[و] مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ . ۱
يقول: إنّ إكرام الضيف والجار والسكوت عن الباطل واللغو ثمرة الإيمان باللّه والتصديق بالبعث والنشور، وإكرام الضيف هو أن يُكرمه ويُتحفه ويخصّه ويحفظه يوماً وليلةً ويراعي أحواله، والضيافة ثلاثة أيّامٍ ، وما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه .
وقيل : معناه أنّه يتكلّف له إذا نزل الضيف عنده بما اتّسع له من برٍّ وألطاف ، وفي اليومين الآخرين يقدِّم له ما حضر ، فإذا مضى الثالث فقد مضى حقّه ، فإن زادَ عليها استوجب أجر الصدقة . وأقصى الجوار أربعون داراً من كلّ جانب ، وأدناه أربعون ذراعاً ، ويستحقّ الجار منك البذل والشفقة والنصيحة والاهتمام والاُمور اللائقة .
وقيل : السكوت يكون عن الجواب ، و«الصمت» ما يكون على الابتداء ، وهو إذا أراد الخوض في باطلٍ يمسك عنه . وروي : «مَن صَمَتَ يَجتمع إليه لُبُّه» . ۲
۳۳۲.مَنْ نَصَرَ أَخَاهُ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نَصَرَهُ اللّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . ۳
۳۳۳.مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ سَتَرَ عَلى أَخِيهِ سَتَرَهُ اللّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَاللّهُ فِي عَونِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ . ۴
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۶ ـ ۲۸۸ ، ح ۴۶۷ ـ ۴۷۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۷۴ و ۲۶۷ و ۴۳۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۷۹ و ۱۸۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۹ . الفضائل لابن شاذان ، ص ۱۵۳ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۳۵ ؛ بحارالأنوار ، ج ۸ ، ص ۱۴۴ ؛ مدينة المعاجز ، ج ۲ ، ص ۳۵۹ .
2.كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا ، ص ۵۰ (مع اختلاف يسير) ، وهو قول : وهيب بن الورد .
3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۸ و ۲۸۹ ، ح ۴۷۳ ـ ۴۷۵ ؛ السنن الكبرى ، ج ۸ ، ص ۱۶۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۵۰ ، ح ۹۰۶۲ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۴۱۶ ، ح ۷۲۲۰ .
4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ و ۲۹۱ ، ح ۴۷۶ ـ ۴۷۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۰۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۳۰۹ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۳ ، ح ۱۲۷ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۱۵ ؛ روضة العقلاء ، ص ۲۴۶ . ثواب الأعمال ، ص ۲۸۹ ؛ أعلام الدين ، ص ۴۲۱ (مع الاختلاف فيهما) ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۳۴۴ ، ح ۲۱۷۱۸ (وفيه عن ثواب الأعمال) ؛ بحارالأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۳۶۸ .