399
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

وروي صحيحاً أن يقول صاحبه : «اللّهمَّ أحيني ما دامت الحياة خيراً لي ، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيراً لي» . ۱
ثمّ أمر بحسن الظنّ باللّه حثّاً على أن يُحسِن العبدُ عمله ، فكأنّه قال : أحسنوا أعمالكم بحسن ظنّكم باللّه . وقيل : حسن الظنّ باللّه من ناحية الرجاء وتأميل العفو ، واللّه جوادٌ كريم .
ثمّ نهى عن الحسد كما قال اللّه تعالى : «فإنّ الحاسد عدوّ نعمتي ، لا يرضى بقسمتي» . ۲ و«النجش» : أصله مدح الشيء والمداح به ؛ لا يمدح أحدكم صاحبه من غير استحقاق يستدعي منفعته ، وهذا أشبه أن يكون مراده ؛ لأنّ قوله : «ولا تدابروا» أشدّ مطابقةً له .
ومعنى «لا تدابروا» لا تهاجروا ؛ فكأنّه قال : لا تتمادحوا بلا استحقاق ولا تتقاطعوا . وقيل : هو تنفير الناس عن الشيء إلى غيره ، ومعناه : لا يَمدح أحدُكم السلعة أو يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها ؛ ليسمعه غيره فيزيد .
و«البغض» : خلاف الحبّ ، ونهى عنه لأنّ عاقبته ليست بمحمودة ، وأيضاً بغض الإسلام في بغض المسلم . ومعنى «التدابر» : الخذلان وأن يولّي ۳ الرجل صاحبه دبُرَه ، و [قال :] كونوا عباد اللّه أصدقاء .
ثمّ قال : لا تكونوا معتادين لعيب الناس ولا لمدحهم حرفةً واكتساباً ، ولا تطعنوا فيهم ، ولا تَماوتوا تخشّعاً وتقشّفاً ۴ مرائين الخلق ، وقيل : «المتماوت» : الذي يجعل نفسه كالميّت تكسّلاً ولا يشتغل بالكسب .

1.تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۳۰۹ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ۱ ، ص ۱۰۳ ؛ المجموع للنووي ، ج ۵ ، ص ۱۰۶ .

2.راجع : كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۶۰ ، ذيل ۱۱۴۵ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۳ ، ص ۳۳۰ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱ ، ص ۳۱۷ .

3.في المخطوطة : «تولّى» ، والظاهر أنّه تصحيف من الكاتب .

4.قشف الرجُل قشفا من باب تعب : لم يتعاهد النظافة ، وتقشّف مثله . «مجمع البحرين ، ج ۵ ، ص ۱۰۸ (قشف)» . رَجُل متقشِّف : تارك النظافة والتَّرَفُّه . «لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۸۳ (قشف)» .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
398

۶۱۰.لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ ۱ إِلَا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللّهِ . ۲

۶۱۱.لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللّهِ إِخْوَاناً . ۳

۶۱۲.وَلَا تَكُونُوا عَيَّابِينَ وَلَا مَدَّاحِينَ وَلَا طَعَّانِينَ وَلَا مُتَمَاوِتِينَ . ۴

۶۱۳.لَا تُعْجَبُوا بِعَمَلِ عَامِلٍ حَتّى تَنْظُرُوا بِمَ يُخْتَمُ لَهُ . ۵

۶۱۴.لَا يُعْجِبَنَّكُمْ إِسْلَامُ رَجُلٍ حَتّى تَعْلَمُوا كُنْهَ عَقْلِهِ . ۶

نهى أوّلاً عن خُلف الميعاد ؛ فإنّه من عادات اللئام ، والوفاء بذلك من شمائل الكرام . و«الموعد» بمنزلة الوعد؛ فإنّهما على الإطلاق للخير ، فالخلف في الوعيد كرم، ومَن أخلف الوعد اكتسب عداوةً . وإنّما نهى عن تمنّي الموت لئلّا يَنزل ؛ لأنّه إن كان على حالٍ حسنةٍ من طاعة اللّه فيزداد كلّ يومٍ ثوابُه ، وإن كان مسيئاً فلعلّه يتوب .

1.في مسند الشهاب : «أحد» .

2.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۶ ، ح ۹۳۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۳۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۶۵ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۹۵ ، ح ۴۱۶۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۶۱ ، ح ۳۱۱۳ . روضة الواعظين ، ص ۵۰۳ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۷۸ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۳۹۵ ، ح ۶۵ (وفيه عن مشكاة الأنوار و روضة الواعظين) .

3.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۹۳۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۷۷ و ۳۹۴ و ۵۰۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۰ ؛ علل الدارقطني ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۱ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۷۸ ، ح ۳۱۵۸ ؛ إرواء الغليل ، ج ۸ ، ص ۹۹ ، ح ۲ (مع الاختلاف في الجميع عدا الأوّل) .

4.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۹۴۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۷ ، ص ۸۱ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۶ ، ص ۷۶ ، ح ۴۳۹۹۴ .

5.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۹۴۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۲۶۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۴۰ ، ح ۹۸۲۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۵ ، ص ۶۸۱ ، ح ۴۲۷۲۰ ؛ فيض القدير ، ج ۶ ، ص ۵۳۴ ، ح ۹۸۲۸ ؛ ذيل تاريخ بغداد ، ج ۲ ، ص ۱۵۷ .

6.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۸ ، ح ۹۴۲ و ۹۴۳ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۳۸۴ ، ح ۷۰۶۰ . مشكاة الأنوار ، ص ۴۴۰ ؛ جلاء الأفهام ، ص ۵۴ (مع الاختلاف في الأخيرين) .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 199745
صفحه از 627
پرینت  ارسال به