213
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

۲۳۹.القُضَاةُ ثَلَاثَةٌ : قَاضِيَانِ فِي النَّارِ وَقَاضٍ فِي الجَنَّةِ . ۱

روي أنّ دعاء صنفين من الناس مُستجابٌ لا محالة مؤمناً كان أو كافراً ؛ دعاء المظلوم ، ودعاء المضطرّ ؛ لأنّ اللّه قال : « أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ... » 2 ، وقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «دعوة المظلوم مستجابة» .
و«الفاجر» في الخبر هو الكافر ؛ كقوله : « أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ » 3 .
فإن قيل : أليس يقول اللّه : « وَ مَا دُعَآءُ الْكَـفِرِينَ إِلَا فِى ضَلَـلٍ » 4 فكيف يُقال دعاء المظلوم مستجاب وإن كان كافراً؟
قلنا: الآية التي تلوتنا هي دعاء الكفّار في نار جهنّم في دار الجزاء ، وهناك لا تقبل التوبة، ولا تُرحم العبرة، ولا تُجاب الدعوة؛ والخبر الذي نتكلّم عليه في دار الدُّنيا.
ثمّ قال : إنّ اللّه يستجيب ثلاثةَ أدعيةٍ البتّة لا مجال للشكّ 5 فيها : أحدها دعاء مَنْ ظُلِمَ ولا ناصر له إلّا اللّه فهو الذي يُخاف على ندائه ويُرجى استجابة دعائه ، والثاني دعاء الغريب الذي سافر من وطنه في طاعةٍ أو مباحٍ يُقاسي الأهوال والأقطار ، فدعاؤه أيضاً مُستجاب في خاصّ نفسه ولإخوانه المؤمنين ؛ لأنّ اللّه بالمسافر رحيم . وأمّا الوالد فهو أحقّ بالحُرمة من الوالدة ، ومن كانت حرمته عليك أعظم كان دعاؤه لك أرجى إجابة .
وبيان الخبر الأخير في تمامه وهو : «الذي في الجنّة ؛ فرجل عرف الحقّ وقضى به ، وأمّا

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ، ح ۳۱۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۹۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۶ و ص ۱۱۷ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۷۶ ، ح ۲۳۱۵ (مع اختلاف يسير فيه) . الخلاف للطوسي ، ج ۶ ، ص ۲۰۸ ؛ المبسوط للطوسي ، ج ۸ ، ص ۸۳ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۲ ، ص ۳۴۲ ، ح ۴ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۵۳۱ ، ح ۱۸۸۹ (مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة ، وفي الأخير عن الإمام علي عليه السلام ) .

2.النمل (۲۷) : ۶۲ .

3.عبس (۸۰) : ۴۲ .

4.الرعد (۱۳) : ۱۴ .

5.في المخطوطة : «لا محال الشكّ».


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
212

عليها . وتحقيقه الحثّ على المواظبة على الطاعة طول العمر ؛ فإنّه السعادة التي لا شقاء معها ، والبشارة لمن هذه حاله . ۱
ومن علامات الشقاء إيثار الفناء على البقاء ، وعلامة ذلك أن يبقى الإنسان فاجراً إلى وقتٍ لا تُقبَل التوبة فيه ، ومن أدركه القيامة وهو حيٌّ أيضاً من الأشقياء ؛ فإنّ ذلك أيضاً علامة الشقاء .
والمشاقاة في اللغة : المعاناة والمقاساة .
وأراد بالخبر الأخير أنّ شدّة العذاب لمن جمع مالاً من حِلٍّ وحرامٍ ولم ينتفع به لنفسه ، [ فـ ]يكون عليه خسرانه وأورثته رجحانه . ۲
و«الويل» في اللغة كلمة يَستعملها القائل ۳ لكلّ واقع في هلكة ، وقيل : الويل وادٍ في جهنّم ۴ .

۲۳۷.دَعْوَةُ المَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ ، وَإنْ كَانَ فَاجِراً فَفُجُورُهُ عَلى نَفْسِهِ . ۵

۲۳۸.ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ المَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلى وَلَدِهِ . ۶

1.في المخطوطة : «حاللّه » .

2.كذا في المخطوطة .

3.في المخطوطة : «القاتل» فصحّحناه قياسا.

4.اُنظر : العين ، ج ۸ ، ص ۳۶۶ ؛ لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۷۳۷ (ويل) .

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۸ ، ح ۳۱۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۳۳ (وفيه إلى قوله : مستجابة) ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۶۷ ؛ مسند أبي داود ، ص ۳۰۶ ؛ المصنّف ، ج ۷ ، ص ۵۹ ، ح ۵ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۹ ، ح ۱ ؛ تحف العقول ، ص ۳۱۵ (وفيهما إلى قوله : مستجابة) ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۳۱۱ ، ح ۶۲۸ (معه اختلاف يسير فيه) .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۸ ، ح ۳۱۶ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۱۰۶ ، ح ۲۲۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۵۸ و ۳۴۸ و ۵۱۷ و ۵۲۳ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۴۳ ، ح ۱۵۳۶ . فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ۱۴۳ ، ح ۱۵۷ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۳۰ ، ح ۵۹ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۹۳ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۲۷۵ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 199733
صفحه از 627
پرینت  ارسال به