۰.بِهِ ۱
فَاستَنقِذني وبِرَحمَتِكَ فَخَلِّصني «110 »يا مُحسِنُ يا مُجمِلُ «111 » يا مُنعِمُ يا مُفضِلُ «112 » لَسنا نَتَّكِلُ ۲ فِي النَّجاةِ مِن عِقابِكَ عَلى أعمالِنا «113 »بَل بِفَضلِكَ عَلَينا لِأَنَّكَ أهلُ التَّقوى وأهلُ المَغفِرَةِ «114 »
أي أُقسم عليك بك ، كما في دعاء كميل : «أسألك بحقّك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك» ، أو يكون الباء للسببيّة ، أي بسببك وشفاعتك وبسبب محمّد وآل محمّد وشفاعتهم .
«فاستنقذني» من أنقذ الغريق ؛ أي نجّاه وخلّصه ، والمتعلّق محذوف ، والقرائن تشهد على المراد ، يعني من الذنوب والآثام والهوى وسائر ما يبتلى به الإنسان من الميول والغرائز ، ولا يخفى أنّ ذلك كسائر المقام في اعترافهم بالمعاصي والآثام ، وتضرّعهم وابتهالهم في النجاة من الهلكة من ترك الأولى ممّا يعدّ إثما لهم وعصيانا ، و حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين .
«وبه وبهم وبرحمتك فخلّصني» أي أُقسم عليك بمحمّد وآله (صلّى اللّه عليه وعليهم) وأُقسم عليك برحمتك ، أو استشفاعا به وبهم وبرحمتك فخلّصني.
المحسن : هو فاعل الحسن ، ومنه الإحسان إلى عبيده ، وقد استُعمل في القرآن الكريم بهذا المعنى ، قال سبحانه : «بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للّه ِِ وَهُوَ مُحْسِنٌ » . ۳
المجمل : هو فاعل الجميل ، ومنه العفو والمغفرة ، من أجمل الصنيعة أي حسّنها وكرّها.
المنعم : من أنعم ، أي أفضل وزاد. المفضل من أفضل عليه ، أي تطوّل وأحسن وأناله من فضله المتفضّل ، أو شطرا أو معنوّيا .
«لسنا نتّكل في النجاة من عقابك على أعمالنا» ، وفي الحديث : «من حوسب فقد عُذّب» ، ۴ العقاب هو الناشئ عن المعاصي بارتكاب المنهيّات أو ترك الواجبات ، والنجاة منه بالأعمال الصالحات ، لا يمكن أن يتّكل عليها ؛ لنقص الأعمال أوّلاً ، ومقارنتها بالموانع ـ كارتكاب المعاصي أو الرياء والسمعة أو المنّ ـ ثانيا ، وعدم المساواة بين المعاصي والصالحات ؛ لأنّ الصالحات تحقّقت بتوفيقه تعالى وحوله وقوّته وعدم حصول نفع منه له تعالى ، فلا يقابل بما ارتكب من الجرم ، فمع ذلك كلّه كيف يتّكل العبد العارف بأعماله في النجاة إلّا بفضله تعالى ؛ لأنّه تعالى أهل لئن يُتّقى منه تعالى ، وهو أهل لئن يَغفر ، وهاتان الجهتان توجبان الخوف والرجاء.
1.في نسخة : «به وبمحمّد وآل محمّد» .
2.في المصدر : «لست أتّكل» ، وما في المتن أثبتناه من بعض النسخ الخطّية للمصدر ، وكذلك في الإقبال .
3.البقرة : ۱۱۲ ، النساء : ۱۲۵ ، لقمان : ۲۲ .
4.مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۱۰۸ ، صحيح البخاري : ج ۱ ص ۳۴ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۱۰۶ ، بحار الأنوار : ج ۷ ص ۲۶۳ .