219
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

عن شتم المسلم والوقوع في عِرضه حاضراً كان أو غائباً ، حيّاً أو ميّتاً .
وروي : «البادي أظلم»۱ .
و«الفَرَطُ والفارِط» هو الذي يسبق إلى الماء فيستقي لهم ويجمع في الحياض حتّى يردوا فيشربوا ، وفَرَطَ يفرُط : تقدّم كأنّه قال : أنا أوّلكم قدوماً على الحوض . و«الفَرْط» مصدر وصف للمبالغة كالعدل والعادِل ، وهو الخبر بشارة منه عليه السلام لاُمّته ، يقول : أنا تَقَدُّمكم إلى الحوض المسمّى الكوثر ، واُهيّئ هناك الأسباب لأجلكم ، يُقال : «فرطتَ القوم» إذا تَقَدَّمتَهم ، و«الحوض» في اللغة : مجتمع الماء .
وفي هذا الخبر إثبات الحوض له عليه السلام في القيامة ، وماؤه من الكوثر ، والكوثر نهرٌ في الجنّة وهو للصائمين .
ثمّ حثَّ على تعهّد الأيتام وقال : مَنْ أصلح حال يتيم تقرّباً للّه فهو في الجنّة جاري ، وداره متّصلة بداري .
يُريد : إنّ الذي يَكْفُل لتربية يتيم ، وأحسَنَ مراعاته لأجل رضا اللّه وطلب رحمته ، يكون غداً معي في الجنّة ، ويكون قربه منّي بمنزلة قرب المسبِّحة من الوسطى .
وسمعت بعض المشيخة يقدح في لفظة «السبّابة» التي أوردها القُضاعي أو قَبْله أحدٌ من الرواة ، وقال : إنّه غفل عن أنّ هذه اللفظة تُستعمل في موضع الذمّ ، فكأنّه من حقّه أن يُقال : «فأشار بالمسبّحة والوسطى» ؛ لأنّه موضع المدح ، وهذه كلمة المدح .
ومعنى الخبر الأخير تهديدٌ وزجرٌ وتخويف يريد : أنا المخوِّف كلَّ مكلّف يعصي اللّه بالخزي العظيم والعذاب الأليم ، والموت يُغِير على الأحياء حتّى لا يبقى لا ذكراً ولا اُنثى ولا صغيراً ولا كبيراً . وموضع وعدِ اللّه للمؤمنين بالثواب ووعيده للكفّار بالعقاب القيامة ، و«النذير» : فعيل بمعنى مُفْعِل ، و«الساعة» ـ معرفةً ـ : يوم القيامة ، و«المَوعِد» : موضع التواعد .

1.تحف العقول ، ص ۴۱۲ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۴ ، ص ۵۷ ، ح ۲۰۳ ؛ بحارالأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۲۹۵ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
218

والثانية : لزوم الاقتصاد سواء كان غنيّاً أو فقيراً .
والثالثة : الثبات على أحكام الحقّ في طرفي رضاه وغضبه .

۲۴۷.المُسْتَبّانِ مَا قَالَا فَهُوَ عَلَى البَادِئِ مَا لَمْ ۱ يَعْتَدِ المَظْلُومُ . ۲

۲۴۸.أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ . ۳

۲۴۹.أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الجَنَّةِ ـ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسطى ـ . ۴

۲۵۰.أَنَا النَّذِيرُ ، وَالْمَوْتُ الْمُغِيرُ ، وَالسَّاعَةُ المَوْعِدُ . ۵

وروي : «المُسْتَبّانِ ما قالا ، فهو على البادئ حتّى يعتدي المظلوم»۶ ؛ يعني : إثم السبِّ ولَومه على من ابتدأ به ما لم يجاوز المسبوب في جوابه عن حدّ الشرع وطريقته ، فحينئذٍ دخل في درجة الظالمين ، فمآل ذلك إذا قال رجلٌ لغيره : «يا كافر فيُجيبه ويقول : «أنت ذلك» ، فالذمّ والتعزير هاهنا عن الأوّل ، وإذا قال له : «يا زاني» فيُجيبه ويقول : «أنت الزاني» فكلاهما يُعزّر ويُؤدَّب ويُعاتَب ويُعاقَب . وفي هذا الخبر نهيٌ

1.في مسند الشهاب : «حتّى» بدل «مالم» .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۶ ، ح ۳۲۸ و ۳۲۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۵۴ ، ح ۴۸۹۴ . تحف العقول ، ص ۴۱۲ (وفيه عن الإمام الصادق عليه السلام ) ؛ بحارالأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۲۹۴ (رواه فيه عن صحيح مسلم) ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۹ ، ص ۱۳۸ ، ح ۱۰۴۸۱ (رواه فيه عن تفسير أبي الفتوح ، مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة) .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ ، ح ۳۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۵۷ و ۳۸۴ و ۴۰۷ ومواضع اُخرى ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۲۰۶ و ۲۰۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۸۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۶۵ و ۶۸ . الغارات ، ج ۲ ، ص ۹۱۱ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۲۶۹ ، ح ۳۸ ؛ الإفصاح للمفيد ، ص ۵۱ ؛ الطرائف ، ص ۱۱۷ ، ح ۱۷۹ .

4.مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ ، ح ۳۳۱ و ح ۳۳۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۳۳ و ۳۷۵ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۰۸ ، ح ۵۱۵۰ ؛ الاستيعاب ، ج ۳ ، ص ۱۳۸۲ ، ح ۲۳۵۸ . الصراط المستقيم ، ص ۳۳۶ ؛ التحفة السنيّة ، ص ۳۲۰ ؛ بحارالأنوار ، ج ۳۵ ، ص ۱۱۷ ، ذيل ح ۵۸ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۲ ، ص ۴۷۴ ، ح ۲۴۹۹ .

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۸ ، ح ۳۳۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۱ ، ص ۱۰ ، ح ۶۱۴۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۳۴ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۴ ، ص ۱۰۴ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۸ ، ح ۴۳۷۵۰ . المجازات النبويّة ، ص ۱۸۴ ، ح ۱۴۴ .

6.مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۱۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۲۳۵ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۷۵ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 199513
صفحه از 627
پرینت  ارسال به