119
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

جبرئيل : إنّ اللّه قد دفع عنه ذلك البلاء بتلك الصدقة وزاد في عمره كذا سنة 1 ، وذلك قوله : « يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَـبِ » » 2 .

۷۴.صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ .

يقول : إذا تصدّقتَ بشيء على الفقراء ، فليكن ذلك سرّاً خالصاً لوجه اللّه ؛ فإنّ الصدقة في السرّ يَدفع عنك عقاب اللّه الذي يَستحقُّه ، و«الغضب» من اللّه : عذابه ، وفي الواحد منا : تَغَيُّرٌ يَقتضي تعذيبا للغير ۳ ، كما أنّ الرحمة فينا رقَّةٌ في القلب يقتضي الإحسان إلى الغير ، والرحمة من اللّه تعالى هو الإحسان .
وقيل : الغضب : إرادة الشرّ والمضرّة بالغير ، وغضَب اللّه : إرادتُه العقاب لمستحقِّه .
وروي : «أنّه تعالى لمّا خلق الجبال قالت الملائكة : إلهنا ، هل خلقتَ أشدّ من الحَجَر؟ قال : نعم ، الحديد ؛ فإنّه يَغلب الحجر . فسألوه عمّا هو أشدّ من الحديد؟ فقال : النار . فسألوه عمّا هو أشدّ من النار؟ قال : الماء . فسألوه عن أشدّ من الماء؟ قال : التُّراب ؛ فإنّه يغلب الماء. فسألوه عن أشدّ منه؟ فقال : الريح . فسألوه عن أشدّ منها؟ قال : عبد يَتَصَدَّق بيمينه صدقةً لا تشعر بها شماله ، هو أشدّ عندي من هذه الأشياء» . ۴

۷۵.صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ . ۵

يقول : إنَّ اللّه يَزيد في عمر مَن يصل رحمه . و«صلة الرحم» : أن يَفعل بأقربائه وذوي أرحامه بما يقدر عليه من البِرِّ والمعروف والزيادة والقيام بأودهم ۶ وإعانتهم على حوادث الدهر بما يمكنه ، حتّى لو لم يقدر على شيء من ذلك لتعهّدهم

1.لم نعثر على الخبر في المجاميع الروائية، ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط).

2.الرعد (۱۳) : ۳۹ .

3.في المخطوطة : «لغير» .

4.لم نعثر على الخبر في المجاميع الروائية ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط).

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۳ ، ح ۱۰۰ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۲۴ ، ح ۵۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۲۸۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۲۶۱ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۶۸ ، ح ۵۷۶۲ ؛ قرب الإسناد ، ص ۷۶ ، ح ۲۴۴ ؛ معاني الأخبار ، ص ۲۶۴ ، ح ۱ ؛ الدعوات ، ص ۱۲۵ ، ح ۳۰۸ .

6.الأود: الكدّ والتعب، يقال: «قام بأود عائلته» يراد أنّه قام بإعالتها. انظر: لسان العرب، ج ۳، ص ۷۴ (أود).


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
118

وأراد بالقرابة ذا القرابة على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، أي : الصدقة على من كان بينك وبينه قرابة النسب لها وجهان وثوابان ؛ فإنّها صدقة وصِلة رحم . الصدقة على ذوي القربى على ضعف ما يكون على الأجانب ؛ قال تعالى : « وَ ءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى »۱ فقدّمهم على من سواهم ؛ للمعنى الذي أشار إليه عليه السلام .

۷۳.الصَّدَقَةُ تَمْنَعُ مِيتَةَ السُّوءِ . ۲

يعني : تَصَدَّقْ في كلّ حالٍ بقليلٍ كان أو كثير ؛ فإنّها تمنع موت الفجأة . سُمِّيَ «ميتة السوء» لأنّه أسوأ الموت من حيث إنّ صاحبه لا يصل إلى التوبة والوصية وإصلاح ما بينه وبين الناس . والفِعلة بالكسر الهيئة ، وبالفتح المرّة الواحدة ، و«السوء» : ضدّ الحَسَن ، والإساءة : ضدّ الإحسان .
وروي أنّ : «عيسى عليه السلام كان جبرئيل عليه السلام عنده يوماً ، فمرّ بهما رجل على ظهره حُزمَة 3 حَطَبٍ ، وبيده رغيف يأكله وهو يلعب ويضحك ، فقال جبرئيل : عجباً لهذا الرجل يفعل وما بقي من عمره ساعة أو ساعتان! فلمّا كان في اليوم الآنف مَرَّ الرجُل وعلى عاتقه حبلٌ يخرجه 4 للاحتطاب ، فسأل اللّهَ عيسى أن يبيّن تلك الحالة ، فأتاه جبرئيل وقال : قل لهذا الرجل ليأتي بالحُزمة التي كانت معه أمس ، فجاء بها ، ففتحها عيسى ، فإذا في وسطها أفعيٌّ! فقال جبرئيل : رأيتُ في اللَّوح أنّ هذا الرجل يقتله هذا الحيّة ، ولكن سَله : هل فَعَلَ خيراً مذ فارقَنا؟ فسئل فقال : ما فعلتُ شيئاً ، إلّا أنّي كنت آكُلُ رغيفاً وبقيتْ منه بقية ، فسألني رجلٌ فأعطيته إيّاه ، فقال

1.البقرة (۲) : ۱۷۷ .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۱ و ۹۲ ، ح ۹۷ و ح ۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۵۰۲ ؛ المصنّف ، ج ۱۱ ، ص ۱۳۲ ، ح ۲۰۱۱۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۵ ، ص ۱۷ ، ح ۴۲۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۸ ، ص ۲۰ . ثواب الأعمال ، ص ۱۴۰ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۸۵ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۳۸۷ .

3.الحُزمة ـ كغرفة ـ والحيزوم : ما استدار بالصدر والظهر والبطن . «مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۴۰» . حُزمه : دسته ، چون دسته اى از كاغذ يا خوشه گندم و غيره [و نيز] پشته و بند چنان كه بندى از هيزم ، بندى از كاغذ و علف و جز آن . «لغت نامه دهخدا نقلاً عن منتهى الإرب» .

4.في المخطوطة : «... عاتق حبل يخرج» والمناسب ما اُثبت.

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 196331
صفحه از 627
پرینت  ارسال به