259
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

۳۴۰.مَنْ أَوْلى رَجُلاً مِنْ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ مَعْرُوفاً فِي الدُّنْيَا ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُكَافِئَهُ كَافَأْتُهُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ . ۱

أَمَرَ عليه السلام أوّلاً اُمّته بالثناء على من أتى إليهم معروفاً عند تعذّر إمكان المكافأة بالفعل وغيره .
وروي عن النبيّ عليه السلام : «والثناء هو أن يقول : جزاك اللّه خيراً ؛ فإذا فعل ذلك فقد أبلغ في الثناء» 2 ، ومَن كتمه أي هذا الذي ذكرنا موقوعاً عن رسول اللّه فقد كفر ، يعني ستر حقّه على نفسه من القيام على موجب المكافأة والهديَّة يقتضي الثواب .
ومَن اُولي أي اُعطي معروفاً أي هديّةً وهو اسم الإحسان فليكافئ به إن كان يَعلم غرض المُهدى إليه وحسب حالهِ ؛ لأنّ إهداء الهدية على منازل ومراتب ، فإن لم يستطع أي لم يقدر على المكافأة فليذكره أي ليَدْعُ ربّه .
وقيل : إنّ تخيَّر عنده وعند غيره ، فإنّ ذِكره عند الناس شكره ؛ يعني : إنّ ذكر النعمة هو أداء لشكره ، وأراد ببني عبد المطّلب كلّ من كان من نسل جدّه عبد المطّلب وإن نزلوا ؛ يعني : مَن أحسن إلى قراباتي إحساناً ولم يكافئوه لعجزهم ، فأنا المكافئ له .
وروى الشيخ أبو بكر محمّد بن موسى بن الفرج الدربندي في كتاب تحفة باب الأبواب وشرح الشهاب 3 هاهنا عن النبيّ عليه السلام أنّه قال : «نحن ولد عبد المطّلب سادة أهل

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ ، ح ۴۸۸ ؛ الحلية ، ج ۱۰ ، ص ۳۶۶ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۱۰۳ ؛ علل الحديث لابن أبي حاتم ، ج ۲ ، ص ۳۷۳ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۲ ، ص ۴۲ ، ح ۳۳۹۱۳ . الدرّ النظيم للعاملي ، ص ۴۰ .

2.راجع : مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۸۲ ؛ المصنّف ، ج ۲ ، ص ۲۱۶ ؛ مسند الحميدي ، ص ۴۹۰ .

3.ذكره المؤلف هنا بعنوان «الدربندي» وايضا ذكره ذيل رواية ۵۸۷ بعنوان «الباب الأبوابي» . وباب الأبواب ويقال له «الباب» غير مضاف ، وهو الدربند في شروان وشرح البابي على الشهاب موجود في مكتبة جامعة برنستون بنيوجرسي في أمريكية . ومخطوطة منه في دارالكتب في القاهرة . راجع : الفهرس الشامل للتراث العربي الاسلامي المخطوط ، قسم الحديث ، الجزء الثاني ، ص ۹۹۳ ، الرقم ۴۳۹ ؛ تاريخ التراث العربي ، ج ۲ ، ص ۸ ، ۲۱۸۸۴ ب ؛ جامع الشروح والحواشي ، لعبد اللّه محمّد الحبشي ، ج ۲ ، ص ۱۱۲۹ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
258

والمعنى من راءى بعمله وسمّع الناس بما يعمل في الخلوة ليكرّمونه ويعظّمونه ، شَهَرهُ اللّه يوم القيامة وفضحه حتّى يراه الناس وسمعوا ما يحلّ به من الفضيحة ؛ لما كان منه في الدُّنيا من حبّ الشهوة والسمعة ، وما كان فعل ذلك إلّا رياءً وسمعةً ؛ أي ليراه الناس ويسمعوهُ ، والأسامع جمع أسمُع وهي جمع سَمع ؛ يعني : من نوّه بعمله رياءً وسمعةً ، نوّه اللّه بريائه وتسميعه ، وقَرَعَ به أسماع خلقه ، فتعارفوه واشتهروه بذلك فيفتضح ، وإذ روى سامع بالنصب لكان المعنى : سمّع اللّه به كلّ من يكون له سمعٌ له من خلقه .
وقيل : أي يُظهِر اللّه للناس سريرته الخبيثة ، ويملاُ أسماعهم في الدُّنيا ، ويفضحه في الآخرة .
وأمّا الخبر الأخير ، فمعناه : مَن عمل على غير إخلاص ، وإنّما يُريد الدُّنيا والتعظيم عند الخلق ، يجازيه اللّه على حسب نيّته في عمله ؛ وهو يُبعده من خير الدُّنيا ، ويؤيسه من خير الآخرة .

۳۳۸.مَنْ اُولِيَ مَعرُوفاً فَلَمْ يَجِدْ جَزَاءً إِلَا الثَّنَاءَ فَقَدْ شَكَرَهُ ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ . ۱

۳۳۹.مَنْ اُولِيَ مَعْرُوفاً فَلْيُكَافِئْ بِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ ، فَإِنْ ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ . ۲

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ، ح ۴۸۵ و ۴۸۶ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۵۵ ، ح ۲۱۵ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۹ ، ح ۴۸۱۳ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۱۸۲ (مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة) ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ ، ح ۲۱۱ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۸ ، ص ۲۰۴ ؛ فضيلة الشكر للّه للسماوي ، ص ۶۵ ، ح ۸۸ . مستدرك الوسائل ، ج ۵ ، ص ۲۹۶ ، ح ۵۹۰۵ (وفيه مع اختلاف يسير) .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۵ ، ح ۴۸۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۹۰ ؛ الحلية ، ج ۳ ، ص ۳۸۰ ؛ مسند إبن راهويه ، ج ۲ ، ص ۲۶۸ ، ح ۷۷۴ ؛ قضاء الحوائج ابن أبي الدنيا ، ص ۶۶ ، ح ۷۹ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۱۱۱ ، ح ۳۶۶ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۷ ، ح ۷۶۱۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۳ ، ص ۳۰۲ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۴۶۵ ، ح ۱۶۵۶۹ . مستدرك الوسائل ، ج ۱۲ ، ص ۳۵۵ ، ح ۱۴۲۷۷ (وفيه مع اختلاف يسير) .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 200032
صفحه از 627
پرینت  ارسال به