343
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

۵۰۰.اِحْفَظِ اللّهِ يَحْفَظْكَ ، اِحْفَظِ اللّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ، تَعَرَّفْ إِلَى اللّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ . ۱

يعني : إنّ اللّه وضع عن هذه الاُمّة الرهبانية ، وهي الإصر الذي كان على مَن قبلنا ؛ يريد فعل الترهّب ولزوم الصوامع والبِيَع ، وأَمَرَ مكانها بالجهاد مع الكفّار وسمّاه سنام العمل . ۲
ثمّ قال : لا تقل في الناس سوءاً ، ولا تعيّبوهم به ، وأنت تعرف ذلك القبيح من نفسك باطناً .

لا تنهَ عن خُلق وتأتي مثلهعارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ۳
ثمّ أمر بالسكوت إلّا من ذكر اللّه ؛ فإنّ إبليس يُطرَد بالسكوت وبذكر اللّه ، وذلك إشارة إلى مصدر «اخزن» أو إلى «ذكر اللّه » الذي تدلّ عليه «إلّا من خيرٍ» ؛ لأنّ خير اللِّسان في ذكر اللّه ، وهذا أولى من السكوت ؛ فإنّ الشيطان يُغلَب بها .
وروي : «إذا ذَكَرَ اللّهَ العبدُ خنس عنه الشيطان»۴ ؛ أي تأخّر .
ثمّ بيّن أنّ المقصود من تلاوة القرآن هو العمل بأحكامه ، وأنّ الأهمّ تدبّره ؛ يعني : من لم ينهه القرآن عن المحرّمات ولم تؤثّر قراءته في اجتنابه عنها ، يكون كمن لم يقرأه أصلاً ونبذه وراء ظهره ؛ لفقدان تأثيره .
ثمّ أمر بأداء الأمانة إلى أهلها وترك الخيانة فيها ؛ يقول : لا تقابل أحداً من خيانته وغشّه معك ، فإذا كان عليه أجر شيء فذهب به [و] وقع له عندك ، فلك أن

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۴ ، ح ۷۴۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۰۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۵۴۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۱۰۰ ، الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۲ ، ح ۵۹۰۰ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۳۶۷ ، ح ۲۸۴ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۳۶ ، ح ۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۷ ، ص ۴۲ ، ح ۸۶۶۹ .

2.قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الجهاد في سبيل اللّه سنام العمل . راجع : مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۸۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۰۵ ، ح ۱۷۰۹ ؛ عمدة القاري ، ج ۱ ، ص ۱۸۷ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۱۰ ، ص ۴۵۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۲۱ ، ح ۵۱۸۷ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۲۷۸ ، ح ۱۳۷۲ . مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۱۶۲ ، ح ۷۹۲۷ .

3.راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۷۴ ؛ شرح الرضي على الكافية ، ص ۷۵ ؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۴۷ .

4.راجع : التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۱۸ ، ص ۳۰۷ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۲۰ ، ص ۲۶۲ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
342

ثمّ قال : اُوصيك ـ أيّها المخاطب ـ بالتقوى ؛ لأنّها تحجز صاحبها عن المعاصي ، وأنّ تقوى اللّه رأس أمر الشريعة كلّ طاعةٍ وعبادةٍ للّه ، فتقوى العبدِ منه تعالى رأسها ، ولا يتمّ شيء ممّا يتقرّب به المرء إلى اللّه إلّا بالتقوى .
والصحيح أنّ ما بعده متّصل به .

۴۹۶.وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ ؛ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ اُمَّتِي ، وَلْيَرُدَّكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْرِفُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَاخْزُنْ لِسَانَكَ إِلَا مِنْ خَيْرٍ ؛ فَإِنَّ ۱ بِذلِكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ . ۲

۴۹۷.اِقْرَأِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ ، فَإِذَا لَمْ يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَأُهُ . ۳

۴۹۸.أَدِّ الْأمَانَةَ إِلى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ . ۴

۴۹۹.أَعْطُوا الْأجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ . ۵

1.في مسند الشهاب : «فإنّك» .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۱ ، ح ۷۴۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۸۲ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۲ ، ص ۷۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲ ، ص ۱۵۷ ؛ تخريج الأحاديث والآثار ، ج ۲ ، ص ۳۹۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۳ ، ص ۲۷۶ . الأمالي للطوسي ، ص ۵۴۱ ، ح ۲ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۷۳ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۹۴ (وفي كلّها غير الأوّل إلى قوله : «اُمّتي») .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ ، ح ۷۴۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۸۴ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۲ ، ص ۲۸۲ ، ح ۱۳۴۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۹۸ ، ح ۱۳۳۳ ؛ و ج ۲ ، ص ۹ ، ح ۴۴۰۹ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۳ ، ص ۴۱۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۶۰۶ ، ح ۲۷۷۶ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۱۹۱ ، ح ۲۹۰۰۴ . نهج السعادة ، ج ۸ ، ص ۴۰۷ (مع اختلاف يسير فيه) .

4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ و ۴۳۳ ، ح ۷۴۲ و ۷۴۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۱۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۵۰ ، ح ۳۵۳۵ . التهذيب ، ج ۶ ، ص ۳۴۸ ، ح ۹۸۱ ؛ الاستبصار ، ج ۳ ، ص ۵۳ ، ح ۱۷۲ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۴۸۸ ؛ تحف العقول ، ص ۳۶۷ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۲۲۳ ، ح ۱۰۵ .

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۳ ، ح ۷۴۴ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۱۲۰ و ۱۲۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۹۷ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۲ ، ص ۳۵ ، ح ۶۶۸۲ (وفيه مع اختلاف يسير) . الخلاف للطوسي ، ج ۳ ، ص ۴۸۶ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۳ ، ص ۲۵۳ ، ح ۱ ؛ صحيفة الرضا عليه السلام ، ص ۲۷۵ ، ح ۱۹ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 199747
صفحه از 627
پرینت  ارسال به