . ۱۶
و«من قلّ ورعه مات قلبه» . ۱۷
و«لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب» . ۱۸
و«أربع يمتن القلب : ... الذنب على الذنب» . ۱۹
و«أربع يفسدن القلب : ... استماع اللهو والبذاء» . ۲۰
و«ما من شيء أفسد للقلب من الخطيئة» . ۲۱
وبالجملة، آثار المعاصي على القلوب أخطر وأشدّ، ومنشأ كلّ الشقاء الأُخروي ، كما لا يخفى.

1.الصحيفة السجّادية : الدعاء ۴۷ .

2.المصدر السابق : الدعاء ۸۰ .

3.المصدر السابق : الدعاء ۴۷ .

4.المصدر السابق : الدعاء ۱۱۶ .

5.المصدر السابق : الدعاء ۱۶ .

6.رياض السالكين : ج ۴ ص ۴۵۷ .

7.غافر : ۳۵ .

8.الأعراف : ۱۰۱ .

9.يونس : ۷۴ .

10.البقرة : ۷۴ .

11.البقرة : ۹۳ .

12.المائدة : ۱۳.

13.الصف : ۵ .

14.آل عمران : ۸ .

15.طه : ۱۲۴ .

16.الكافي : ج ۱ ص ۴۳۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۲۹۳ ، بحار الأنوار : ج ۲۴ ص ۳۴۸.

17.نهج البلاغة : الحكمة ۳۴۹ ، تحف العقول : ص ۸۹ ، روضة الواعظين : ص ۴۶۹ ، بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۲۸۶ .

18.روضة الواعظين : ص ۴۵۷ ، مكارم الأخلاق : ص ۱۵۰ ، مشكاة الأنوار : ص ۱۶۲ ، بحار الأنوار : ج ۶۳ ص ۳۳۱.

19.الخصال : ص ۲۲۸ ، روضة الواعظين : ص ۴۱۴ ، مشكاة الأنوار : ص ۴۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۲۸ .

20.الخصال : ص ۲۲۷ ، روضة الواعظين : ص ۴۱۴ ، مشكاة الأنوار : ص ۴۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۶۲ ص ۲۸۲ .

21.الكافي : ج ۲ ص ۲۶۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۴۸۱ ، الأمالي للطوسي : ص ۴۳۸ ، روضة الواعظين : ص ۴۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۵۴ .

  • نام منبع :
    شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
    سایر پدیدآورندگان :
    هوشمند، مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 452332
صفحه از 464
پرینت  ارسال به