والمعنى من راءى بعمله وسمّع الناس بما يعمل في الخلوة ليكرّمونه ويعظّمونه ، شَهَرهُ اللّه يوم القيامة وفضحه حتّى يراه الناس وسمعوا ما يحلّ به من الفضيحة ؛ لما كان منه في الدُّنيا من حبّ الشهوة والسمعة ، وما كان فعل ذلك إلّا رياءً وسمعةً ؛ أي ليراه الناس ويسمعوهُ ، والأسامع جمع أسمُع وهي جمع سَمع ؛ يعني : من نوّه بعمله رياءً وسمعةً ، نوّه اللّه بريائه وتسميعه ، وقَرَعَ به أسماع خلقه ، فتعارفوه واشتهروه بذلك فيفتضح ، وإذ روى سامع بالنصب لكان المعنى : سمّع اللّه به كلّ من يكون له سمعٌ له من خلقه .
وقيل : أي يُظهِر اللّه للناس سريرته الخبيثة ، ويملاُ أسماعهم في الدُّنيا ، ويفضحه في الآخرة .
وأمّا الخبر الأخير ، فمعناه : مَن عمل على غير إخلاص ، وإنّما يُريد الدُّنيا والتعظيم عند الخلق ، يجازيه اللّه على حسب نيّته في عمله ؛ وهو يُبعده من خير الدُّنيا ، ويؤيسه من خير الآخرة .
۳۳۸.مَنْ اُولِيَ مَعرُوفاً فَلَمْ يَجِدْ جَزَاءً إِلَا الثَّنَاءَ فَقَدْ شَكَرَهُ ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ . ۱
۳۳۹.مَنْ اُولِيَ مَعْرُوفاً فَلْيُكَافِئْ بِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ ، فَإِنْ ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ . ۲
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ، ح ۴۸۵ و ۴۸۶ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۵۵ ، ح ۲۱۵ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۹ ، ح ۴۸۱۳ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۱۸۲ (مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة) ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ ، ح ۲۱۱ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۸ ، ص ۲۰۴ ؛ فضيلة الشكر للّه للسماوي ، ص ۶۵ ، ح ۸۸ . مستدرك الوسائل ، ج ۵ ، ص ۲۹۶ ، ح ۵۹۰۵ (وفيه مع اختلاف يسير) .
2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۵ ، ح ۴۸۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۹۰ ؛ الحلية ، ج ۳ ، ص ۳۸۰ ؛ مسند إبن راهويه ، ج ۲ ، ص ۲۶۸ ، ح ۷۷۴ ؛ قضاء الحوائج ابن أبي الدنيا ، ص ۶۶ ، ح ۷۹ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۱۱۱ ، ح ۳۶۶ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۷ ، ح ۷۶۱۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۳ ، ص ۳۰۲ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۴۶۵ ، ح ۱۶۵۶۹ . مستدرك الوسائل ، ج ۱۲ ، ص ۳۵۵ ، ح ۱۴۲۷۷ (وفيه مع اختلاف يسير) .