355
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

تعالى في الاُمور كلّها ، ولا يندم من ابتذال اُموره بعد الاستشارة .
وقيل : أوّل الأمر الاستخارة ثمّ الاستشارة ، وعلامة التصديق بالقرآن القيام بأحكامه من الأمر والنَّهي وغيرهما ، فمن آمن ببعض وكفر ببعض لم يصحّ إتمامه . واستحلال الحرام اعتقادا كفرٌ ، وإن كان تناوله دون الاعتقاد بتحليله فهو فسقٌ .
ثمّ دعا إلى الصبر في الأحوال فقال : الصبر أوسَعَ الأرزاقَ للعباد ؛ لأنّه معوّلهم ، وروي أنّ اللّه أوحى إلى بعض الأنبياء : «تخلَّقْ بأخلاقي ، ومن أخلاقي أنّي أنا الصبور» . ۱ ثمّ حَضَّ على تعجيل الزكاة مِن قَبل أن تختلط بالمال فتَذهب بركته . وقيل : أراد تحذير العاملين عليها عن اختزان شيء منها لأنفسهم أو خلطها بأموالهم .
وللخبر الأخير معنيان :
أحدهما : أنّه إذا تصدّق فاللّه يخلف عليه ما هو خيرٌ عاجلاً وآجلاً أو في الحالتين ، فكأنّ ماله ما نقص .
والثاني : إنّما لا ينقص ماله من الصدقة ؛ لأنّ مَن له مئتا درهم كان ماله بعد الحَول مئة وخمسة وتسعين، وخمسة منها حقّ للمساكين ، فاللّه أخرج ما لم يكن من ماله ، فإخراجه إليهم لم يكن ناقصاً لمالهِ .
ثمَّ حثَّ على العفو عن المظالم لينال صاحبُه عزّ الدارين .

۵۲۵.مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ . ۲

۵۲۶.مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَلَوْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً . ۳

1.فيض القدير ، ج ۱ ، ص ۵۹۵ ؛ و ج ۵ ، ص ۴۶۲ .

2.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱ و ۱۲ ، ح ۷۸۴ ـ ۷۸۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۰۰ و ۲۱۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۱۲۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۸۹ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۵ ، ح ۳۹۹۸؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۹۲ ، ح ۲۹۳۰ . تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۲۵۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۶ ، ح ۱۶۷۹۲ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۲۰ ، ص ۲۵۴ ، ح ۸۰۳ (وفي الأخيرين عن لبّ اللباب للراوندي) .

3.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳ ، ح ۷۸۸ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۱۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۳۹ ، ح ۱۵۱۴ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۸۸ ؛ مسند أبي بكر المروزي ، ج ۱ ، ص ۱۲۱ . تفسير جوامع الجامع ، ج ۱ ، ص ۳۲۹ ؛ بحارالأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۲۸۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۸ ، ح ۱۳۷۱۷ (فيه عن لبّ اللباب للراوندي) ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۴ ، ص ۳۳۳ ، ح ۲۷۲۶ (وفيه عن تفسير أبي الفتوح الرازي) .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
354

۵۲۱.مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ . ۱

۵۲۲.مَا رُزِقَ الْعَبْدُ رِزْقا أَوْسَعَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْرِ . ۲

۵۲۳.مَا خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ مَالاً إِلَا أَهْلَكَتْهُ . ۳

۵۲۴.مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ ، وَلَا عَفَا رَجُلٌ مِنْ مَظْلَمَةٍ ، إِلَا زَادَهُ اللّهُ بِهَا عِزّا . ۴

يقول : ما احتاج وما اقتصر مَن لزم الاقتصاد في معيشته ، وسلَكَ مسلك الوسط في الاُمور كلّها ، وذلك مالٌ لا يفنى وكنز لا ينفد ، ولا يستحقُّ الإعزاز من اللّه من كان جاهلاً بمعرفته وبأوامره ونواهيه وبالآداب الشرعيّة ، ولا يستحقُّ الذلّ منه تعالى من كان حليما ، والحلم ترك العقوبة مع القدرة .
ثمّ قال : ما خلّقت الشفقة عن قلب أحدٍ بالخذلانّ إلّا ممّن كان شقيّا . يريد : إذا طلبت من أحدٍ بذل الشفقة وحسن الاهتمام ولا يرحم ، فاعلم أنّه شقيّ . ثمّ حثّ على الأخذ في الاُمور بالمشورة ، ونهى عن الاستبداد برأي النفس .
وفي حديث آخر : «ما هلك رَجُلٌ عن مُشورة»۵ ، وهي بضمّ السين البتّة . وقيل : من استبدّ برأيه ضلّ ۶ . ثمّ قال : لا يخيب ۷ من فضل اللّه من واظب على طلب الخيرة منه

1.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷ ، ح ۷۷۵ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۵۲ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۷ ، ص ۵۷۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۷۷ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۷ ، ص ۱۹۳ ، ح ۷ ؛ كنزالفوائد للكراجكي ، ص ۱۶۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۹ ، ص ۱۸۵ ، ح ۲۳ .

2.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹ ، ح ۷۷۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۷ (وفيه «أوسع له» بدل «أوسع عليه») ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۶۲۲ ، ح ۱۷۱۲۴ (ضمن حديث آخر) .

3.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۰ ، ح ۷۸۱ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۱۵۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۳ ، ص ۶۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۹۴ ، ح ۷۸۹۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۰۱ ، ح ۲۷۲۹ .

4.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱ ، ح ۷۸۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ (مع تفاوت) ؛ مجمع الزوائد ، ج ۳ ، ص ۱۰۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۳۷۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۳۰ ، ح ۳۴۴۹ .

5.تهذيب الكمال ، ج ۱۵ ، ص ۲۰۷ ، رقم ۳۳۷۹ ؛ المبسوط للسرخسي ، ج ۱۶ ، ص ۷۱ (في الأخير «ما هلك قوم») .

6.مجمع البحرين للطريحي ، ج ۱ ، ص ۱۶۲ (بدد) .

7.في المخطوطة : «لا تخيب» .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 196330
صفحه از 627
پرینت  ارسال به