111
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

وجد الاستطاعة ، وهو صلاة الجمعة مع الإمام العدل ومن يقوم مقامه في الجامع . وكذلك من كان عاجزاً عن الجهاد لضعفه وأراد أن يُدرك ثواب المجاهدين ، فأمره بالحجّ ، وبيّن أنّ له في حجّه ثواب من جاهد في سبيل اللّه إذا كان معذوراً في قعوده عن الجهاد ؛ وكذلك المرأة إذا سمعتْ ثواب المجاهدين فكأنّها تمنّت ذلك ، فقيل لها : جِهادك حسن خدمتك لبعلك ، وحُسن معاشرته ، وترك الغيرة على ضرائرك ۱ .
وروي أنّ امرأة أتت النبيَّ صلى الله عليه و آله فقالت : أنت رسول اللّه إلى الرجال والنساء ، كتب اللّه الجهاد على الرجال ، فإن استُشهِدوا كانوا أحياء مرزوقين ، ونحن نساء نقوم على المرضى ونُداوي الجَرحى ، فما لنا من الآخرة؟ فقال : «يا وافدة النساء ، إنّ طاعة الزوج والاعتراف بحقّه يَعدل ذلك كلّه» . ۲
وقال صلى الله عليه و آله : «المرأة إذا صلّت خمسها ، وصامت شهرها ، وأحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، فلتَدخل من أيّ أبواب الجنّة شاءت»۳ .
وعن الصادق عليه السلام : «الضعفاء شيعتنا ، والحجّ جهادهم»۴ . وهذا إشارة إلى أنّ الجهاد من شرطه حضور الإمام ، فإذا لم يمكنهم مجاهدة العدوّ في حال الغيبة فالحجّ هو الجهاد . و«الحجّ» : القصد إلى بيت اللّه شرعاً ، و«الجهاد» : قتال مَن يجب قتاله ، وهما من الأسماء المخصوصة .
و«الضعيف» في اللغة : ضدّ القويّ ، ومرجعه إلى انتفاء القدر[ ة ] أو نقصانها ، أي : من لم يقو ۵ على جهاد الكفّار مستطيعاً للحجّ فإنّه منه كالجهاد ، وفسّر «التبعُّل»

1.الضرائر : جمع ضرّة ، هن زوجات الرجُل ؛ لأنّ كلَّ واحدة تضرّ بالاُخرى بالغيرة والقسم . مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۱۶ .

2.كنزالعمّال ، ج ۱۶ ، ص ۶۱۰ ، ح ۴۶۰۴۲ (مع اختلاف يسير) .

3.الفقيه ، ج ۳ ، ص ۴۴۱ ، ح ۴۵۳۱ ؛ الخصال ، ص ۲۲۳ ، ح ۵۴ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۲۱۶ ، ح ۷۹۹ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۲۰۱ (مع اختلاف يسير في الجميع وعن الإمام الصادق عليه السلام ) .

4.لم نعثر على الحديث في موضع .

5.في المخطوطة : «تقو».


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
110

۶۰.الجُمُعَةُ حَجُّ المَساكينِ . ۱

أراد به تطبيب ۲ قلوب الفقراء وتسلّيهم . يقول : إن لم يمكنهم الحجّ ويريدون أن يكون لهم مثل ثواب الحجّ ، فعليهم أن يحضروا الجامع لأداء صلاة الجمعة مع الإمام ، وهذا على حذف المضاف يعني : ثواب صلاة الجمعة للمساكين الذين لا استطاعة لهم بالحجّ كثواب الحجّ .
وقال عليه السلام : «من اغتسل يوم الجمعة ، ولبس أطهر ثيابه ، وتطيّب بطيب كان عنده ، وحضر الجامع ، واستمع إلى خطبة الإمام ، وصلّى صلاة الجمعة ، غَفَرَ اللّه له ما بين الجُمُعَتَين»۳ .
وقال صلى الله عليه و آله : «هممتُ أن اُحرق على قوم منازلَهم ؛ تركوا الجُمُعةَ بِغَيرِ عُذر» . ۴
وسُمِّيَ هذا اليوم الجُمُعة لاجتماع الناس لصلاة الجماعة . وقيل : إنّ اللّه نسب الحجّ إلى الأغنياء في الأصل فيدخل فيه الفقير ۵ ، ونَسَبَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله الجمعة إلى المساكين ليدخل الأغنياء فيها تبعاً .

۶۱.الحَجُّ جِهادُ كُلِّ ضَعيفٍ ، وَجِهادُ المَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ . ۶

أظهر عليه السلام هاهنا وفي الخبر الأوّل عذر من كان ضعيفاً عن بعض العبادة الشاقّة بما هو أسهل منها فقال أوّلاً : إنّ المسكين لما لم يمكنه الحجُّ فإذا تمنّى ثواب الحاجِّ جُعل له عبادة يقوم مقام الحجِّ في حصول الثواب لا في سقوطه عنه إذا

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۷۸ و ۷۹ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۲ ، ص ۱۹۰ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۳۰۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶۲ ، ح ۳۶۳۵ ؛ كنزالعمّال ، ج ۷ ، ص ۷۰۷ ، ح ۲۱۰۳۱ ، التهذيب ، ج ۳ ، ص ۲۳۷ ، ح ۶۲۵ ؛ الدعوات ، ص ۳۷ ، ح ۹۱ .

2.كذا في المخطوطة وله وجه ، ولعلّ الأوجه والأنسب : «تطييب» ، وتطييب الخاطر أي تسكينه وتأمينه .

3.راجع : المصنّف ، ج ۳ ، ص ۲۶۷ ، ح ۵۵۹۰ ؛ مسند الحميدي ، ص ۷۶ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۷ ، ص ۲۴۵ .

4.راجع : فقه القرآن للراوندي ، ج ۱ ، ص ۱۱۶ ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ ؛ جامع البيان ، ج ۲ ، ص ۷۶۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۱۹۶ .

5.في المخطوطة : «الفقر»، وما اُثبت يقتضيه السياق .

6.مسند الشهاب، ج ۱، ص ۸۲ ، ح ۸۰ و ۸۱؛ التمهيد لابن عبد البرّ، ج ۲۱، ص ۲۰؛ لسان الميزان، ج ۱، ص ۱۶۸؛ كنز العمّال، ج ۱۵، ص ۹۰۷، ح ۴۳۵۶۶ (مع اختلاف يسير في الأخير). الفقيه، ج ۴، ص ۴۱۶، ح ۵۹۰۴؛ الخصال، ص ۶۲۰؛ تحف العقول، ص ۱۱۰؛ خصائص الأئمّة، ص ۱۰۳.

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 196481
صفحه از 627
پرینت  ارسال به