محذوفة الأسانيد، مبوّبة أبوابا على حسب تقارب الألفاظ ليقرب تناولها، ويسهل حفظها. ثمّ زدتُ مئتي كلمة فصارت ألف كلمةٍ ومئتي كلمة ، وختمتُ بأدعية مرويّةٍ عنه عليه السلام ، وأفردت الأسانيد جميعها كتابا يرجع في معرفتها إليه ، وأنا أسأل اللّه تعالى أن يجعل ما اعتمدته من ذلك خالصا لوجهه ومقرِّبا من رحمته بحوله وقدرته . 
 ثمّ إن بعضهم لخّص الكتاب ،كما وشرحه الكثيرون ، وذيّل عليه آخرون ، فقد استوفى ذلك صاحب كشف الظنون ۱ و غيره ، ۲ و طبع كتاب الشهاب مرّات عديدة ، بعضها لوحده ،وبعضها مع شروحه .
مؤلِّف الشِّهاب في سطورٍ
أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر بن عليّ بن حكمون بن إبراهيم بن محمّد بن مسلم القضاعي ، عالم مصري ، وفقيه شافعي ، نشأ في بيئة علميّة ، فأحبّ العلم وكلف به ، فوالده سلامة بن جعفر كان عالما مشغوفا بالعلم ، تتلمذ للمزني ، وكان يحفظ ما يأخذ عنه ، وكان مقرّبا إلى ابن طولون ، ورحل إلى البلاد في طلب العلم ، ووصل إلى الحجاز والشام والقسطنطينيّة ، وسمع الحديث بمكّة ، وتفنّن في علوم كثيرة . 
 قال التاج السبكي في الطبقات الكبرى : 
 محمّد بن سلامة بن جعفر بن عليّ القاضي ، أبو عبداللّه القضاعي ۳ الفقيه ، قاضي مصر ، مصنّف كتاب الشهاب ، سمع أبا مسلم محمّد بن أحمد الكاتب ، و أحمد بن بربال ، وأبا الحسن بن جهضم ، وأبا محمّد بن النحّاس ، وآخرين . 
 روى عنه الحميديّ ، وأبو سعد عبد الجليل الساوي ، ومحمّد بن محمّد بن بركات
1.كشف الظنون ، ج ۲ ، ص ۱۰۶۷ .
2.جامع الشروح والحواشي ، لعبداللّه محمّد الحبشي ، ج ۲ ، ص ۱۱۲۷ ـ ۱۱۳۱ .
3.والقُضاعي ـ بضم القاف وفتح الضاد المعجمة ـ : نسبة إلى قضاعة : قبيلة معروفة ، ويقال : هو مِن حِمْيَرَ ، وهو الأكثرُ والأصحُّ . راجع : الأنساب للسمعاني ، ج ۴ ، ص ۵۱۶ .