437
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

ثمّ ذكر أنّ خوفه على الاُمّة بعد وفاته [من] ثلاثة أشياء : زلّة العالِم فإنّه فتنة العالَم يقتدون بزلّته ، وقضاء ظالم مائلٍ عن الحقّ جائرٍ للخَلق ، وأن يتابِع الناس هوى أنفسهم ، ومَن اتّبع الهوى ففي النار هَوى . وروي «أنّه يذهب بجور واحد بركات سنين كبيرة»۱ . ۲
ثمّ قال : إنّي معلّمكم الحلال والحرام ، وأنتم تَخرجون إلى البدعة من سنّتي ؛ تحرِّمون وتحلِّلون برأيكم .
وروي : «إنّي ممسك بحجزكم هلمّوا عن النار ، وتغلبونني تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب ، واُوشك أن اُرسل حجزكم» . ۳ وفيه اتّساع ومجازٌ ؛ وذلك أنّ المراد به أنّه يبالغ في زجر اُمّته عن التقحّم والدخول في المعاصي بشَكائم ۴ المنع ، فشبّه ذلك بإمساك الرجل بحجزة صاحبه إذا كاد أن يسقط في مهواة فيتماسك وينجو . فلمّا شبّه إحدى الحالتين بالاُخرى ، أجرى عليها الاسم مجازاً ، وحَسُنَ أن يقول : إنّني آخذ بحُجَزكم عن النار ، ومراده عن الأعمال المؤدّية إلى دخول النار ؛ لأنّ سبب الشيء جارٍ مجرى الشيء .
وممّا تُبيّن أنّ المراد ذلك أنّهم لم يكونوا في حال سماعهم لهذا الخطاب متهافتين في النار ، وإنّما كانوا في الأعمال التي يستحقّون بها عذاب النار ، وحُجْزَة السراويل معروفة ؛ أي : تمتنعون من أمري بترك المأمور ، وتدخلون النار كدخول الفَراش ۵

1.في المخطوطة «كبيره» والمناسب: ما اثبتناه.

2.لم نعثر عليه في موضع.

3.المجازات النبوية، ص ۸۰؛ مجمع الزوائد، ج ۳، ص ۸۵؛ المصنّف لابن أبي شيبة، ج ۷، ص ۴۱۸ .

4.الشكيم والشكيمة في اللجام: الحديدة المعترضة في فم الفرس التي فيها الفأس. «لسان العرب، ج ۱۲، ص ۳۲۴ (شكم)» .

5.قال الزجّاج في قوله عزّوجلّ : «يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ» قال: الفَراش: ما تراه كصغار البَقّ يتهافت في النار؛ شبّه اللّه عزّوجلّ الناس يوم البعث بالجراد المنتشر وبالفراش المبثوت؛ لأنّهم إذا بُعثوا يموج بعضهم في بعض كالجراد الذي يموج بعضه في بعض. «لسان العرب، ج ۶، ص ۳۳۰ (فرش)» .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
436

۷۱۹.إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْداً أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ . ۱

۷۲۰.إِنَّ أَشْقَى الْأشْقِيَاءِ مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا وَعَذَابُ الْاخِرَةِ . ۲

۷۲۱.إِنِّي أَخَافُ عَلى اُمَّتِي بَعْدِي أَعْمَالاً ثَلَاثَةً : زَلَّةُ عَالِمٍ ، وَحُكْمُ جَائِرٍ ، وَهَوىً مُتَّبَعٌ . ۳

۷۲۲.وَإِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ وَتتَقَاحَمُونَ ۴ فِيهَا تَقَاحُمَ الْفَرَاشِ وَالْجَنَادِبِ . ۵

نبّه أوّلاً على أنّ العالِم بتحريم ما نهى اللّه عنه إذا ارتكب المناهي كان أشدّ عذاباً ، ولهذا قال عليه السلام : «مَثَلُ الذي يعلِّم الناس الخير ولا يعمل به ، مَثَل السِّراج يُضيء للناس ويُحرق نفسه» . ۶
والخبر الثاني مشتمل على أمرين :
أحدهما : أنّه بمداراة مَن هذا سبيله ليَسلم المداري من شرّه وغائلته .
والثاني : أنّه يأمر أن لا يكون العبد على وجه يؤذي الناس ؛ فإنّ مَن خافه الناس أن يشتمهم أو يضربهم فهو شرّ الخلائق .
ثمّ أوعد عمّال السلطان الجائر يُهلِكون دينهم لدنياه .
ثمّ ذكر حال فقراء الكفّار [الذين] يشتمل عليهم خسران الدارين .

1.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۱۷۳، ح ۱۱۲۵؛ المعجم الكبير، ج ۸ ، ص ۱۲۳؛ تهذيب الكمال، ج ۱۶، ص ۴۰۲ .

2.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۱۷۳، ح ۱۱۲۶؛ المستدرك للحاكم، ج ۴، ص ۳۲۲؛ السنن الكبرى، ج ۷، ص ۱۳؛ مجمع الزوائد، ج ۱۰، ص ۲۶۷؛ المعجم الأوسط، ج ۹، ص ۱۰۹؛ مسند الشاميّين، ج ۲، ص ۴۲۱، ح ۱۶۱۵ .

3.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۱۷۴، ح ۱۱۲۷؛ المعجم الكبير، ج ۱۴، ص ۱۷؛ مجمع الزوائد، ج ۱، ص ۱۸۷؛ العهود المحمّديّة للشعراني، ص ۷۸۷ .

4.كذا في المخطوطة، وفى المصادر «تقاحمون» .

5.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۱۷۴ - ۱۷۷، ح ۱۱۲۸ - ۱۱۳۳؛ مجمع الزوائد، ج ۳، ص ۸۵؛ كتاب السنّة لابن أبي عاصم، ص ۳۳۲، ح ۷۴۳؛ كتاب أمثال الحديث للرامهرمزي، ص ۳۵؛ كنزالعمّال، ج ۴، ص ۵۴۲، ح ۱۱۶۰۰ .

6.راجع: مجمع الزوائد، ج ۱، ص ۱۸۴؛ تفسير الرازي، ج ۳، ص ۴۷؛ الجامع الصغير، ج ۲، ص ۵۳۰، ح ۸۱۴۱ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 199941
صفحه از 627
پرینت  ارسال به