الصدقة ، ومعناه : أنّ من ليس له عنده شيء يُعطي الفقير ، فينبغي أن يردّه ردّاً جميلاً ، ويكلّمه بكلمةٍ يُطيب بها قلبه ، مثل قوله : «وسّع اللّه عليك» ، «وأعطاك اللّه » ، و«أغناك عن مسألة الناس» ؛ فإذا ردّه بمثل ذلك يُكتب له بكلِّ كلمة صدقة ؛ قال تعالى : «قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذىً »۱ ، وقال : « وَ أَمَّا السَّآئِلَ فَلَا تَنْهَرْ »۲ .
۷۱.مَا وَقى بِهِ المَرْءُ عِرْضَهُ كُتِبَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ . ۳
يقول : إذا خِفتَ شَرَّ ظالمٍ وأذى حاسدٍ أو هجو شاعرٍ ، فكلّ ما أعطيته على سبيل الرشوة يُكتب لك به صدقة . يريد : ما حَفِظَ المرءُ به نفسه من أصحاب السوء بإعطاء هبةٍ ، يكن بمنزلة الصدقة ، وهذا على سبيل التسلية له ؛ لئلّا يَظنّ أنّ ما أنفق من ماله في أمثال هذا ضائع ، بل هو بمنزلة ما تَصَدَّقَ به . ووقاه اللّه الشرّ أي حفظه منه ودفعه عنه ، و«العرض» هاهنا . ۴
۷۲.الصَّدَقَةُ عَلَى القَرَابَةِ صَدَقَةٌ وَصِلَةُ . ۵
معناه : إذا كان لك فضلُ مالٍ تَهِبُه للمسلمين ، فعليك أن تعطي قرابتك وتتصدّق به عليهم ، فيُجمع له به أجران : حيازة فضيلة الصدقة ، وحيازة فضيلة الصلة مع الرحِم ،
1.البقرة (۲) : ۲۶۳ .
2.الضحى (۹۱) : ۱۰ .
3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۹ و ص ۹۰ ، ح ۹۴ و ح ۹۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۵۰ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۳ ، ص ۲۴ ، ح ۲۸۷۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۴۳۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ ، ح ۶۳۵۳ . مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۲۳۹ ، ح ۸۱۳۶ (عن كتاب درر اللئالي لابن أبي جمهور) ؛ بحارالأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۱۸۲ ، ذيل ح ۲۹ .
4.كذا في المخطوطة ، ولم يرد فيها تعريف العِرض . في ضوء الشهاب (المخطوط): واختلف أهل اللغة في العرض فقال بعضهم: عرض الرجل نفسه، وقيل: العرض مغابن الناس... .
5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۰ ، ح ۹۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۷ و ۱۸ و ص ۲۱۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۹۷ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۹۱ ، ح ۱۸۴۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۸۴ ، ح ۶۵۳ . المبسوط للطوسي ، ج ۳ ، ص ۳۰۷ ؛ تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۵ ، ص ۲۶۶ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۱۹۵ ، ح ۸۰۱۳ ؛ و ص ۱۹۶ ، ح ۸۰۱۷ ؛ بحارالأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۱۳۷ ، ح ۷۱ (في كلّها مع اختلاف يسير) .