۰.حُجَّتي يا أللّه ُ في جُرأَتي عَلى مَسأَلَتِكَ مَعَ إتياني ما تَكرَهُ : جودُكَ وكَرَمُكَ «70 »وعُدَّتي في شِدَّتي مَعَ قِلَّةِ حَيائي : رَأفَتُكَ ورَحمَتُكَ «71 »وقَد رَجَوتُ ألّا تُخَيِّبَ بَينَ ذَينِ وذَينِ مُنيَتي «72 »فَحَقِّق رَجائي ۱ وَاسمَع دُعائي ۲ يا خَيرَ مَن دَعاهُ داعٍ وأفضَلَ مَن رَجاهُ راجٍ «73 »
قال السيّد في شرح الدعاء الثلاثين : «الجواد : الكثير الإحسان والإنعام ، والفرق بينه وبين الكريم ، أنّ الجواد الذي يعطي مع السؤال ، والكريم يعطي من غير سؤال ، وقيل : بالعكس ، والحقّ الأوّل» . ۳
قال في المفردات : «الكريم قد يُطلق على الجواد الكثير النفع ، وقد يُطلق من كلّ شيء على أحسنه ، والكريم من يوصل النفع بلا عوض». ۴
الكريم : الصفوح.
الحجّة ـ بالضمّ ـ : البرهان.
المنية ـ بالضمّ وبكسر ـ : البغية ، والمراد ما يتمنّى ، جمع منى.
العدّة ـ بالضمّ ـ : ما أعددته وهيّأته لحوادث الدهر من المال والسلاح ، والعدّة الاستعداد ، يقال : كونوا على عدّة ؛ أي استعداد.
والمراد ظاهرا أنّ حجّتي ودليلي على مسألتك ـ مع أنّي أتيت ما تكره أي ما لا تحبّ ـ حراما أو مكروها ـ أنّك جواد كثير الإحسان والإنعام ، وأنّك كريم تعطي من غير سؤال ، فكيف بمن أتاك وسألك؟ أو أنّك حسن العطاء والجود ، وحسنه أن تعطي من غير استحقاق ولا سؤال ولا منّة ولا عوض ، أو أنّك كريم ، أي صفوح عن ذنوب عبادك.
«وعدّتي» واستعدادي بتهيئة ما يفيدني في حوادث الدهر وشدائد الدنيا والآخرة .
«مع قلّة حيائي» منك ـ الحياء الموجبة بأن لا ألجأ إليك ولا أعتمد عليك ـ لكثرة ذنوبي وإصراري على المعاصي ، أنّك رؤوف بعبادك ورحيم لمن لجأ إليك.
«وقد رجوت ألّا تخيّب» حجّتي وعدّتي ، «ذين وذين» منيتي وآمالي .
«فصلّ على محمّد وآل محمّد» ۵ يقع الكلام هنا في معنى الصلاة وكيفيته وأهمّيته وتأثيره.
الصلاة : الدعاء والرحمة والاستغفار ، وحسن الثناء من اللّه على الرسول ، وقيل : الصلاة من اللّه الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن المؤمنين الدعاء ، ولكنّ الصلاة اختصّ بالخير دون الدعاء ، فإنّه يكون في الخير والشرّ.
والأحاديث الواردة في كيفية الصلاة كثيرة ، بل متواترة ومصرّحة بذكر الآل ، وأنّ عدم ذكرهم يصيّرها بتراء . ۶
1.في الإقبال : «فصلّ على محمّد وآل محمّد وحقّق رجائي ...» .
2.في الإقبال : «ندائي» .
3.رياض السالكين : ج ۴ ص ۳۷۳ .
4.لم أعثر عليه في مفردات ألفاظ القرآن .
5.. كما في الإقبال .
6.وكذلك الأحاديث في الاهتمام بها وأثارها كثيرة ومتواترة أيضا ، اُنظر : الدرّ المنثور : ج ۵ : ص ۲۱۵ و ۳۱۵ ، في تفسير قوله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا » ، مجمع البيان : ج ۸ ص ۳۶۹ ، تفسير القرطبي : ج ۱۴ ص ۲۳۳ ـ ۲۳۶ ، الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۶ ص ۳۶۵ و ۳۶۶ ، تفسير الطبري : ج ۲۲ ص ۳۱ ، نور الثقلين : ج ۴ ص ۳۰۰ ، صحيح البخاري : ج ۸ ص ۹۵ .