«لا صلاة لجار المسجد إلّا في المسجد»
۱ ؛ أي لا صلاة فاضلة .
وقيل : «العهد» هو الحرمة والحفاظ على المودّة القديمة ، والرقية جائزة إذا كان باسم اللّه وبآيات القرآن ، ومعنى الخبر : لا رُقية أولى وأشفى من رقية العين .
وروي : «أنّ الإنسان إذا خاف عين عائن [و] تعوّذ بقوله تعالى :« وَ إِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَـرِهِمْ »۲إلى آخرها ، آمنه اللّه وعافاه من ذلك» . ۳
وحُمَة الفقر في الحيّة ونحوها سمّها ، ولكلّ واحدٍ منها رُقية معروفة نافعة .
وقوله : «لا هجرة فوق ثلاث» أي : لا مهاجرة بين أخوين مُسلمين أكثر من ثلاثة أيّام ، هذا قد جاء في هجران العَتَب والموجدة في اُمور دنياوية ، فأمّا في خيانة الدِّين فقد جاءت الرخصة أكثر من ثلاث ؛ فقد أمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله بهجران كعب بن مالك خمسين يوماً و آلى من نسائه شهراً وصعد مشربة له بهجرة الناس له .
ثمّ قال : لا بقاء للذنب الكبير من حيث يوجب العقوبة مع الاستغفار منه على الحقيقة ، ولا يكون الزلّة صغيرةً بالمعنى وإن كانت قليلةً بالفعل أو يسيرةً بالقول إذا كان صاحبها موطِّناً للإقامة عليها . والإصرارُ على الذنوب سبب الهلاك .
وقيل : معناه : لا تُعدّ الكبيرة كبيرةً مع دوام الاستغفار عنها ، ولا الصغيرة صغيرةً مع الإصرار عليها ؛ أ لا ترى أنّ اللّه مَدَحَ أقواماً وقال : « وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ »۴ .
ثمّ قال : ألّا همّ أبلغ في الشدّة من غمّ الدَّين ؛ لأنّ سائر الغموم على المفقود والمعدوم ، وهذا على المتعذّر الذي يجب تحصيله إن شاء أو أبى ليردّه إلى الغير ، والمخصوص بهذا ۵ الهمّ المذكور في الخبر الفقراء العاجزون عن قضاء الدَّين
1.التهذيب ، ج ۱ ، ص ۹۲ ، ح ۹۳ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۱۲ .
2.القلم (۶۸) : ۵۱ .
3.راجع : الكافي ، ج ۴ ، ص ۵۶۷ ، ح ۲ ؛ الفقيه ، ج ۱ ، ص ۲۳۰ ، ح ۶۸۷ ؛ التهذيب ، ج ۳ ، ص ۲۶۴ ، ح ۶۶ .
4.آل عمران (۳) : ۱۳۵ .
5.في المخطوطة : «هذا» ، والظاهر أنّه تصحيف .