۶۰.الجُمُعَةُ حَجُّ المَساكينِ . ۱
أراد به تطبيب ۲ قلوب الفقراء وتسلّيهم . يقول : إن لم يمكنهم الحجّ ويريدون أن يكون لهم مثل ثواب الحجّ ، فعليهم أن يحضروا الجامع لأداء صلاة الجمعة مع الإمام ، وهذا على حذف المضاف يعني : ثواب صلاة الجمعة للمساكين الذين لا استطاعة لهم بالحجّ كثواب الحجّ .
وقال عليه السلام : «من اغتسل يوم الجمعة ، ولبس أطهر ثيابه ، وتطيّب بطيب كان عنده ، وحضر الجامع ، واستمع إلى خطبة الإمام ، وصلّى صلاة الجمعة ، غَفَرَ اللّه له ما بين الجُمُعَتَين»۳ .
وقال صلى الله عليه و آله : «هممتُ أن اُحرق على قوم منازلَهم ؛ تركوا الجُمُعةَ بِغَيرِ عُذر» . ۴
وسُمِّيَ هذا اليوم الجُمُعة لاجتماع الناس لصلاة الجماعة . وقيل : إنّ اللّه نسب الحجّ إلى الأغنياء في الأصل فيدخل فيه الفقير ۵ ، ونَسَبَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله الجمعة إلى المساكين ليدخل الأغنياء فيها تبعاً .
۶۱.الحَجُّ جِهادُ كُلِّ ضَعيفٍ ، وَجِهادُ المَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ . ۶
أظهر عليه السلام هاهنا وفي الخبر الأوّل عذر من كان ضعيفاً عن بعض العبادة الشاقّة بما هو أسهل منها فقال أوّلاً : إنّ المسكين لما لم يمكنه الحجُّ فإذا تمنّى ثواب الحاجِّ جُعل له عبادة يقوم مقام الحجِّ في حصول الثواب لا في سقوطه عنه إذا
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۷۸ و ۷۹ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۲ ، ص ۱۹۰ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۳۰۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶۲ ، ح ۳۶۳۵ ؛ كنزالعمّال ، ج ۷ ، ص ۷۰۷ ، ح ۲۱۰۳۱ ، التهذيب ، ج ۳ ، ص ۲۳۷ ، ح ۶۲۵ ؛ الدعوات ، ص ۳۷ ، ح ۹۱ .
2.كذا في المخطوطة وله وجه ، ولعلّ الأوجه والأنسب : «تطييب» ، وتطييب الخاطر أي تسكينه وتأمينه .
3.راجع : المصنّف ، ج ۳ ، ص ۲۶۷ ، ح ۵۵۹۰ ؛ مسند الحميدي ، ص ۷۶ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۷ ، ص ۲۴۵ .
4.راجع : فقه القرآن للراوندي ، ج ۱ ، ص ۱۱۶ ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ ؛ جامع البيان ، ج ۲ ، ص ۷۶۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۱۹۶ .
5.في المخطوطة : «الفقر»، وما اُثبت يقتضيه السياق .
6.مسند الشهاب، ج ۱، ص ۸۲ ، ح ۸۰ و ۸۱؛ التمهيد لابن عبد البرّ، ج ۲۱، ص ۲۰؛ لسان الميزان، ج ۱، ص ۱۶۸؛ كنز العمّال، ج ۱۵، ص ۹۰۷، ح ۴۳۵۶۶ (مع اختلاف يسير في الأخير). الفقيه، ج ۴، ص ۴۱۶، ح ۵۹۰۴؛ الخصال، ص ۶۲۰؛ تحف العقول، ص ۱۱۰؛ خصائص الأئمّة، ص ۱۰۳.