183
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

۱۸۰.فُضُوحُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ فُضُوحِ الآخِرَةِ . ۱

حثَّ عليه السلام بالخبر الأوّل على تجلية القلب من همّ الرزق ؛ لئلّا يشتغل الخلق بالمقدور يقول : كلّ ما جعله اللّه رزقاً للعبد يصِلُ إليه قبل موتهِ ، ولا يأتيه أجله حتّى يأتيه جمع أرزاقه . ونَسَبُ الطلب إلى الرزق مجاز . ثمّ دعا إلى الاقتصاد والقناعة ، يقول : الدوام على طريق الاقتصاد في المعيشة لا سرفاً ولا تقصيراً خيرٌ من بعض التصرّف في المال من بيع وشراء طلباً للربح . وإنّما لم يقل : «خير من التجارة» ؛ لما روي عنه عليه السلام : «أبوابُ الرزق عشرة : تسعة منها في التجارة ، وواحدٌ في سائر الحِرف» . ۲
وفي هذا الحديث بيان أنّه عليه السلام كان أشفق على اُمّته من الوالد إلى الولد ؛ لأنّ هذا تدبير الآباء للأبناء .
ومعنى الخبر الثالث على وجهين :
أحدهما : محمول على الآخرة إشارة إلى قوله تعالى : « إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ أَمْوَ لَهُم »۳ ؛ أي التاجر الجسور يختار ثواب الآخرة وإن كان نسيئةً ، ويبذلُ نقد أمواله في سبيل اللّه ، وكذلك نفسَه من قوله تعالى : « الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ »۴ الآية .
والوجه الثاني : أنّ التاجر الجبان الذي يحتكر ويظنّ الفضل والربح في إمساكه فهو محرومٌ من سعة الرزق والبركة ، والتاجر الجسور الذي يبيع ويشتري

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۰ ، ح ۲۴۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۸ ، ص ۳۲۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۱۱۸ ، ح ۵۸۹۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۱۹۴ ، ح ۶۱۲۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۵۲ ، ح ۱۶۹۶ .

2.عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۲۶۷ ، ح ۶۸ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۴۲ ، ح ۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۱۰ ، ح ۱۴ (وفي كلّها مع اختلاف يسير) .

3.التوبة (۹) : ۱۱۱ .

4.البقرة (۲) : ۲۶۱ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
182

ثيابه ۱ ، فضَرَبَ بها المثل إعلاماً بأنّهم موضع أمانته التي يأتمنه على أمره .
ومعنى «يد اللّه على الجماعة» حثّ أن تكون مع أهل الحقّ وجماعة [المؤمنين] ؛ فإنّ رحمة اللّه على الجماعة الذين هم أئمّة المؤمنين ؛ فقُربُهم رحمة ، وبُعدهم عقوبة . و«اليد» : النِّعمة والقوّة والتفضّل والرحمة .
ومعنى الخبر الأخير : أنّ استعمال الصمت من الحكمة ، وقلّما يستعملونه ، و«الحُكم» : الحِكمة ؛ قال اللّه تعالى : « وَ ءَاتَيْنَـهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا »۲ .
وروي أنّ لقمان الحكيم رأى داود النبيَّ عليه السلام يَسرِدُ حِلَقَ الدِّرع بعضها في بعضٍ بيده ؛ فإنّه تعالى ألانَ له الحديد ولم يسأله : ما هذا؟ ولم يكن قبل ذلك درع ، وإنّما يتّخذون في الحرب شبه تَنُّور من الحديد ، فلمّا أتمَّ سردها تلبّس وقال : «نِعمَ اللباس ليوم النِّزال»۳ ، فتكلّم لقمان بقريبٍ من هذا الحديث .

۱۷۶.الرِّزْقُ أَشَدُّ طَلَباً لِلْعَبْدِ مِنْ أَجَلِهِ . ۴

۱۷۷.الرِّفْقُ فِي المَعِيشَةِ خَيْرٌ مِنْ بَعْضِ التِّجَارَةِ . ۵

۱۷۸.التَّاجِرُ الجَبَانُ مَحْرُومٌ ، وَالتَّاجِرُ الجَسُورُ مَرْزُوقٌ . ۶

۱۷۹.حُسْنُ المَلَكَةِ نَمَاءٌ ، وَسُوءُ المَلَكَةِ شُؤْمٌ . ۷

1.اُنظر : العين ، ج ۲ ، ص ۲۶۳ ؛ لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۳۳ (عيب) .

2.مريم (۱۹) : ۱۲ .

3.لم نعثر على الخبر في موضع .

4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ، ۲۴۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۴ ، ح ۴۵۲۴ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۱۰۹ ؛ فيض القدير ، ج ۴ ، ص ۷۱ ، ح ۴۵۲۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۲۹ .

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۹ ، ح ۲۴۲ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۸ ، ص ۳۱۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۲۳۴ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۴۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۲ ، ص ۱۸۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۵ ، ح ۴۵۳۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۵۱ ، ح ۵۴۴۵ ، و ص ۵۴ ، ح ۵۴۵۳ .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۹ ، ح ۲۴۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۲۱ ، ح ۳۳۹۵ ؛ كنزالعمّال ، ج ۴ ، ص ۲۰ ، ح ۹۲۹۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ، ح ۹۴۲ . مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۲۹۴ ، ح ۹ (وفيه عن الشهاب) ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۷ ، ص ۱۱۸ و ۱۲۷ .

7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۰ ، ح ۲۴۴ و ۲۴۵ ؛ مسند أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۱۱ ، ح ۵۱۶۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج۳، ص ۱۱۴، ح ۱۵۴۴؛ المعجم الكبير، ج ۵، ص ۱۷، ح۴۲۲. عوالي اللئالي، ج ۱، ص ۲۷۲، ح ۸۸ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۲ ، ص ۳۳ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۴ ، ص ۲۶۲ ، ح ۱۶۶۵۶ (مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة) .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 198931
صفحه از 627
پرینت  ارسال به