351
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

الوجوه كما يكون على الأعمال ، وقال : إذا تمنّيتم فتمنّوا الخير تثابوا لا الشرّ فتعاقبوا .
وروي «أنّ كلّ ذنب بين العبد والربّ لا يكتب عليه إثم ما يتمنّى ، وما بين العبد والخلق يكتب»۱ .
وقيل : المراد : لا يتمنّى الرَّجُل مال أخيه ولا امرأته ولا جاهه ولا دابّته ولا خادمه ، فيكتب عليه وزر ذلك ؛ بدليل قوله تعالى : «يَـالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِىَ قَارُونُ»۲ إلى قوله «وَ أَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ»۳ ، ولكن ليقل : «اللّهمّ ارزقني مثله» ؛ وذلك قوله و «سْـألُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ»۴ .

1.لم نعثر عليه في موضع .

2.القصص (۲۸) : ۷۹ .

3.القصص (۲۸) : ۸۲ .

4.النساء (۴) : ۳۲ . قرأ الكسائي وابن كثير «وسَلوا اللّه من فضله» بغير همزة في جميع القرآن ، والباقون بالهمز : «واسألوا اللّه » ، وأصله بالهمز إلّا أنّه حذفت الهمزة للتخفيف ، واللّه أعلم . اُنظر : تفسير القرطبي ، ج ۵ ، ص ۱۶۵ ؛ تفسير البغوي ، ج ۱ ، ص ۴۲۱ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۴۶ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
350

ومعنى الخبر الثالث : حثّ على الكرم ومحاسن الأخلاق ؛ فإنّ مَن باع شيئا ، فإذا وَزنَه للتسليم إلى المشتري وأرجح ، فمقدار الرُّجحان هبة منه . وقال عليه السلام ـ وقد باع شيئا من آخر ـ : «زن بأوزان وأرجح»۱ . وفيه دليل على جواز هبة المشاع ؛ لأنَّ مقدار الرجحان هبة غير متميّزة من جملة الثمن ، وفيه دليل على جواز اُجرة القَسّام والوَزّان والكيّال .
ثمّ قال : إذا أتاكم سيّد قوم أو زائر فأكرموا كلّ واحدٍ منهما ؛ فأكرموا السيّد أن تقوموا ۲ بين يديه وأن تعظِّموه قولاً وفِعلاً ، وإكرام الزائر بحسن البشر وطلاقة الوجه و الإلطاف وخدمته .
ثمّ قال : إذا غلب عليك سورة الغضب فلا تتكلّم ۳ ؛ فإنّ كلّ ما تقوله في تلك الحالة لا يكون صوابا ، وإذا لزمت السكوت ذهب عندك عزّة النفس ، وسلمت من شرّ غضبك ، والغضب : تَغَيُّرٌ يلحق الإنسان عند ما يخالف في شيء بهواه ، فيحمله الكبر عليه .
ثمّ حثّ على التآلُف والتودّد ؛ لأنّك إذا أخبرت عن نفسك بمحبّة للغير فقد اشتملت قلبه بذلك ، واجتلبت به ودّه ؛ وإذا لم يعلم أنّك تحبّه فإن نصحتَه لم يؤمن أن يسيء ظنّه فلا يقبل قولك ، فيجرّ عداوةً .
ثمّ قال : إذا كان بينكم ـ أيّها المسلمون ـ إمام قد بويع له وكان حقّا وحيّا فاقتلوا ۴ الخارج عليه ؛ وقد كان رسول اللّه أخذ البيعة لعليّ يوم الغدير ، وبويع بعد عثمان أيضا ، فالمأخوذ له البيعة بعد ذلك كان للمسلمين وعلى المسلمين مقاتلته ، كما فعلوه بصفّين وإن لم يتمّوا .
ثمّ نبَّه أخيرا على أنّ الجزاء يكون على التمنّي ، وهو حديث النفس على بعض

1.لم نعثر عليه في موضع .

2.في المخطوطة : «يقوموا» .

3.في المخطوطة : «ولا يتكلّم» .

4.في المخطوطة تُقرأ : «واقتلوا» .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 199558
صفحه از 627
پرینت  ارسال به