جبرئيل : إنّ اللّه قد دفع عنه ذلك البلاء بتلك الصدقة وزاد في عمره كذا سنة 1 ، وذلك قوله : « يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَـبِ » » 2 .
۷۴.صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ .
يقول : إذا تصدّقتَ بشيء على الفقراء ، فليكن ذلك سرّاً خالصاً لوجه اللّه ؛ فإنّ الصدقة في السرّ يَدفع عنك عقاب اللّه الذي يَستحقُّه ، و«الغضب» من اللّه : عذابه ، وفي الواحد منا : تَغَيُّرٌ يَقتضي تعذيبا للغير ۳ ، كما أنّ الرحمة فينا رقَّةٌ في القلب يقتضي الإحسان إلى الغير ، والرحمة من اللّه تعالى هو الإحسان .
وقيل : الغضب : إرادة الشرّ والمضرّة بالغير ، وغضَب اللّه : إرادتُه العقاب لمستحقِّه .
وروي : «أنّه تعالى لمّا خلق الجبال قالت الملائكة : إلهنا ، هل خلقتَ أشدّ من الحَجَر؟ قال : نعم ، الحديد ؛ فإنّه يَغلب الحجر . فسألوه عمّا هو أشدّ من الحديد؟ فقال : النار . فسألوه عمّا هو أشدّ من النار؟ قال : الماء . فسألوه عن أشدّ من الماء؟ قال : التُّراب ؛ فإنّه يغلب الماء. فسألوه عن أشدّ منه؟ فقال : الريح . فسألوه عن أشدّ منها؟ قال : عبد يَتَصَدَّق بيمينه صدقةً لا تشعر بها شماله ، هو أشدّ عندي من هذه الأشياء» . ۴
۷۵.صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ . ۵
يقول : إنَّ اللّه يَزيد في عمر مَن يصل رحمه . و«صلة الرحم» : أن يَفعل بأقربائه وذوي أرحامه بما يقدر عليه من البِرِّ والمعروف والزيادة والقيام بأودهم ۶ وإعانتهم على حوادث الدهر بما يمكنه ، حتّى لو لم يقدر على شيء من ذلك لتعهّدهم
1.لم نعثر على الخبر في المجاميع الروائية، ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط).
2.الرعد (۱۳) : ۳۹ .
3.في المخطوطة : «لغير» .
4.لم نعثر على الخبر في المجاميع الروائية ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط).
5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۳ ، ح ۱۰۰ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۲۴ ، ح ۵۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۲۸۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۲۶۱ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۶۸ ، ح ۵۷۶۲ ؛ قرب الإسناد ، ص ۷۶ ، ح ۲۴۴ ؛ معاني الأخبار ، ص ۲۶۴ ، ح ۱ ؛ الدعوات ، ص ۱۲۵ ، ح ۳۰۸ .
6.الأود: الكدّ والتعب، يقال: «قام بأود عائلته» يراد أنّه قام بإعالتها. انظر: لسان العرب، ج ۳، ص ۷۴ (أود).