415
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

كان يُواصل» . 1
ثمّ أراد أن يُبيّن قرب إبليس من الآدمي وسواساً ، فشبّه في القرب بالدم وجريانه .
وروي أنّه عليه السلام قال : «لا تدخلوا على المغيبات ؛ فإنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» 2 ؛ أي : إنّه لا يزايله ، لا أنّه يَدخل عروقه .
وقيل : أراد به التسلّط والغلبة له على ابن آدم أحياناً كما يغلب الدم ... 3 في بني آدم ، واللّه يكره كفران النِّعم له ولخلقه . ومعنى الخبر الأخير : أنّ اللّه إذا أعطى عبداً مالاً وأمسكه منه فليس باستحقاقه ، ولكنّه يمتحنه بكليهما .

۶۵۳.إِنَّ عَذَابَ هذِهِ الاُمَّةِ جُعِلَ فِي دُنْيَاهَا . ۴

۶۵۴.إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ . ۵

۶۵۵.إِنَّ مِنْ عِبادِ اللّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللّهِ لَأَبَرَّهُ . ۶

1.المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۲۲ ، ح ۲ .

2.راجع : مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۲۸۵ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۱۷ .

3.كلمة غير مقروءة في المخطوطة .

4.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۰۰۰ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۵۴ ؛ العلل لابن حنبل ، ج ۳ ، ص ۴۴۰ ، ح ۵۸۷۲ ؛ طبقات خليفة ، ص ۱۵۲ ؛ إمتاع الأسماع للمقريزي ، ج ۱۲ ، ص ۳۲۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ ، ح ۵۴۱۰ .

5.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۰۰۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۷۷ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۳۴ ، ح ۴۰۲۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹۳ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۳ ، ص ۱۵۳ . الأمالي للطوسي ، ص ۵۲۸ ، ح ۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۵ ، ص ۱۷۷ ، ح ۹ (وفيه عن ابن أبي جمهور في درر اللئالي) .

6.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱۶ ، ح ۱۰۰۲ ـ ح ۱۰۰۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۲۸۴ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۰۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۶۹ و ۲۰۵ ؛ و ج ۵ ، ص ۱۵۴ و ۱۸۸ ؛ و ج ۶ ، ص ۷۲ ؛ و ج ۷ ، ص ۹۰ و ۲۲۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۱۰۶ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۸۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۳۶ . الأمالي للصدوق ، ص ۴۷۰ ، ح ۶ ؛ روضة الواعظين ، ص ۲۹۶ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۳۹ ، ح ۱ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۷۱ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۱۵۲ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
414

رَغَّبَ في الأخلاق الكريمة بأنّها توصل إلى الجنّة ؛ فأوّلها الدِّين ، ثمّ المروءة والفتوّة ، وأحسنُ كلّ شيء خُلقٌ حَسن .
ثمّ حثَّ على الإحسان إلى المماليك وتقويتهم ؛ يقول : مولى القوم معدود منهم ، فينبغي أن يحترم كحرمتهم . وقيل : قاله لرافع مولاه 1 في نهي أخذ الصدقة ، وإنّما مال على سبيل التشبيه في الاقتداء بسيرتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي أوساخ الناس ، ويشبه أن يكون [من عياله] 2 عليه السلام فقد كان يكفيه المؤونة ؛ إذ كان أبو رافع مولىً له يتصرّف له في الحاجة والخدمة ، وهذا إضافة تشبيه وتقريب لا إضافة تحقيق ، وأراد بأنّه منهم يعني في حكم الولاء دون حكم النسب .
و«البَلَه» : زوال العقل ، فلو حُمل الخبر عليه فمعناه : أكثر أهل الجنّة المتّقون والمجانين ، فالعقلاء أكثرهم يعملون أعمال أهل النار .
وقيل : البَلَه سلامة الصدر والغفلة عن السرّ ، والخب والمكر ، فأراد : أكثر مَن يدخل الجنّة مَن هو أبله في اُمور الدُّنيا . و«البُله» هم الذين خلوا عن الدهاء والنكر والخَبّ ، وغلبتْ عليهم سلامة الصدور وهم عقلاء .
وفي الحديث : «إنّ اللّه يُدخل الجنّة أقواماً بسلامة الصدور ، وليس لهم كثير عملٍ» 3 ، وأقلُّ مَن يسكن الجنّة النساء ؛ لبُعدهنّ من العلم والطاعة ، وقربِهنّ من الجهل والمعصية ، وكفرانِهنّ إحسان بعولتهنّ .
وفي رواية أنّه عليه السلام قال للنساء : «إنّكنّ أكثر أهل النار ؛ وذلك لأنّكنّ تُكثرن اللعن ، وتكفّرن العشير» 4 ؛ أي المعاشِر ، والمراد به الزوج .
ثمّ قال : من كان عياله أكثر ومصيبته أعظم ، فالرزق والصبر عليه أوسع .
ثمّ نبّه على أنّ حقّ الوالد مقدَّم على حقّ الوالدة .
وبيان الخبر ما روي : «صِل مَن كان يصل أباك ؛ فإنّ صلة الميّت في قبره أن تَصل من

1.في المخطوطة : «مولا» ، والظاهر أنّه تصحيف .

2.اضُيفت للضرورة.

3.غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۱ ، ص ۱۱ .

4.مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۳۹۴ ؛ صحيح إبن خزيمة ، ج ۲ ، ص ۱۰۱ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۳۰۵ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 204334
صفحه از 627
پرینت  ارسال به