113
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

۶۴.مَوتُ الغَريبِ شَهادَةٌ . ۱

يقول : إذا فارق مؤمنُ بلده ومسقط رأسه في طاعةٍ أو مباحٍ أو ضرورة ، ومات في غربته بعيداً عن الأموال والولد والأحبّاء والأقرباء، مشتاقاً إلى لقائهم ۲ غير عالم بأحوالهم ، يَحصل له من الغمّ والحسرة ما لا يعلم كنهه إلّا اللّه ، فهو مستحقٌّ من الأجر بالصبر على ذلك ومن الأعواض ۳ ما يقابل أو يقارب أجر شهيد .
وقيل له معنى آخر وهو أنّه عليه السلام أراد : مَن مات في غربة الإسلام مات شهيداً ، يعني : من مات في آخر الزمان مؤمناً ـ لأنّه أوان ۴ غربة الإسلام ـ يحوز ۵ ثواب شهادة القتيل في سبيل اللّه .
وقيل : المراد بالغربة التي في الخبر في زمان النبيِّ عليه السلام ؛ لأنّ أكثرها في الهجرة والغزو ونحوهما ، والعموم متناول جميع ذلك .

۶۵.الشَّاهِدُ يَرى مَا لَا يَرَى الغائِبُ . ۶

معنى الخبر مثلٌ يُضرب في موضع يريد الرَّجل أن يَعمل على ظنّه فيقال : فَتِّشْ عن هذا الأمر وتبيَّنْ واشهده بنفسك أو برأيك ؛ فإنّ الحاضر يرى ما لا يراه الغائب عنه ؛ والسبب في ذلك ما روي : أنّ مارية القبطية كان لها ابن عمٍّ يُكثِر الدخول

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۳ ، ح ۸۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۴ ، ص ۲۶۹ ، ح ۲۳۸۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۴۸ و ۱۹۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۵۷ ، ح ۹۱۱۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۴۲۰ ، ح ۱۱۲۰۶ . الفقيه ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ ، ح ۳۷۹ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۲۴۲ ، ح ۶۷۹ ؛ منتهى المطلب ، ج ۱ ، ص ۴۶۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۸ ، ص ۲۵۱ ، ح ۱۴۹۸۱ (عن الفقيه) .

2.كذا قرأناه.

3.يُقرأ في المخطوطة أيضا : «الإعراض» .

4.في المخطوطة : «وان» ، والصواب ما اُثبت .

5.في المخطوطة : «يجور» .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۵ ، ح ۸۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۸۳ ؛ الاستيعاب ، ج ۴ ، ص ۱۹۱۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۰۸ ، ح ۲۰۱۴ ، الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۴۹ ، ح ۵۴۷ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۲۹۷ ، ح ۲۵۰۵ ؛ دلائل الإمامة ، ص ۳۸۷ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
112

القاضي بملاعبة ۱ المرأة بعلها زوجها وحسن عشرتها معه ، والمرأة إذا جاهدتْ نفسها في خدمة الزوج فهو الجهاد الأكبر .

۶۲.طَلَبُ الحَلالِ جِهادٌ . ۲

يقول : اطلُبِ الحلال ، وجاهد نفسك والشيطان في طلبه واجتنابِ الحرام ؛ وإنّما قال ذلك لأنّ نفس بني آدم تميل إلى الحرام ، فإذا خالفها لرضا اللّه يكون ذلك من أكبر الجهاد ، ولذلك سمّاه رسول اللّه «الجهاد الأكبر» حين رجع عن بعض الغزوات فقال : «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» ، قيل : وما الجهاد الأكبر؟ قال : «طلب الحلال»۳ .
وروي : طلبُ كسبِ الحلال ۴ ، والكسب : «فعل يُجَرُّ به المنفعة» . ۵

۶۳.العِلْمُ لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ . ۶

معناه : إذا أتاك المتعلِّم ـ وأنت عالم ـ مقتبساً علم الدين مستفيداً فلا تبخل عليه ؛ لأنّ من لم يُعلّمه فقد ارتكب محظوراً بمنعه العلم عن طالبه ، إلّا إذا كان الطالب غير أهلٍ لذلك ؛ وقد روي عن الصادق عليه السلام : «مَن منع العلمَ أهلهَ فقد ظلمه ـ يعني الطالب ـ ومن بذله لغير أهله فقد ظلمه ، يعني العلم» . ۷

1.في المخطوطة : «بملاعنه»، والمناسب ما اُثبت .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۳ ، ح ۸۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۲۶۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ ، ح ۵۲۷۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۶ ، ح ۹۲۰۵ . وراجع : روضة الواعظين ، ص ۴۵۷ .

3.راجع : الكافي ، ج ۵ ، ص ۱۲ ، ح ۳ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۵۳ ، ح ۹ ؛ معاني الأخبار ، ص ۱۶۰ ، ح ۱ ؛ الفتح السماوي ، ج ۲ ، ص ۸۵۱ ؛ فيض القدير ، ج ۴ ، ص ۶۶۹ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۴۲۴ .

4.راجع : روضة الواعظين ، ص ۴۵۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۱۲۸ ؛ تفسير النسفي، ج ۴ ، ص ۲۹۳ .

5.راجع : تفسير مجمع البيان ، ج ۳ ، ص ۱۸۵ .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۴ ، ح ۸۴ ؛ فردوس الأخبار ، ج ۳ ، ص ۹۶ ، ح ۴۰۱۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۹۳ ، ح ۵۷۲۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۴ ، ح ۲۸۶۷۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۶۷ ، ح ۱۷۵۸ .

7.لم نعثر عليه في المجاميع الروائية ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط) عن بعض الأئمّة عليهم السلام .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 196424
صفحه از 627
پرینت  ارسال به