فقال صلى الله عليه و آله : «مَن دَلَّ على خيرٍ ، فله مثل أجر فاعله»۱ .
۶۷.ساقِي القَوْمِ آخِرُهُم شُرْباً . ۲
هذا الخبر من باب الأدب ؛ واللفظ خبر ، ومعناه أمرٌ ، يقول : إذا كان جماعة في سفر وقلّة ماء ، وكان الماء في يدِ واحدٍ يَسقيهم جميعاً ، فينبغي أن يكون شفقتُه عليهم كشفقته على نفسه ، بل أعظم بأن يكون آخرهم شرباً ؛ فلو لم يكن لأحدٍ منهم شُربٌ ونصيب ، لكان ذلك الساقي .
وقيل : لأنّه إذا نَصَبَ نفْسَه للسَّقي كان كخادم القوم ، فيجب أن يكون آخرهم شرباً . ثم إنّه إن سقاهُم من إناءٍ واحد ربما يَتغثّى ۳ طَبْعُ مَن يَسقيه بعد شربه .
وروي أنّه عليه السلام قاله لمّا نزل باُمّ مَعبَد ۴ واستأذنها في حَلْب شاةٍ عَجفاء لها ، فحلب لبناً كثيراً ، وجعل يَسقيهم واحداً واحداً ، فقيل : يا رسول اللّه ، ألا تشربه؟ فقال هذه الكلمة ، وهي حثّ على حسن الآداب في المشرب كما في المطعم . ۵
۶۸.كُلُّ مَعرُوفٍ صَدَقَةٌ . ۶
معناه : إنّ كلّ من أعطى إنساناً شيئاً وقصد به وجه اللّه فهو صدقة يؤجر عليها ، وما أعطاه وأخرجه في معصيةٍ لا يَدخل في هذا الباب ؛ لأنّه منكَر ، والمنكَر ضدّ المعروف . بَيَّنَ بهذا الحديث أنّ المعروف ليس هو الإعطاء فحسب ، وإنّما هو على
1.راجع : مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۲۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۴۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۰۴ .
2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۶ ، ح ۸۷ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۳۵ ، ح ۳۴۳۴ ؛ المحاسن ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ؛ كنزالفوائد، ص ۷۴ ؛ المناقب لابن شهر آشوب ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ ؛ الثاقب في المناقب ، ص ۸۶ ، ح ۶۸ .
3.تَغَثَّتِ النَّفْسُ : اضطربتْ حتّى تكاد تتقيّأ . انظر: القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۷۲۶ (غثي).
4.خيمة اُمّ معبد ، ويقال: بئر اُمّ معبد : بين مكّة والمدينة ، نزله رسول اللّه صلى الله عليه و آله في هجرته ، وقصّته مشهورة . معجم البلدان ، ج ۲ ، ص ۴۱۴ .
5.راجع المصادر السالفة .
6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۷ ، ح ۸۸ ـ ۱۰۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۴۴ و ۳۶۰ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۰۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۷۹ ؛ صحيح مسلم، ج ۳ ، ص ۸۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۶۶ ، ح ۴۹۴۷ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۲۶ ، ح ۱ و ۲ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۵۵ ، ح ۱۶۸۲ (عن الإمام الصادق عليه السلام ) ؛ الخصال ، ص ۱۳۴ ، ح ۱۴۵ .