يسائلها عن أولادها وأحوالها وأهاليها ، حتّى سألها عن كلبها ملاق ۱ ، فقالت عائشة : ما هذا؟ فقال عليه السلام : «هذه امرأة كانت تأتينا زمان خديجة ، وإنّ حسن العهد من الإيمان» . ۲
ثمّ قال : مِن حسن عمل العبد في طاعة اللّه حسن ظنّه بفضل اللّه وكرمه .
وقيل : إنّ حسن ظنّ العبد بالناس من جملةِ حسن العبادة ، وكلا المعنَيين حَسنٌ .
وتمام الخبر الأخير : «إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ، ولكن ورَّثوا العلم ؛ فمن أخذه فقد أخذ بحظٍّ وافر» ، وهو أنّ ميراثهم الأحكام الشرعيّة .
ثمّ حضّ ۳ على الاقتصاد فقال : إنّ دين اللّه يُسر ولا غلوٌّ فيه ولا تقصير ، قال لعثمان بن مظعون لمّا ترهّب : «يا عثمان ، إنّ اللّه لم يبعثني بالرهبانيّة ، وإنّ خير الدِّين الحنيفيّة» . ۴ وقيل : معناه أنّ شرع محمّد عليه السلام سهل .
وكذا معنى الخبر الأخير : أنّ ملّة رسول اللّه المستقيمة لا محالة السهلة جدّاً ، وحقيقة «الحنيفيّة» في الإسلام : الميل إليه والإقامة على عقده ، و«السمحة» : في غاية السهولة ، وإنّما يكون التعجيل بثواب صلة الأرحام لأنّه يزيد في العمر ، وقال تعالى في ذمّ قومٍ : « وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ »۵ . و«الشريف» إذا كان له حكمة ـ وهي الفقه هاهنا ـ زاد شرفاً .
ثمّ قال : عقوبة محرِّم الحلال كعقوبة مُحِلّ الحرام .
ثمّ قال : فخر أهل الدُّنيا المال .
وقيل : إذا لم يجد الرجل مهر امرأة ونفقتها فالتكافؤ بينهما غير ثابت لهذا الخبر ؛ إن خطبها ولم تُزوّج فلا حرج . ۶
1.كذا يقرأ في المخطوطة ، ولم يذكر في الروايات التي رأينا .
2.فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۳۶۵ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۱۳۵ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۲ ، ص ۱۰۴.
3.في المخطوطة : «خصّ» ، والظاهر أنّه تصحيف .
4.الطبقات الكبرى ، ج ۳ ، ص ۳۹۵ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۲ ، ص ۳۱۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۴۷ ، ح ۵۴۲۲ .
5.محمّد (۴۷) : ۲۲ .
6.راجع: تذكرة الفقهاء للحلي، ج ۲، ص ۶۰۴.