وبيان الحديث الخامس في تمامه وهو : قيل : يا رسول اللّه ، وما ذاك؟ وفي رواية : وما خضراء ۱ الدِّمن؟ قال عليه السلام : «المرأة الحسناء في منبت السوء» .
قال أبو عبيد : أراد فساد النسب ۲ ، وشبّهها بالنبات الناضر في دمنةٍ للبعر ؛ يقول : ولا تنكحوا هذه المرأة لجمالها ، ومنبتُها وأصلها خبيث ، كالدِّمْنَة وهي ما تَلَبَّد من الأبوال والأبعار ؛ منظرها حسن أنيق مُعجِب للناس ، وأصلها فاسد ، وأعراق السوء فيها ، انتزع أولادها إلى طبعها وعادتها .
فنهى عليه السلام عن نكاح المرأة عن ظاهر الحسن وهي في البيت السوء ، أو كانت مطعونة في نفسها أو في نسبها . وقيل : إنّه نهى عن تقارض النفاق وتغاير الأخلاق ، وأن يتلقّى الرجل أخاه بالظاهر الجميل وينطوي على الباطن الذميم ، أو يخدعه بحلاوة اللِّسان ومِن خلفها مرارة الجنان .
ثمّ حذّر عن أخذ الدَّين ؛ فإنّ المديون إذا عجز عن أدائه لا ينامُ الليلَ لكثرة التفكّر ويهتمّ ، وبالنهار يتوارى عن سوء الخفاء .
ثمّ نهى عن تحقيق كلّ ظنٍّ والحكم بكلّ ۳ ما يقع في القلب منه ، كما يقع بيقينيّ العلم في الاُمور المعلومة ، والظنون أكثرها كذب .
وتمام الخبر : «ولا تجسّسوا ولا تحسّسوا» ، بالجيم تعرف الخبر بتلطّف ، وبالحاء تطلب الشيء بحاسّةٍ . ثمّ قال : اجتنبوا واحذروا عن إجابة دعوة المظلوم عليكم وإن كان كافراً ؛ لأنّ وبال كفره يعود عليه ، وبال ظلمكم يعود إليكم ، و«إيّا» اسم مبهم ، ولا محلّ من الإعراب للضمائر بعده .
1.في المخطوطة: «خضر» خلافا للمصادر.
2.غريب الحديث، لإبن سلّام، ج ۳، ص ۹۹.
3.في المخطوطة : «تلك» بدون النقطتين .