و«الجِذع» : الخشبة التي توضع على السطح كجذع النخلة . ۱
يريد بالخبر رجلاً يعيب الفسّاق وهو أخبث منهم قولاً وعملاً .
وقوله : «كبرت خيانة» ، يجوز الرفع في الخيانة على الفاعلية ، والنصب أقوى عربيةً وسماعاً ، وفيه معنى التعجّب كأنّه قال : ما أكبرها خيانةً ، كقوله تعالى « كَبُرَتْ »۲ خيانة ، وإن تحدِّث في موضع الصفة للخيانة يفيد استعظاماً لاجترائهم على ذلك ؛ أي : عظمت الخيانة خيانة أن يظنّ المسلمون بك خيراً وأنت شرّير ، وما أكبرها من خيانة تحدّثك كاذباً لمؤمن بحديث يصدّقك فيه .
نبّه عليه السلام أن لا يَعتاد المسلم هذا الفعل المكروه . والخيانة تنقص وتدخل في القول كما يدخل في الفعل ، وصاحبها مأخوذٌ بها .
وقيل : «أن تحدّث أخاك» مبتدأ وما قبله خبر ، وقيل : بدل من الفاعل المضمر في كبرت .
۳۹۹.كأنّ الحَقَّ فِيهَا عَلى غَيْرِنَا وَجَبَ ، وَكَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلى غَيْرِنَا كُتِبَ ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ نُشَيِّعُ مِنَ الْأمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا عَائِدُونَ ، نُبَوِّؤُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ ، قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ . ۳
1.اُنظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۴۵ (جذع) .
2.الكهف (۱۸) : ۵ . وتمام الآية مع الآية السابقة هكذا : «وَ يُنذِرَ الَّذِينَ قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَ لَا لِأَبَآئِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَ هِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَا كَذِبًا» .
3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۸ ، ح ۶۱۳ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۲۵ ، ح ۴۴۱۵۰ ؛ تذكرة الموضوعات للفتني ، ص ۲۰۰ ؛ كتاب المجروحين ، لابن حبّان ، ج ۱ ، ص ۹۷ ؛ الموضوعات لابن الجوزي ، ج ۳ ، ص ۱۷۸ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ۲ ، ص ۱۰۰ . تفسير القمي ، ج ۲ ، ص ۷۰ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ۳ ، ص ۴۲۸ ، ح ۶۶ ؛ أعلام الدين في صفات المؤمنين ، ص ۳۳۱ .