مَا عَسى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا . ۱
۴۹۵.اُوصِيكَ بِتَقْوَى اللّهِ ؛ فَإِنَّهُ رَأْسُ أَمْرِكَ . ۲
يقول : أبدلوا شفقتكم وعونكم على هؤلاء الثلاثة ؛ لأنّهم جميعاً في هوانٍ ؛ لأنّ الفقر بعد الغنى يُعدُّ مِنَ المذلّة ، وكذا العزل من العزّ ، وكذلك العالم الذي يُستخفّ به ، ولا يَستخفّ باُولي العلم إلّا أحمق أو جاهل ، و «الأحمق» هو من يهدي ولا يدري أنّه يهدي . ۳
ثمّ قال : كلوا العشاء ، ولا يُقتصر على الغداء فقط ؛ لأنّ الأكلة الواحدة وهي التغدّي يضعّف الناس فيصير من يترك العشاء هَرِماً لا لكبر سنّه ، فأَمَرَهم بتناول الطعام مرّتين ؛ ليتقوّوا بذلك على العبادة وعلى قيام الليل . وقيل في تأويله : إنّ القوم يخفّفون من المطعم ، والمتغدّي منهم الغداء لا يبلغ الشبع أيضاً ، ومن كان غذاؤه هكذا احتاج إلى العشاء وأضرَّ به تركه وهرَّمه ، فلذلك أمرهم بالتعشّي ، و«الحشف» : رَديء من التمر ، و«الغداء» : طعام الغداة . و«العَشاء» : طعام الليل ، والعِشاء بكسر [العين] القرب من ابتداء وقت العصر إلى نصف الليل ، ونحو ذلك قولهم : «ترك العَشاء يورث العَشى» ثمَّ كَنَوا ۴ عن هذا فقالوا : ترك الممدود يورث المقصور .
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۰ ، ح ۷۳۹ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۲۸۰ ، ح ۱۳۵۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۴۳ ، ح ۲۰۶۵ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۱۱۳ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۳۴۱ ، ح ۱۴۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۷ ، ص ۲۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۵۷ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۱۳ ؛ و ج ۶ ، ص ۲۰۱ . نهج البلاغة ، ج ۴ ، ص ۶۴ ، الحكمة ۲۶۸ ؛ تحف العقول ، ص ۲۰۱؛ الأمالي للطوسي ، ص ۳۶۴ ، ح ۷۶۷ (وفي الثلاثة الأخيرة عن الإمام عليّ عليه السلام ) ؛ و ص ۶۲۲ ، ح ۲۱ ؛ كنزالفوائد ، ص ۲۶۵ .
2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۱ ، ح ۷۴۰ ؛ تفسير إبن كثير ، ج ۱ ، ص ۶۰۰ ؛ تفسير الثعالبي ، ج ۵ ، ص ۵۷۹ . الأمالي للطوسي ، ص ۵۴۱ ، ح ۲ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۹۴ ؛ أعلام الدين ، ص ۲۰۶ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۷۳ .
3.و يحتمل أنّه: «يُهدى ولا يدري أنّه يهدى» أيضا .
4.في المخطوطة : «تركنوا» بدل «ثم كَنَوا» .