359
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

يقول : لا يكون حُسنُ التأمّل والتفكّر في الاُمور وانقلابها ظهراً لبطن والسهولة فيها إلّا يزداد زينةً لكلّ شيء ، ولا يكون قلّة الرأي في الاُمور إلّا يزداد شيناً وهو العيب .
وفي الحديث : «الرفق يُمنٌ ، والخرق شؤمٌ» ، ۱ [و] الدهش والتحيّر والجهل أيضاً .
ثمّ قال : علامة الرذالة والذلّ والهوان للعبد من اللّه حرمانه من فضيلة العلم الشرعي وأدب الدِّين والدُّنيا ، و«ما استرذله» أي : ما حقّره ؛ يقول لا يَخذل اللّه عبداً في اقتباسه علم الشريعة إلّا لكونه رذلاً . والدواء والشفاء من اللّه ، فاطلبوا شفاء دائكم منه تعالى . ولم يزيّن عبداً أفضل من العفّة ، فعفافه في الدِّين الأخذ بسنّة رسول اللّه والاجتناب عن البدعة ، وعفاف الفرْج حفاظه عن الزنا ، وذلك بتوفيق اللّه تعالى.
وإنّما عطف عفاف الفرج على عفاف الدِّين ـ وإن كان بعضه ـ تخصيصاً وتفخيماً لشأنه ؛ كقوله : « وَ مَلَئِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِيلَ وَمِيكَالَ »۲ ، فكأنّه جعل جبرئيل وميكائيل جنساً غير الملائكة ؛ لفضلهما عليهم لما خصّهما بالذِّكر ، وكقوله : « وَ إِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَـقَهُمْ وَ مِنكَ وَ مِن نُّوحٍ »۳ .
ثمّ حَثَّ مَن كثر ماله وعِلمه على احتمالات ومؤونات طالبيهما ، فمن قام بالإفضال على الإخوان وتحمّل مراعاتهم رغبةً واجتهاداً دلَّ ذلك على تعظيم نِعَم اللّه بما أهّله له . ثمّ أكّد رجاء المذنب الذي ستر اللّه عليه دينه في الدُّنيا ؛ فإنّه تعالى لا يهتك ستره في الآخرة ولا يعيبُه به ولا ينتصبُ فيعيّره ۴ ، والتقدير : «فهو يعيّره» ؛ لأنّه ليس بجوابٍ وجزاءِ للنفي ، بل هو عطفٌ على جُملةٍ متقدّمةٍ ، ويجوز أن ينتصب مشبّهاً بالجواب كقراءة من قرأ : « كُن فَيَكُونُ »۵ بالنصب .

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۱۹ ، ح ۴ ؛ تحف العقول ، ص ۳۹۵ ؛ الإمامة والتبصرة ، ص ۱ .

2.البقرة (۲) : ۹۸ .

3.الأحزاب (۳۳) : ۷ .

4.في المخطوطة : «فيغيّره» وكذلك المورد الآتي : «يغيِّره» ، والظاهر أنّهما تصحيف .

5.البقرة (۲) : ۱۱۷ ؛ آل عمران(۳) : ۴۷ و ۵۹ ؛ الأنعام(۶) : ۷۳ ؛ النحل (۱۶) : ۴۰ ؛ مريم (۱۹) : ۳۵ ؛ يس (۳۶) : ۸۲ ؛ غافر (۴۰) : ۶۸ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
358

نقمةً مثل النار نام هاربها ، ولا نعمةً مثل الجنّة نام طالبها ؛ فالضمير راجع إلى النقمة والنعمة لا إلى النار والجنّة .

۵۲۹.مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَا زَانَهُ ، وَمَا كَانَ الْخُرْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَا شَانَهُ . ۱

۵۳۰.مَا اسْتَرْذَلَ اللّهُ عَبْداً إِلَا حَظَرَ عَنْهُ الْعِلْمَ وَالْأدَبَ . ۲

۵۳۱.مَا أَنْزَلَ اللّهُ مِنْ دَاءٍ إِلَا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً . ۳

۵۳۲.مَا زَانَ اللّهُ عَبْداً بِزِينَةٍ أَفْضَلَ مِنْ عِفَافٍ فِي دِينِهِ وَفَرْجِهِ . ۴

۵۳۳.مَا عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللّهِ عَلى عَبْدٍ إِلَا عَظَمَتْ مَؤُونَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ . ۵

۵۳۴.مَا سَتَرَ اللّهُ عَلى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا ذَنْباً فَيُعَيِّرَهُ [بِهِ] يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ۶

1.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶ ، ح ۷۹۳ و ۷۹۴ ؛ كشف الخفاء، ج ۱، ص ۲۳۱، ح ۷۰۶؛ موارد الظمآن ، ج ۶ ، ص ۱۸۶ ، ح ۱۹۱۵ ؛ فيض القدير ، ج ۵ ، ص ۵۸۹ ، ح ۷۹۶۴ ؛ تاج العروس ، ج ۱۳ ، ص ۱۰۹ (مع اختلاف في جميع المصادر) .

2.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷ ، ح ۷۹۵ ؛ الفردوس ، ج ۴ ، ص ۵۸ ، ح ۶۱۸۲ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۱ ، ص ۱۵۱ ، ح ۵۹۳ ؛ لسان الميزان ، ج ۱ ، ص ۲۹۵ ؛ الكامل ، ج ۲ ، ص ۳۳۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۸۳ ، ح ۷۸۰۹ (مع الاختلاف فيه) ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۸ ، ح ۲۸۹۲۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ ، ح ۲۱۸۳ . شرح الكافي للمازندراني ، ج ۱ ، ص ۱۸۹ و ۲۰۵ (مع اختلاف فيه أيضا) .

3.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷ ، ح ۵۲۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۴۴۳ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۷۸ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۱ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۳۷ ، ح ۳۴۳۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۹۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۹ ، ص ۳۴۳ . الدعوات ، ص ۱۸۱ ، ح ۴۴۹ ؛ وعنه في بحارالأنوار ، ج ۶۲ ، ص ۶۸ ، ح ۲۱ ؛ و مستدرك الوسائل ، ج ۳ ، ص ۱۲۳ ، ذيل ح ۱۷ .

4.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸ ، ح ۷۹۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۷۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۵ ، ص ۸۴ (مع الاختلاف في الأخيرين) .

5.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸ و ۱۹ ، ح ۷۹۸ و ۷۹۹؛ قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ، ص ۴۷ ، ح ۴۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۰۰ ، ح ۷۹۴۲ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۳۴۷ ، ح ۱۵۹۹۴ ؛ و ج ۶ ، ص ۵۸۸ ، ح ۱۷۰۱۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۹۰ ، ح ۲۲۲۶ . الأمالي للطوسي ، ص ۳۰۶ ، ح ۶۲ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۷۵ (وفيه عن الإمام الباقر عليه السلام مع الاختلاف) ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۳۲۶ ، ح ۲۱۶۷۲ .

6.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹ ، ح ۸۰۰ ؛ مسند إبن راهويه ، ج ۲ ، ص ۳۳۷ ، ح ۸۶۳ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۲۴۴ (مع اختلاف في الأخيرين) .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 196272
صفحه از 627
پرینت  ارسال به