شيء يُعقِب شيئاً خيراً أو شرّاً . يقال : أورثه أكلُ الطين صفرة اللَّون ، وأورثه صلاةُ الليل حُسن الوجه . و «الفقر» : الحاجة ، وهو فَعل بمعنى مفعول كأنّه مكسور ، فَقار الظَّهر ، يقال : فَقَرَه ، إذا ضرب فَقاره وأصابه .
۵۳.زِنَا العُيونِ النَّظَرُ . ۱
معنى الخبر : الوعظ والتحذير عن النظر إلى ما ليس للإنسان النظر إليه من النساء يقول : لا تنظروا إلى المحرَّمات من النساء ؛ فإنّ العيون إذا نظرت إليهنَّ يعاقِب صاحبها عقوبة الزُّناة ، وصار ذلك النظر منزلة الزنا؛ لأنّه يكون في الأكثر سبب الزنا ، وإذا عوقب كان استحقاقاً لا إيجاباً وحكماً ، فزنا العين مَجاز في الكلام ؛ لأنّه لفظ مستعمل في غير ما وضع له من لغة وعرف وشرع ، إلّا أنّه عليه السلام جعلها زانيةً إلى ما لا يَحلُّ لها النظر إليه . وقال عليه السلام : «إيّاكم والنظرة ؛ فإنّها تزرع في القلب الشهوة ، وكفى بصاحبها فتنة۲» .
۵۴.العَمَائِمُ تِيجَانُ العَرَبِ . ۳
له معنيان :
أحدهما : أنّ العمائم تيجان مَن أسلم مِن العرب ومِن سائر الناس ، ولم يُرد به العرب خاصَّة ؛ لأنّ تيجان الملائكة هي العمائم ، ومن عمّم في الدُّنيا من المسلمين فهو شبيه بالملائكة .
ويروى خبرٌ في سبب هذا الحديث ، وأصله لا يحتاج إلى البيان والتأويل مع
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۴ ، ح ۶۷ ؛ الآحاد والمثاني ، ج ۲ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱۰۲۵ ؛ الاستيعاب لابن عبدالبرّ ، ج ۳ ، ص ۱۰۸۷ ، ح ۱۸۴۵ ؛ كنزالعمّال ، ج ۵ ، ص ۳۲۶ ، ح ۱۳۰۵۵ (وفي الثلاثة الأخيرة : «العين» بدل «العيون») ؛ الفتوحات المكّيّة ، ج ۴ ، ص ۴۷۴ .
2.المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۰۹ ؛ تحف العقول ، ص ۳۰۵ و ص ۵۰۲ ؛ الأمالي للمفيد ، ص ۲۰۸ ، ح ۴۳ .
3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۵ ، ح ۶۸ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۶۲ ؛ عمدة القاري ، ج ۲ ، ص ۲۲۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۹۳ ، ح ۵۷۲۳ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۵ ، ص ۳۰۵ ، ح ۴۱۱۳۲ و ۴۱۱۳۳ . الكافي ، ج ۶ ، ص ۴۶۱ ، ح ۵ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۲۶ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۱۹ .